زمن المسجون سليمان ورق صال عدد كبير من
الضباط الفاسدين وجالوا كما اشتهوا والتحفوا بصداقات مشبوهة مع أفراد من العائلة
الحاكمة زمنها للإفلات عند اكتشاف أمرهم ومن هؤلاء الضابط المرتشي والفاسد الأكبر
الرائد عبد الحميد ذريوة والذي استغل علاقة سابقة جمعته بقيس بن علي وعماد
الطرابلسي عند إشرافه على فصيل الحرس الديواني ببن عروس للإفلات من العقاب والتتبع
القضائي حينما مارس الابتزاز والترهيب على احد التجار حيث احتفظ به على خلاف
تعليمات وكيل الجمهورية الذي أمر بترك سبيله واثر تدخل أصحاب النفوذ والتنفذ وعوض
معاقبته تمت نقلته احتياطيا إلى ثلاجة إدارة الحرس الديواني بتونس تحت إمرة عراب
التهريب شريف المغربي (تم عزله ضمن قائمة ال18 الشهيرة أسابيع بعد
الثورة في إطار حملة تطهير الطاهر بن حتيرة) ومنها وبعد تقربه من رئيسه الشريف المغربي
نجح في الفوز بخطة آمر فصيل الحرس الديواني بصفاقس ليخلف بطل الكونترا أكرم صبري.
وبسرعة دخل الضبط الفاسد في صميم الموضوع
وفرض ضريبة خاصة لا تقل عن ألف دينار شهريا على أصحاب محلات بيع البضائع المهربة
بالمنار والأروقة وسوق ليبيا بصفاقس أما بالنسبة للمهربين المرتبطين بالعائلة
المالكة فقد فرض تعريفة لا تقل عن 5000 دينار تدفع مشاهرة وصبرة واحدة ولشدة تمسكه
بالرشاوي وضرورة احترام تواريخ الدفع أطلق عليه اسم شهرة "حميد ستاغ".
واثر تورطه في
فضيحة وصلت روائحها إلى العاصمة إلى درجة أزكمت أنوف جميع الإطارات العليا نتيجة
تورطه في ابتزاز احد مواطنينا بالخارج بعد أن كلفه حامد سلام (قرش بحر صفاقس واحد
كبار مضاربي الحوت قبل وبعد الثورة) بضرورة الضغط على الضحية وحجز قطع غيار
المراكب البحرية التي كانت بحوزته وموضوع طلبية من حامد سلام لصيانة مراكبه (ونتيجة
سوء تفاهم بين الطرفين حول ثمن المبيع ورفض صاحب البضاعة التفريط فيها بأسعار دنيا)
وذلك مقابل رشوة بعشرات الملايين تسلم نصفها مقدما والبقية مؤخرا بعد انجاز المهمة
الخسيسة.
وليقع من جديد
نقلته إلى مقر الوحدة الثالثة للحرس الديواني كضابط بدون خطة وكالعادة وبتدخل من
قيس بن علي تم تعيينه قبل الثورة في خطة آمر فصيل الحرس الديواني بالقيروان وبعد
هبوب رياح الثورة ونجاحه في ربط خيوط مع الثوار الجدد تم تعيينه في خطة مناسبة
لمواهبه في عالم الفساد والرشوة وبالضبط في خطة آمر الفصيل التجاري بميناء سوسة ومن
زمنها والرجل يصول ويجول وكأنه دولة داخل دولة ليفرض تعريفة جديدة غير قابلة
للمزايدة على الجميع دون استثناء مستغلا علاقته الحميمية المتميزة مع صاحب مغازة
للتسريح الديواني المدعو (ط.ش.) ومع احد وسطاء التهريب المتنفذين من أصيلي جرجيس
المدعو (ر.ع.).
بعض المصادر تؤكد
على أن أملاك عبد الحميد ذريوة (وغالبيتها مسجلة بأسماء أفراد من عائلته ومن
أصهاره للتمويه على الهيئة العامة للرقابة المالية) تفوق ال2.9 مليار جمعها في ظرف
جد وجيز وهو ما يعتبر رقم قياسي في عالم الرشوة والفساد المالي والإداري قد يجلب
انتباه أصحاب كتيب الأرقام القياسية (قيناس بوك).
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire