samedi 16 février 2013

...و سقط القناع ...عن قاتل شكري بلعيد؟؟






من قتل ؟ كيف خطط؟و من موّل؟
...و سقط القناع ...عن قاتل شكري بلعيد؟؟
قضية اغتيال المناضل السياسي شكري بلعيد يكتنفها الغموض و غياب الدلائل ...و لكن هول الجريمة دفعت الثورة نيوز لتتبع خيوطها عسى أن تكشف شيئا يدل على طرف الخيط
ففي وقت تتقدم فيه الأبحاث على قدم و ساق داخل مكاتب التحقيقات و تم نشر صورة تقريبية للجاني و توزيعها على كامل مركز الأمن.متخذة (الأبحاث) كل الطرق و السيناريوهات المؤدية إلى القاتل كان لابد من حصر و تحديد فصول المسرحية التراجيدية للجريمة وفق النمط الثلاثي الذي يكون فيه الطعن ضعيفا ...و يخضع هذا الاسلوب بابعاده الثالثة الى منطق المعقول و التحليل الرياضياتي في رسم ملامح يد التي قامت بالاغتيال و المخطط الذي قام عليه و الممول الذي دعمه ..فهاهي الخيوط الدقيقة التي تكشف و تحصر الجاني بناء على تحليل رصين و ممنهج و بعيدا عن كل البعد عن ضروب الاتهام ...

المنفذ...لماذا قتل شكري و ترك السائق؟؟

غالبا ما تكون عمليات الاغتيال منظمة وفق قاعدة لابد من القطع مع كل خيط ولو ضئيل يمكن الباحثون من الوصول إليه ..إذ كثيرا ما يتم قتل الشخص المستهدف و قتل أيضا المرافق له أو المرافقين له أو من شهد الجريمة حتى يقطع  دابر آثارها ...و في قضية الحال و كما هو معلوم ان القاتل البالغ العقد الثالث من عمره على ما يبدو لم يقتل السائق المرافق لبلعيد و لم يمسسه حتى لمسا ..و في ذلك دلالات عميقة ورسائل واضحة توحي أن القاتل تجنب قتل نفس بغير حق وهي نفس السائق الذي يعد شخصية نكرة في عالم السياسة ...ثم انه من سمات القاتل أيضا انه لم يكن محترف الرماية و لا حتى ماهر في إصابة الهدف رغم انه افرغ 3 طلقات في مناطق حساسة من جسم شكري بلعيد إلا أن بقية الرصاصات لم تصب أهدافها و كانت خارجة المرمى على اعتبار أن الحديث عن عدد الرصاصات فاقت ال5 ...كما تأكد ان القاتل غير قناص و غير محترف في استعمال السلاح و ذلك لغياب استعمال كاتم الصوت عند التسديد حيث أثارت عملية الاغتيال أصوات مدوية استفاق عليها الجميع ...وبناء عليه و خلاصة لبعض السمات المتواجدة في القاتل تتبين للعيان ان صاحب الفعلة شخصية هادئة و بقلب ميت   لا همّ له في الإقدام على فعل  إجرامي  مهما كان حجمه وفق لميولاته النفسية أو الاجتماعية أو الدينية  أشبه ما يكون بأصحاب السوابق العدلية الذين يرومون السجون و يقضون فيها فترات طويلة لا تقل عن 5 سنوات ...ثم الاستنتاج الثاني يتمثل في قراءة لغز ترك السائق على قيد الحياة  توحي أن السيد متشبع بعدم قتل النفس بغير حق وهو ما يجرنا انه منتمي إلى تيار ديني أو سلفي معين خاصة و أن الضحية عرف بعدائه الفكري للتيارات الإسلامية ...
ثم إن القاتل غير ملتحي قد يكون قصدا لإبعاد الشبهات عن انتمائه و غالبا و ما تكون الملامح معاكسة للانتماء ...فمثلا إن كان القاتل من التيارات المعادية للتيارات الإسلامية لكان ملتحي تصنعا عند القيام بجريمته لإبعاد الشبهات عن الطرف الذي يقف وراءه
خلاصة القول في ذات المضمار وفق قاعدة البيانات المتوفرة ان القاتل مكث في السجن و من المحتمل من الذين فروا و لم يعودوا ..ينتمي الى تيار ديني ..و غير محترف الرماية 

المخطط ...لماذا في هذا الوقت بالذات؟

بوصولنا في تحليلنا أن القاتل من المنتمين إلى التيار السلفي نستشف من وراءه ثلاث مخططات لا رابعة لها :
المخطط الأول: أن يكون التيار السلفي هو من يقف وراءه تحت وزاع الجانب الديني بعد أن تم عد الضحية في عداد ال قريش من الكفار و استباح عدد من الأئمة زهق روحه و هدر دمه ...و تؤكد هذا التوجه التهديدات المتشددة  التي تعر   ض إليها بلعيد  أيام 31 جانفي و 2 فيفري و غيرها  ...ويتخذ هذا التيار من الراحل العدو اللدود الذي عرقل انتشار الدين بين الأمة و يعد لديهم من ابرز الوجوه التي تنتقد التوجه الإسلامي للدولة و المدافع عن مدنيتها فولد لديهم كرها دفينا عليه و اصدر عدد منهم فتوى بقتله و كانت الحصة التلفزية التي تطاول فيها المرحوم على الشيخ نبيل العوضي القطرة التي أفاضت الكأس ...
و من سطور هذا المخطط الأول لابد من الإشارة إلى تواجد مركز امن قريب من مسرح الجريمة و رغم الصيحات المدوية التي أحدثتها طلقات الرصاص فان الوحدات الأمنية لم تكن سباقة في تطويق مكان الجريمة بالسرعة المطلوبة رغم أن الناس هبت من كل فج عميق مما يثير الشكوك حول ما راج حول تراخي جهاز الأمن الذي تم اختراقه على حسب ما يروج له من قبل القوى المتشددة اسلاميا في حركة النهضة و على رأسها راشد الغنوشي و الحبيب اللوز ...ثم تلازما مع ما يروج له فان القضية تم إحالتها على أنظار الإدارة الفرعية لمقاومة القضايا الإجرامية بالقورجاني التي قيل عنها أنها مخترقة من قبل نفس الوجوه من حركة النهضة مما يدفع أيضا إلى الشك و إلى اللبس
المخطط الثاني: اذا سلمنا بقاعدة العكس هو الاقرب الى الصواب فان التيار الاسلامي  السلفي قد يكون خارج دائرة الاتهام و ما القاتل السلفي الا لدرء الشبهة عن الاطراف المعادية للتيار للسلفي ...ثم لنعود في قراءة التاريخ و تاريخ الحادثة فواقعة اغتيال بلعيد كانت بتاريخ 6 فيفري وهو تاريخ اقترن مع تاريخ حل التجمع بمعنى ان 6 فيفري 2013 هي ذكرى الثانية لحل التجمع و بالتالي فقد يكون تاريخ القتل له دلالات رمزية و مرتبطة مع ابرز حدث وقع في نفس اليوم من سنة 2011 ثم ان المرحوم اكد مرار و افصح ان له ملفات فساد كبرى تدين عديد الشخصيات المنتمية الى حزب التجمع و المتعاملة معهم و القريبة منهم و لم يخف بلعيد ايضا موقفه الرافض للتحالف مع نداء تونس الحزب المتسمي على التجمع و اعتبر ان النهضة و التجمع وجهان لعملة واحدة و اضف اليهما ايضا انه شوهد يوم قبل اغتياله في نزل القصر بسوسة مع عمر جنيح و اجرى قبل لقاءه به مكالمة هاتفية مجهولة المصدر قد تكون قد اعلم من خلالها  بنبأ التهديدات الخطيرة التي وصلت له و يذكر ان المناضل الراحل كانت له لقاءات خاصة واخر كل اسبوع مع عمر و عثمان جنيح ولزهر سطا اما في نزل التاج او النوفمبيك و لكن يوم لقاءه الاخير بعمر جنيح كان في نزل القصر و لا ندري لماذا تغير المكان المعتاد ...ثم صعوده على قناة نسمة و اعلن مباشرة ان عمليات الاغتيالات انطلقت  لم تكن من فراغ  ...فكل الاحداث تقريبا المتتالية ترجح ضلوع أطراف من نداء تونس او منتمين قديما الى حزب التجمع في عملية الاغتيال
المخطط الثالث: عملية الاغتيال لم تكن مجانية  حتى ان كان الجاني سلفي فقد تكون وراءها اموال فاسدة صرفت و عقول خارجية دبرت و بنظرة استقرائية للواقع لا نستبعد ضلوع المخابرات الفرنسية في عملية الاغتيال ففرنسا هولندا ظلت ناقمة على بروز التيار الاسلامي في تونس و خاصة حركة النهضة و تعمل ما في وسعها من اجل إسقاطها لاننها لا تتماشى و مصالحها في المنطقة و قد عبرت علنا عن دعمها لنداء تونس في مرات كثر و قد تكون بحثت أنجع السبل لكسر شوكة النهضة و الاطاحة بها و كانت هاته الطريقة على اعتبار ان اغتيال الضحية و خاصة شكري بلعيد هو بمثابة ضرب عصفورين بحجرة واحدة فمن جهة قلب الشارع على حكم الإسلاميين و من اخرى صد معارض شرس لنداء تونس و رافض له   ...حتى ان رئيسة حزب الجبهة الوطنية الفرنسية ماري لوبان في حوار خصّت به إحدى القنوات الفرنسية وجّهت أصابع الاتّهام إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند حول تستّره على المتورّطين في حادثة اغتيال شكري بلعيد الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد الأربعاء الماضي كما دعت لوبان إلى ضرورة استقالة وزير الداخلية الفرنسي على خلفية هذه الفضيحة منتقدة في الوقت ذاته تصريحاته بشأن الوضع الأمني في تونس. ويذكر أن رئيس الحكومة حمادي الجبالي كان التقى يوم الجمعة الماضي السفير الفرنسي وذلك على خلفية تصريحات وزير الداخلية الفرنسي التي قال فيها إنّ فرنسا تدعم القوى الديمقراطية والعلمانية في تونس  وأنّ تونس لم تعد نموذجا لبلدان الربيع العربي على إثر اغتيال شكري بلعيد.
و قد لا تقف المسالة عند المخابرات الفرنسية فقط و انما لابد من الاشارة الدقيقة مع التعريج على دور المخابرات الجزائرية في الموضوع وهي التي اكتوت من بروز التيار الاسلامي و ذاقت في عهده الويلات و اغرقت البلاد في حمام دم ثم الخوف التي يلاحقها من امتداد التيارات الإسلامية المتشددة إلى أرضها و هي المرمى  المستهدف و الذي تريده هاته التيارات

المموّل

في هذا الإطار لابد من  الجزم أن العملية الإجرامية كانت وراءها يد المال و غبي من يعتقد أن العملية لم تكلف المليارات من الأموال التي وزعت من اجل البلوغ إلى هذا الهدف ...و إن صوبنا سهام التحليل وفق التدرج المنطقي البسيط و حددنا الخيوط الكبرى للقاتل و من يقف ورائه فليس مستبعدا أن ندرك من يكون مصدر المال ....
الأمر الذي لابد من التأكيد عليه هو أن القاتل سيكون بين يدي العدالة آجلا آم عاجلا ...و أن غدا لناظره قريب
ح.العرفاوي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire