رابطات حماية الثورة مليشيات نهضوية بلا شرعية قانونية
·
أعقمت أرحام مؤسسات الدولة ....
حتى تجعل الرابطات حامية للثورة؟؟؟؟
جاء في البلاغ المؤرخ في 14 جانفي 2012 و نشر في الرائد
الرسمي أن رئاسة الحكومة سمحت بتأسيس الرابطة
الوطنية لحماية الثورة التي تتمثل ابرز أهدافها حسب نص البلاغ :"تثبيت
الهوية العربية الإسلامية و كشف منظومة الفساد و التصدي لكل إشكال التبعية و
الارتهان للخارج و تامين الانتقال الديمقراطي و نشر الوعي بحقوق الإنسان مع
المحافظة على مكتسبات الثورة"
ففي قراءة سريعة للهدف الأساسي لرابطة حماية الثورة يوحي
مباشرة الى استقالة مؤسسات الدولة ومنح
الرابطة التصرف في بنود المرحلة الانتقالية و الالمام بكل بنودها
تفرعت ادوار رابطات حماية الثورة فطالت كل المجالات و
القطاعات : من الدفاع عن هوية الوطن مرورا بكشف بؤرة الفساد و تعرية مرتكبيه ثم
التصدي لكل أشكال التبعية و الارتهان للخارج و أيضا تامين الانتقال
الديمقراطي فنشر الوعي بحقوق الانسان
وصولا الى المحافظة على مكتسبات الثورة
...مانحة لنفسها مراقبة الدولة ووصية على الشعب و حامية حمى الدين ...راسمة
صورة لنفسها "انا و بعدي الطوفان"
فالترخيص لعمل الرابطات اثار ردود فعل متابينة بين
الاحزاب و هياكل المجتمع المدني و السلطة الحاكمة فاول يطالب بإلغائها و الثاني
يفرض بقاءها و يعدها ضمير الشعب وولدت من رحم الثورة ..غير ان شرعيتها اصبحت زائلة باقرار مجلس وطني تاسيسي ابان
انتخابات اكتوبر 2011 ...
تحولت رابطات حماية الثورة الى يد النهضة ضد باقي الاطياف
التي تخالفها في الفكر و المنهج و ادرك القاصي و الداني انها اصبحت الذراع العنيف
تحركها الحركة كما تريد وهي اشبه ما يكون بالمليشيات التي شكلها معمر القذافي في
ليبيا
و تتركب هيئة الرابطة الام لحماية الثورة بالاساس من اتباع
حزب النهضة و مناصريها و بعض من ازلام التجمع المنحل ..فرئيس الرابطة محمد معالج –مثلا-
و زوجته حليمة معالج المكلفة بالشؤون القانونية و المراة و امين مالها الذي يشغل
خطة مستشار لوزير النقل محمود بن فضل هم في مقدمة انصار حزب الغنوشي ..اما المكلف
بالتعبئة و الاتصال هشام كنّو هو بالاساس تجمعي و من المرشحين السابقين لمؤتمر
شعبة الوردية
غدت مجالس حماية الثورة او الرابطات المصدر الاساسي و
الدائرة الواسعة التي تنطلق منها شرارة نار الفتنة القاصمة لظهر المجتمع التونسي
الى نصفين لتخلق نوعا من التوتر و الصراع و العنف
تصاعدت وتيرته و تجاوزت مرحلة الخطر الى الضرب المبرح و الاغتيال
ظل المنتسبون الى هاته الرابطات حاضرين بقوة في كل
الاحداث الدامية ان لم يكونوا هم اصل
الداء و المتسببين فيها فعوضوا باسلوب
"الخلايق"رجال الامن في عديد المحطات و يقومون بتفريق المظاهرات -9
افريل-و الاعتداء على الفنانين و اشباه المثقفين و تصفية الخصوم السياسيين كما حدث
مع لطفي نقض و التهجم على مقر اتحاد الشغل و تعنيف قياداته و غيرها من الاحداث التي هزت شرق البلاد و شمالها و
حنوبها
لم تكن رابطات حماية الثورة الا دخيلة على هياكل المجتمع المدني على اسوار المجتمع
المدني مثيرة الهرج دون حساب او عقاب ..و حتى ان قانون الجمعيات التي انبت عليه
..اخلت ببنوده على اعتبار عدم توفر الهدف الرئيسي من وراء تاسيسها الذي ظل عاما
بلا تخصيص ...غامضا ..فيه لبس ..يخوّل لها القيام بما تريد حيث ما تشاء فضلا عن الوقوف
في الصف الامني و تكميم الافواه و اغتصاب حق التظاهر و الدفاع عن الحكومة ...تدفعها
ايادي حكومة الترويكا و تبارك توجهها بل و جعلت منها مليشيات ترعب بها ذودا عن
مصلحتها ..رامية بعرض الحائط بمطالب فكها و حلها رغم الدعوات الكثيفة التي تلقتها
..بل تصر و لا تزال وخاصة حركة النهصة على شرعيتها متحملة مصائبها و اعبائها و
منتشية بعنفهم و ادوارهم دون ان تمنح الراي المخالف فرصة الطمانة وغلق باب البلاء
الذي همش عمل الحكومة و عزز من صدى خصومها و أعدائها ...دون ان تستجيب للمثل
القائل "الباب الي يجيك منو ريح سدو و استريح"
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire