
و من المعروف أن هذه الصناعة السينمائية تتطلب الأموال الوفيرة والكثيرة لتدفع كنفقات للممثلين والتقنيين والمنتجين إلا أن في قضية سامي الفهري تدفع هذه الأموال لإعلاميي قناة التونسية ولمحاميها ولكل طرف له قدرة التأثير على الساحة السياسية أو على القضاء من بعيد او من قريب وكل ذلك من اجل هدف واحد وهو إخراج مالك القناة من السجن ...
في حقيقة الأمر وحتى يفهم القراء الكرام أنني لست من المتحاملين على سامي الفهري لغايات شخصية فشخصيا لا اعرفه سوى عبر البرامج التلفزيونية ولست ممن ينتقد كفاءته المهنية لان هذا شيئ لا يعنيني ولكني هنا سأنتقده من منظار شعب يريد استرداد اعتباره وكرامته وأمواله المنهوبة من طرف أشخاص كانوا فاعلين في النظام البائد واثروا فيه دون وجه حق وقد حان الوقت لمحاسبتهم ليس على طريقة التشفي والانتقام وإنما على أساس القانون وبأيادي القضاة الشرفاء ...
إذن إذا كانت هناك تقارير وأبحاث قضائية واضحة تثبت مليا مدى تورط سامي الفهري بمعية شريكه بلحسن الطرابلسي وثلة من المدراء المتعاقبين على التلفزة الوطنية والمتواطئين معهم فلماذا كل هذا التدخل السافر في مشمولات قضائية بحتة من طرف الورتاني وبن غربية وبعض الوجوه الإعلامية الأخرى التي تعمل في قناة التونسية والذين منذ أن أودع مؤجرهم السجن ماانفكوا يصنعون كل أنواع البرامج التلفزية التي يستضيفون فيها كل من دب وهب بمقابل أو بغير مقابل ربما يصلون بذلك إلى جعل سامي الفهري الرجل الذي يملا الدنيا ويشغل الناس وتتحول قضيته من جنائية إلى سياسية وهو ما لم يحدث إلى حد الآن والحمد لله بفضل قضاء لا تزال العدالة تنبض فيه وبفضل شعب استفاق و بدا يفهم قانون اللعبة ولم تعد تنطلي عليه المسرحيات وحركات التمثيل والهالات الإعلامية التي تفنن في إخراجها مستشارو بن علي وزبانيته ...
اللعب بالصورة على العواطف والحاجة هذا ما يفعله معز بن غربية ونوفل الورتاني ليخلصوا "عرفهم"من قبضة العدالة :
-اللعب على الصورة:
تقنيات عالية تستعمل من قبل أحسن التقنيين المستأجرين من قبل معز بن غربية لتبرز سامي الفهري للمشاهد في صورة مناضل من المناضلين الكبار والرجل الهمام الذي يعاني من ظلم السلطة حتى كأنه بات في أعين المتقبل شي قيفارا زمانه أو احد اكبر حقوقيي العصر الحديث ...استوديوهات وأضواء ولباس وأشياء أخرى جعلت من مالك التونسية لدى المتقبل العادي رمزا إعلاميا ظلم من طرف السلطة وأودع السجن على خلفية آرائه السياسية الأمر الذي لا يقبله لا المنطق ولا الواقع ولا القانون ..
-اللعب على العواطف:
إضراب جوع من سامي الفهري وزوجته وابنته لا أساس له في الواقع يمرر عبر التونسية ليتلقاه الناس بالإضافة إلى تحرك أمام وزارة العدل تحت شعار "سيب الراجل " والتركيز بكاميرا نفس القناة على زوجة المسجون ابنته وأخته وهن يبكين كل ذلك من شانه أن يؤثر على مشاعر الناس الذين لا يفقهون في الأمور القانونية والذين لم يطلعوا أصلا على فحوى القضية وكنتيجة لذلك عكس مواقفهم فيطلبون بالتالي إطلاق سراح الجلاد عوضا عن المطالبة بمحاسبته ...
-اللعب على الحاجة :
ممثلون وفنانون ومغنون قدموا من كل حدب وصوب لم نسمع عنهم يوما كلمة حق في أناس قد سجنوا وعذبوا لسنوات طوال ليمدوا وجوههم بكل وقاحة أمام كاميرات سامي الفهري ينشدون فيه شتى أنواع القصائد المدحية ويلمعون صورته على أنغام نفاق ليس له مثيل وكل ذلك حسب تصوري من اجل إما بعض المال أو تقربا من اجل عمل تلفزي مستقبلي يمكن أن يأتي أو لا يأتي وإذا كان هؤلاء قد تمكن زبانية سامي الفهري من شرائهم فما فائدة اللوم على المواطنين البسطاء الذين جروهم إلى الوقفات الاحتجاجية بمقابل مالي ..
وبالرغم من كل ذلك فان غالبية الشعب يرى في قناة التونسية بمثابة "الغسالة " التي تعمل عل تنظيف سامي الفهري وغيره من الفاسدين الذين أجرموا في حق تونس لكن هاته الغسالة تعمل بالمال كمادة للتنظيف ليس كغيرها من الغسالات
ملاحظة بسيطة فقط لمن يدافعون عن" سي سامي " ان كاكتوس كانت تبيع برامجها للتلفزة التونسية بمبلغ لا يقل عن 90 الف دينار ونفس البرامج الان او احسن منها قيمة تبيعها للتونسية بمبلغ اقل من 10الاف دينار حللوا اذن وناقشوا !!!
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire