كلنا يتذكر كيف اسقط العقيد حافظ العزيزي على
إدارة الحرس الديواني أوائل شهر جوان 2012 حين تم التخلص من العقيد جمال الشخاري
ضمن قائمة ال21 المحالين على القضاء والتي أعلن عنها رئيس الحكومة يوم 09 جوان
2012 .
ورغم أنني اعتقد أن غالبية الضباط المحالين
ضمن القائمة المذكورة يعتبرون من خيرة ضباط الديوانة المشهود لهم بالكفاءة والخبرة
وأكاد اجزم أن في الأمر مؤامرة خسيسة خاطها المدير العام المعين زمنها محرز الغديري
والذي اشترط التخلص ممن يعتقد أنهم سيكونون حجرة عثرة أمام برنامجه التآمري لتطويع
وتدجين الديوانة... فضباط من أمثال وحيد السعيدي وحسن شرف الدين وجمال
الشخاري وغيرهم سجلوا مسيرة مهنية متميزة خلال الزمن الأسود ولم يتورطوا مثل
غيرهم في الفساد والرشوة ... بل ربما ما يعاب عليهم في بعض الملفات أنهم طبقوا
التعليمات الفوقية التي كانت تفرض عليهم إغفال بعض الممارسات التهريبية لعصابة
السراق .... ولكنهم لم ينساقوا مثل غيرهم في إثراء جيوبهم وممارسة الأنشطة
المشبوهة وربما لهذا دفعوا الثمن غاليا إذ تم بجرة قلم إلحاقهم بالمتهمين وهم
الضحايا.... والى تاريخ الساعة سأواصل الدفاع عن الجزء الصالح من قائمة ال21
المسقطة على عجل خصوصا وأنها اعتمدت على تقارير أولية غير نهائية فاقدة للحجية
القانونية..... فمن الظلم أن يتواصل الظلم والقهر والغبن بعد سقوط دولة الفساد
.....
تصوروا على سبيل المثال لا الحصر أن الأرقام
التي حققتها إدارة الحرس الديواني تحت إمرة العقيد جمال الشخاري تعتبر
قياسية وغير مسبوقة من ناحية عدد المحاضر المنجزة والبضائع المحجوزة والمبالغ
المضمنة.... فالرجل تسبب في تعطيل أعمال التهريب وفي الإضرار بمصالح بارونات
الكونترا ... ولم يسلم منه أي كان مهما على شانه او توسع تنفذه.... ربما خطا الرجل
انه تعامل بنزاهة وحرفية وإخلاص ولم ترهبه التهديدات ....
كذلك العقيد وحيد السعيدي او الرقم
الصعب داخل الديوانة ... فالرجل خبر العمل الديواني وتميز في أدائه ليعانق الروعة
والحرفية ولينجح فيما اخفق فيه غيره ... وضعية ضاعفت عدد أعدائه وحساده وليجد
الرجل نفسه مطلوبا من اجل جرم لم يقترفه .... وليدفع لوحده الثمن غاليا من مسيرته
المهنية المشرفة ومن سنعته ومن معنوياته.....
وكذلك العقيد حسن شرف الدين والذي زج
به في موضوع تافه لا يرتقي إلى الجنحة او الجريمة .... فالمهم بالنسبة لعصابة
الغديري التخلص من الرجل على طريقة معيز ولو طاروا.....
ونعود إلى موضوعنا وكيف استنجد محرز الغديري
بخدمات حليفه العقيد حافظ العزيزي وعينه على رأس إدارة الحرس الديواني وهو الفاقد
للكفاءة الدنيا المطلوبة لتسيير هذا الجهاز الميداني المسلح والمجهز .....
حافظ العزيزي استنجد بزمرة من أتباعه ممن عمل
معهم في السابق ضمانا لحسن تدجين السلك وتطويعه وهم على التوالي : الطيب الصيد – محمد يحي – علي العجرودي – مصطفى الخشناوي – مكرم الملوكي –
رفيق الهيشري – نبيل عباس - أكرم صبري – لطفي العرفاوي و.....
مدير إدارة الحرس الديواني حافظ العزيزي وبمجرد
مباشرته للمهام الجديدة نجح في تقليص الدوريات والمداهمات والمتابعات ... تاركا
المجال مفتوحا أمام عمليات التهريب لتنشط وتزدهر في غياب الحرس الديواني الذي تحول
إلى حارس لبنايات الديوانة وجاءت النتائج على قدر الانجازات والمجهودات المبذولة طيلة
4 أشهر :
- صفر محاضر وصفر محجوزات وصفر مداخيل ...
مجموعة أصفار مسجلة على بارونات الكونترا...
- مجموعة من المحاضر الافتراضية والفارغة
المسجلة على صغار التجار...
- تفشي ظاهرة التحرش
الجنسي وآخرها قضية إيمان بنور وظاهرة تفشي الرشوة والابتزاز وآخرها قضية مصنع
رسكلة الفواضل البلاستيكية بحمام سوسة وظاهرة مضايقة الموردين وآخرها قضية توفيق
مرزوق .....
وبعد تنحية محرز الغديري ولي نعمة حافظ
العزيزي وشريكه في ديوانة الفساد قلب حافظ العزيزي الفيستة وخرج من برجه العاجي أين
كان يرقد في سبات عميق بالطابق الاول من بناية مصنع التبغ بالكبارية..... ولضمان
تموقعه مع المدير العام الجديد محمد المدب أصبح الرجل يتظاهر بمقاومة التهريب وهو
الشريك الفاعل فيه ....مسرحية لا أخالها تنطلي على المدير العام الداهية الجديد....
والمطلوب اليوم ممن يشرف على دواليب القمارق أن
يسارع إلى تطهير إدارة الحرس الديواني من أتباع وأعوان المدير العام السابق سيء
الذكر محرز الغديري قبل فوات الأوان..... خصوصا وان الديوانة تزخر بالكفاءات
العسكرية المتمكنة والتي أحالها الغديري إلى ثلاجة الإدارة لأنها لن تخدم مصالحه
الضيقة ولا مصالح حلفائه المهربين.... تصوروا أن بالديوانة قرابة 25 ضابط فقط تم
تكوينهم بالأكاديمية العسكرية أين تمرسوا على فنون الحرب والكر والفر والقتال
والرصد والترصد ....لا نجد منهم بالحرس الديواني إلا ضابطين او 3 والبقية تم إلحاقها
بأعمال إدارية ليست من اختصاصهم....وأما عن المشرفين على الوحدة الأولى والثالثة
للحرس الديواني وغالبية أمراء الفصائل فهم من خريجي الجامعات والكليات المدنية
اختصاص إدارة وتصرف وحقوق ..... هكذا أرادها الغديري والعزيزي ومن لف لفهم....
ديوانة دون مخالب.....





Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire