ذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين.
روابط حماية الثورة بين العمل الجمعياتي والتّنظيم الموازي للدّولة
بعد 14 جانفي وأمام حالة الانهيار لمؤسسات الدولة تنظّمت مجموعات من مختلف الشرائح الاجتماعيّة من باب الإحساس بالمسؤولية لحفظ أمن الناس وممتلكاتهم وذلك بصورة تلقائيّة وعفوية ومن دون خلفيات سياسية او دينية في شكل لجان محلية في كل الأحياء ولم يكن بينهم اتصال او تنظيم ولم تكن تؤمّهم جمعية او منظمة وحتّى ت سميتهم كانت لجان حماية الأحياء دون إشارة للثورة من قريب او بعيد لأنّه في ذلك الوقت مازالت خطورة الوضع وعفويّة الموقف عاملا موحّدا للنّاس ولم تبدأ التّشكّلات الإيدولوجية في الظّهور وتخاصم حق احتكار الثّورة في الاستعار وأول هيئة تشكلت على مستوى وطني وذكرت فيها عبارة حماية الثورة هي مجلس حماية الثورة الذي أمضت على تكوينه أحزاب وجمعيات ومنظمات مهنية وغير مهنية ومنها الأحزاب التي تحكم اليوم وأحزاب المعارضة وهذا المجلس حلّ نفسه وأنهى وجوده بمجرّد حصول الانتخابات وهو دليل على أن الدولة استعادت سلطتها بمؤسسات منتخبة وصار عليها تحمل مسؤوليّة حماية الثورة وحماية أمن المواطنين وممتلكاتهم ورغم أنّ الفترة الانتقاليّة السّابقة كانت هشة لغياب الشرعية عنها وحبلى بالاضطرابات ورغم ان الباب كان مفتوحا على مصراعيه لبعث الاحزاب والجمعيات فإننا لم نسمع عن وجود طلب في تكوين جمعية او رابطة لحماية الثورة فما الذي تغير بعد الانتخابات ليتم تشكيل ما يسمى بروابط الثورة واعطائها التأشيرة القانونية من طرف حكومة منتخبة ؟ هل الحكومة عاجزة عن حماية الثورة وان كانت كذلك فلماذا انتخبها الشعب ؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire