هذا
الصــــــــالح
وذاك الطــــــــــــــــالح
!!
هذا
الجمــــــيل وذاك القـــــــــــــــبيح
!!
هذا
العـــــادل وذاك الظــــــــــــالم
!!
هذا
الجمــــيل وذاك القـــــــــبيح
!!
هذا
العزيــز وذاك الذلـــــــيل
!!
هذا
التائب وذاك العائـــــد
!!
عصر
غريب اختلطت في الأسماء وتشابكت فيه المضادات والأفعال لتعكس حقيقة الشخص ولتثبت
سلوكياته المخفية وراء شخصية مغلوطة ....
والموضوع
يهم المدعو ياسين التايب المتورط في الفساد المالي والإداري قبل وبعد
الثورة ... شخص التصقت به الجريمة وأطوارها ... رضع الفساد زمن المخلوع وتربى على
المغالطات والخزعبلات والألاعيب والمؤامرات والدسائس... يتقن إلى حد التميز سياسة
التملق والتزلف والتقرب والتلحيس.... فهو الوحيد الذي نجح في مغالطة حكومات ما بعد
الثورة للفوز بترقيات غير مستحقة في الرتبة والخطة رغم ثبوت تورطه في العديد من
الجرائم الخطرة من تعذيب لمعارضي سيده بن علي إلى إتلاف للأرشيف الأمني لوزارة
الداخلية مرورا بالتلاعب في المحاضر العدلية والتنصت غير المشروع والقتل العمد
لخيرة شباب تونس..... يلقبونه بالمجرم البريء لقوته في التلون والمغالطة
والتنكر ولذكائه الفطري في التخفي والتعتيم والإيهام كما يلقبونه برجل العمليات
القذرة لاستعداده الدائم لخدمة النظام المافيوزي......

بمجرد دخول ياسين التايب إلى كلية الحقوق والعلوم
السياسية بسوسة في دورتها الأولى سنة 1985 ارتمى الشاب الوصولى والانتهازي ياسين
التايب في أحضان فصائل اليسار المتطرف "نق-ثو" والمقصود النقابيون
الثوريون ...وبالجامعة ارتبط مع رموز اليسار المتطرف من منذر الشارني وفاكر القفصي
ونوفل الزيادي وروضة الحمروني ... علاقات عجلت بانتدابه مبكرا ضمن متعاوني ومخبري
البوليس السياسي للرئيس المخلوع داخل المشهد الطلابي المحلي والجهوي والوطني
....نجاح الطالب اليساري والصباب المتميز "ياسين التايب" عجل بملاحظته
من طرف محمد علي القنزوعي الذي سارع إلى التدخل لفائدته لقبول ترشحه للمشاركة
في مناظرة الدخول إلى مدرسة المحافظين بصلامبو....وكانت النتائج فوق الآمال إذ
تحصل ياسين التايب على المرتبة الأولى خلال نتائج مناظرة الانتداب وليتقرر إرساله
ضمن بعثة متكونة من ال5 الأوائل إلى مدرسة سان سير الشهيرة بفرنسا.... وكان من حظه
أن صديقه وحليفه وزميله الأسعد دربز كان ضمن نفس البعثة الرسمية المرافقة لان
ترتيبه كان ضمن ال5 الأوائل.....

وبعد أن عمل ضمن فرق الشرطة العدلية الجهوية ونظرا
لتميزه في خدمة النظام البائد فقد تم اقتراحه بسرعة رئيس فرقة ورئيس مصلحة ورئيس إدارة
فرعية ومنها تقرر تكليفه خلال سنة 2004 بإدارة الشرطة العدلية خلفا لصديقه وحليفه
الحاج سمير قطاط... الفترة التي قضاها ياسين التايب في خدمة مصالح عصابة
السراق داخل الإدارة الفرعية للقضايا الاقتصادية عجلت بصعوده إلى قمة المسؤوليات
حيث تم تعيينه خلال سنة 2008 مدير للتنسيق الجهوي أي المعني هو
ياسين التايب ، رئيس قوات الأمن في ولايات عدة، أي المسؤول الأول على أكثر من 12 منطقة أمنية غير خاضعة
لسلطة الأقاليم الأمنية ومنها القصرين وسيدي بوزيد والقيروان والكاف وقبلي و.....
كان يعمل تحت الإمرة المباشرة للطفي الزواوي المدير العام الأمن العمومي
زمنها والمسجون حاليا ...
بعد الثورة مباشرة تمت ترقيته إلى مدير عام للأمن
العمومي ....وهو ما يعد استفزازا للثورة فهو من أعطى التعليمات
باستعمال الكرطوش الحي وبقتل الشهداء...
ورغم
أن خالد بن سعيد الرئيس السابق لفرقة مجابهة الإرهاب ، قد اتهمه صراحة خلال جلسة
قضية شهداء تالة و القصرين، بأنه من خطط واشرف على القتل في جهة القصرين خلال
الثورة...
ورغم
انه سبق أن تمت الإشارة لاسم ياسين التايب في مداولات قضية سمير الفرياني حيث أكد
هذا الأخير على أن صاحبنا هو المسؤول الأول عن قتل شهداء تالة والقصرين....
ورغم
اعتراف حسين زيتون رئيس منطقة القصرين زمن الثورة لدى مثوله أمام القضاء
العسكري بالكاف انه تم تجريده يوم 8 جانفي 2011 من مسؤوليته كرئيس منطقة و انه قد
تم إسناد مهمة الإشراف على إخماد الثورة إلى رئيسه المسؤول المذكور آنفا (ياسين
التايب) لما كان يضطلع بمهمة مدير إدارة التنسيق
الجهوي ، علما و أن "ياسين التايب" كما سبق أن كشف ذلك سمير الفرياني
استنادا على ورد بسماع المدير العام للأمن العمومي الأسبق "لطفي الزواوي"
كان غادر ولاية القصرين يوم 10 جانفي 2011 بمعنى أن تواجده بتلك الولاية تزامن مع
سقوط شهداء ، بهذا لم يعد مبرر من عدم تهمة توجيه المشاركة في القتل لياسين التايب
و استدعائه ومثوله أمام القضاء والحكم بالسجن في حقه فلا احد يعلو فوق القانون حتى
و إن تكفلت بعض الدوائر المتنفذة بتوفير الحصانة القضائية له فالمسالة تتعلق بدماء
الشهداء وهي قضية لا تقبل أية مهادنة من أي طرف سياسي كان........
ورغم ما
صرح به المحامي عبد الرؤوف العيادي "لقد كشف موكلي عن ترقية المدعو
ياسين التايب بعد الثورة، والحال أنه كان منسقا أمنيا على مدينتي سيدي بوزيد والقصرين
لقمع الاحتجاجات".
واستنادا
لمصادر أمنية موثوقة، أكدت الصحيفة الاليكترونية الشهيرة ”ماديا بارت”
وجوده في سيدي بوزيد والقصرين في ذروة القمع، غرّة شهر جانفي عندما قتل العشرات من
المتظاهرين على أيدي قوات الأمن، وفقا لتعداد الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان...
وفي الأول
من فيفري 2011، بعد أسبوعين فقط من فرار بن علي، وفي إطار عملية تطهير واسعة أطلقها
فرحات الراجحي "شهر الرجل النظيف" وزير الداخلية الذي عينه كمال
اللطيف صديق الرئيس المخلوع باقتراح من صديقه علي الحليوي شهر الحوات شريك
فريد بن علي تم تعيين السفاح ياسين التايب مديرا للأمن العمومي على خلاف كل
التوقعات ومنها وفي محاولة خسيسة لإخفائه عن النظار ولتكليفه بمهمة التلاعب بتاريخ
الأمن الوطني وضرورة إعدام الأرشيف المني تم تعيينه من جديد مديرا عاما للمصالح
الفنية وبعد نجاحه كعادته في المهمة الخسيسة تم تعيينه من جديد مديرا عاما للتفقدية
العامّة للأمن الوطني وهي الخطة التي يشغلها إلى تاريخ كتابة المقال .

فما هو سبب
الحصانة التي لا يزال يتمتّع بها المدير الحالي لتفقديّة الأمن الوطني ياسين
التايب المدير السابق للإدارة العامّة للمصالح الفنيّة و الذي شغل مهمّة مدير
التنسيق الجهوي خلال الثورة، رغم أنّ تفاصيل النّسيج الأمني حينها تشير أنّه كان
مسؤولا عن التخطيط و الإشراف على تنفيذ مجازر تالة و القصرين أيّام الثورة و رغم
إيقاف عادل التيويري المدير العام السابق للأمن الوطني ورئيسه المُباشر
حينها المتّهم لطفي الزواوي المدير السابق للأمن العمومي و رغم إيقاف
حسين زيتون رئيس منطقة القصرين الذي كان يتلقّى التعليمات من طرف ياسين
التايب علما أنّ هذا الأخير عوّض حسين زيتون كرئيس لمنطقة الأمن بالقصرين مُشرفا
بنفسه و بطريقة مُباشرة على قمع المتظاهرين، و إضافة إلى أنّ ثلاثة متّهمين في
قضيّة شهداء تالة و القصرين هم محمّد العربي الكريمي مدير قاعة عمليات
وزارة الداخلية أيام الثورة، خالد بن سعيد رئيس فرقة مكافحة الإرهاب حينها
و مدير الأمن الرئاسي السابق منصف كريفة صرّحوا أنّ ياسين التايب مسؤول عن
التخطيط و الإشراف على تنفيذ مجازر ولاية القصرين....

الأكيد
أن علاقة ياسين التايب بعصابة البجبوج (الباجي قائد العصابة - كمال اللطيف – الحبيب الصيد – محسن مرزوق –
سهام بن سدرين – علي الحليوي – محسن الطرابلسي – محسن مرزوق – نور الدين بن تيشة –
عماد الدغار - الاسعد دربز - سمير قطاط - محمد بن عثمان - المقبورة رجاء بن اسماعيل.....) قد مهدت
لتبرئة ساحة المجرم السفاح في حق الشهداء والثوار..... لينجو بجلده وليزرع من جديد
ذراعا خشبية لأعداء الثورة من أيتام المخلوع وفلول التجمع المقبور....
إضافة إلى
النجاح المتميز لياسين التايب في إتلاف الأرشيف الأمني الوطني بعيدا عن أعين
الفضوليين وإنقاذ الآلاف من المتعاونين والمخبرين والجواسيس من المثول أمام
المحاكم الشعبية لمحاكمتهم من اجل الخيانة العظمى والتآمر مع الأجانب والتخابر مع أجهزة
الموساد والسي.اي.اي والام6 والدي.جي.اس.او
....
فهل يعقل أن
تسهى مكنسة تطهير الوزير علي العريض عن الإلقاء بالإطار الفاسد المتورط ياسين
التايب خارج بناية الوزارة ....
وهل يعقل أن
يتواصل سهو العدالة الثورية عن محاسبة هذا المجرم في حق البلاد والعباد قبل وبعد
الثورة.....
أم أن
الرجل استعصى على الجميع...وكان عصيا على مكانس التطهير مجتمعة ...
أم أن
تواجد صديقه وشريكه وحليفه الحبيب الصيد كمستشار للأمن القومي لدى رئاسة
الوزراء لا زال يشفع للمجرم ياسين التايب ويمنحه حصانة غير مسبوقة ساعدته على
التخفي والإفلات لحين....