mardi 31 juillet 2012

"التونسية" .... لصاحبها سامي الفهري شريك الطرابلسية .... قناة فوق القانون


      
 صار من الثابت أنّ الشركة المستغلة لترددات قناة "التونسية" تسمية و ليس قانونا, شركة خدمات مصدرة كليا غير مقيمة وليست متحصلة لا على ترخيص نهائي أو مبدئي لاستغلال قناة تلفزية ،
كما لا يخفى على احد أنّ 100  %من البرامج المعروضة على شاشة هذه القناة تم إنتاجها من طرف شركات إنتاج تونسية و مقيمة من حيث وضعها الصرفي على غرار شركة "كاكتوس برود".
مما ينجرّ عنه من الناحية الصرفية  إن العلاقة التجارية شركات الإنتاج المقيمة على غرار شركة "كاكتوس برود" أو غيرها هي علاقة مزود مقيم بحريف أجنبي وهو ما يستوجب علاقة تعاقدية تحت أي مسمى ( عقد فاتورة إلخ) تكرس عمليات التصدير إلى شركة إستغلال قناة  "التونسية"  الأجنبية أو الغير مقيمة. مما يخوّل تكييف العلاقة التجارية المذكورة طبقا للفصل 20 من القانون عدد 18 لسنة 1976 و الفقرة2  من الفصل 16 من منشور البنك المركزي عدد 14 لسنة 1994 المؤرخ في 14 سبتمبر 1994 ،  بأعمال تهريب لأنه وقع التصدير الفعلي (البرامج المشاهدة على شاشة القناة الأجنبية) بدون إعلام طبقا للفصل 20 من القانون عدد 18 لسنة 1976 المؤرخ في 21 جانفي1976    و الفصل 43 من الأمر عدد 608 لسنة 1977 المؤرخ في 27 جويلية 1977 و الفقرة 3 من الفصل 390 من المجلة الديوانية،
و تصنف هذه المخالفات جنحا من الدرجة الثالثة عملا بالفصل 388 من المجلة الديوانية و 389 عند العود.

اما بالنظر الى انّ % 100 من الومضات الإشهارية التي يتم تمريرها على شاشة قناة "التونسية" تتعلق ببضائع وخدمات يتم إنتاجها محليا.
فإن هؤلاء المشهرين مطالبون بالاستظهار برخصة البنك المركزي لأن دفع مقابل فواتير أو عـقود الإشــهار بالعملة الصـــعبة أو بالدينار القابل للتحويل، يبقى خاضعا إلزاما لترخيص مسبق من البنك المركزي التونسي.
 و إذا تبين أن عملة الفاتورة هي الدينار التونسي فإن ذلك يعتبر مقاصة في الديون بين مقيم وغير مقيم وهي جنحة صرفية على معنى الفقرة 2 من الفصل 397 من المجلة الديوانية وينطبق عليها الفصل 388 من نفس المجلة.
المطلوب ممن يهمه الأمر الإذن بفتح التحقيقات اللازمة للتصدّي لهته الجنح الصرفيّة و ما ينجر عنه من ضرر عام و خاص لبقيّت القنوات التي تلتزم بلقوانين و التراتيب الجاري بها العمل وبالرجوع إلى مجلة الديوانة وعملا بمقتضيات الفصل 318 يتولى وزير المالية أومن فوض له وزير المالية إثارة  الدعوى العمومية.



ازدهار عمليات تهريب ونطر الحاويات المجهولة الحمولة مقابل تلخبط قرارات الغديري وغياب غير مسبوق لأعمال المراقبة والتفتيش








تأكد لنا من مصادر جد مطلعة انه لوحظ خلال الأسبوع المنقضي ازدهار غير مسبوق لعمليات نطر وتهريب الحاويات والمجرورات عبر مداخل البلاد البحرية وخصوصا مينائي رادس وسوسة في اتجاه مدن من الساحل وخصوصا منزل كامل والجم ..
وقد لوحظ على سبيل المثال ليلة السبت والأحد الفارطين تجمهر لعديد التجار والسماسرة أمام مخزن سري بجهة الجم مختص في تنظيم بتات عمومية باعتماد المزايدة الفورية .. ملئ بأكثر من 600 محرك مستعمل للسيارات متأتي من التهريب تم التفريط فيهم بالبيع لمن يدفع أكثر .... عمليات بيع للبضائع المهربة تقع في وضح النهار أمام أعين الديوانة والحرس الوطني والشرطة....   
وتضيف ذات المصادر أن حالة الإرباك التي تعيشها مصالح الديوانة نتيجة القرارات المسقطة والغير مدروسة للمدير العام الجديد محرز الغديري الذي اعتمد إقرار نقل غير مدروسة اعتمدت الو لاءات دون الكفاءات والنزاهة والنظافة قد زادت في تعكير الشأن الديواني وفي إحداث ثغرات ومنابع ومسالك تهريب جديدة ساهمت في رفع نسق التهريب إلى معدلات غير مسبوقة حتى زمن الانفلاتات الأمنية .. حيث أن معدل الحاويات المنطورة تجاوز ال4 في اليوم الواحد وبعملية حسابية نخلص إلى أن مافيا التهريب نجحت في ظرف شهرين فقط من نطر أكثر من 200 حاوية محملة بشتى البضائع الممنوعة والمحجرة (فواكه جافة – العاب نارية – قطع غيار مستعملة – تجهيزات كهرومنزلية – ملابس جاهزة – أثاث منزلي – غلال - تبغ....)....
كنا نظن أن زيارة رئيس الحكومة حمادي الجبالي إلى ميناء رادس بتاريخ 21 ماي الفارط والمجلس الوزاري المنعقد بشان العمل الديواني بتاريخ 23 ماي 2012 وكذلك تعيين العميد محرز الغديري على رأس إدارة الديوانة بتاريخ 29 ماي 2012 سيقطعان دابر التهريب أو على الأقل سيقع محاصرته وتجفيف منابعه... لكن المؤسف أن العكس هو الذي وقع بالضبط إذ ازدهر التهريب وتغول المهربون أمام ذهول الإدارة الجديدة.....


lundi 30 juillet 2012

كيف استعصى المجرم والسفاح ياسين التايب عن مكنسة تطهير الوزير علي العريض




هذا الصــــــــالح وذاك الطــــــــــــــــالح !!
هذا الجمــــــيل وذاك القـــــــــــــــبيح !!
هذا العـــــادل وذاك الظــــــــــــالم !!
هذا الجمــــيل وذاك القـــــــــبيح !!
هذا العزيــز وذاك الذلـــــــيل !!
هذا التائب وذاك العائـــــد !!
عصر غريب اختلطت في الأسماء وتشابكت فيه المضادات والأفعال لتعكس حقيقة الشخص ولتثبت سلوكياته المخفية وراء شخصية مغلوطة ....
والموضوع يهم المدعو ياسين التايب المتورط في الفساد المالي والإداري قبل وبعد الثورة ... شخص التصقت به الجريمة وأطوارها ... رضع الفساد زمن المخلوع وتربى على المغالطات والخزعبلات والألاعيب والمؤامرات والدسائس... يتقن إلى حد التميز سياسة التملق والتزلف والتقرب والتلحيس.... فهو الوحيد الذي نجح في مغالطة حكومات ما بعد الثورة للفوز بترقيات غير مستحقة في الرتبة والخطة رغم ثبوت تورطه في العديد من الجرائم الخطرة من تعذيب لمعارضي سيده بن علي إلى إتلاف للأرشيف الأمني لوزارة الداخلية مرورا بالتلاعب في المحاضر العدلية والتنصت غير المشروع والقتل العمد لخيرة شباب تونس..... يلقبونه بالمجرم البريء لقوته في التلون والمغالطة والتنكر ولذكائه الفطري في التخفي والتعتيم والإيهام كما يلقبونه برجل العمليات القذرة لاستعداده الدائم لخدمة النظام المافيوزي......


بمجرد دخول ياسين التايب إلى كلية الحقوق والعلوم السياسية بسوسة في دورتها الأولى سنة 1985 ارتمى الشاب الوصولى والانتهازي ياسين التايب في أحضان فصائل اليسار المتطرف "نق-ثو" والمقصود النقابيون الثوريون ...وبالجامعة ارتبط مع رموز اليسار المتطرف من منذر الشارني وفاكر القفصي ونوفل الزيادي وروضة الحمروني ... علاقات عجلت بانتدابه مبكرا ضمن متعاوني ومخبري البوليس السياسي للرئيس المخلوع داخل المشهد الطلابي المحلي والجهوي والوطني ....نجاح الطالب اليساري والصباب المتميز "ياسين التايب" عجل بملاحظته من طرف محمد علي القنزوعي الذي سارع إلى التدخل لفائدته لقبول ترشحه للمشاركة في مناظرة الدخول إلى مدرسة المحافظين بصلامبو....وكانت النتائج فوق الآمال إذ تحصل ياسين التايب على المرتبة الأولى خلال نتائج مناظرة الانتداب وليتقرر إرساله ضمن بعثة متكونة من ال5 الأوائل إلى مدرسة سان سير الشهيرة بفرنسا.... وكان من حظه أن صديقه وحليفه وزميله الأسعد دربز كان ضمن نفس البعثة الرسمية المرافقة لان ترتيبه كان ضمن ال5 الأوائل.....


وبعد أن عمل ضمن فرق الشرطة العدلية الجهوية ونظرا لتميزه في خدمة النظام البائد فقد تم اقتراحه بسرعة رئيس فرقة ورئيس مصلحة ورئيس إدارة فرعية ومنها تقرر تكليفه خلال سنة 2004 بإدارة الشرطة العدلية خلفا لصديقه وحليفه الحاج سمير قطاط... الفترة التي قضاها ياسين التايب في خدمة مصالح عصابة السراق داخل الإدارة الفرعية للقضايا الاقتصادية عجلت بصعوده إلى قمة المسؤوليات حيث تم تعيينه خلال سنة 2008 مدير للتنسيق الجهوي أي المعني هو ياسين التايب ، رئيس قوات الأمن في ولايات عدة، أي المسؤول الأول على أكثر من 12 منطقة أمنية غير خاضعة لسلطة الأقاليم الأمنية ومنها القصرين وسيدي بوزيد والقيروان والكاف وقبلي و..... كان يعمل تحت الإمرة المباشرة للطفي الزواوي المدير العام الأمن العمومي زمنها والمسجون حاليا ...


بعد الثورة مباشرة تمت ترقيته إلى مدير عام للأمن العمومي ....وهو ما يعد استفزازا للثورة فهو من أعطى التعليمات باستعمال الكرطوش الحي وبقتل الشهداء...
ورغم أن خالد بن سعيد الرئيس السابق لفرقة مجابهة الإرهاب ، قد اتهمه صراحة خلال جلسة قضية شهداء تالة و القصرين، بأنه من خطط واشرف على القتل في جهة القصرين خلال الثورة...


ورغم انه سبق أن تمت الإشارة لاسم ياسين التايب في مداولات قضية سمير الفرياني حيث أكد هذا الأخير على أن صاحبنا هو المسؤول الأول عن قتل شهداء تالة والقصرين....
ورغم اعتراف حسين زيتون رئيس منطقة القصرين زمن الثورة لدى مثوله أمام القضاء العسكري بالكاف انه تم تجريده يوم 8 جانفي 2011 من مسؤوليته كرئيس منطقة و انه قد تم إسناد مهمة الإشراف على إخماد الثورة إلى رئيسه المسؤول المذكور آنفا (ياسين التايب) لما كان يضطلع بمهمة مدير إدارة التنسيق الجهوي ، علما و أن "ياسين التايب" كما سبق أن كشف ذلك سمير الفرياني استنادا على ورد بسماع المدير العام للأمن العمومي الأسبق "لطفي الزواوي" كان غادر ولاية القصرين يوم 10 جانفي 2011 بمعنى أن تواجده بتلك الولاية تزامن مع سقوط شهداء ، بهذا لم يعد مبرر من عدم تهمة توجيه المشاركة في القتل لياسين التايب و استدعائه ومثوله أمام القضاء والحكم بالسجن في حقه فلا احد يعلو فوق القانون حتى و إن تكفلت بعض الدوائر المتنفذة بتوفير الحصانة القضائية له فالمسالة تتعلق بدماء الشهداء وهي قضية لا تقبل أية مهادنة من أي طرف سياسي كان........


ورغم ما صرح به المحامي عبد الرؤوف العيادي "لقد كشف موكلي عن ترقية المدعو ياسين التايب بعد الثورة، والحال أنه كان منسقا أمنيا على مدينتي سيدي بوزيد والقصرين لقمع الاحتجاجات".
واستنادا لمصادر أمنية موثوقة، أكدت الصحيفة الاليكترونية الشهيرة ”ماديا بارت” وجوده في سيدي بوزيد والقصرين في ذروة القمع، غرّة شهر جانفي عندما قتل العشرات من المتظاهرين على أيدي قوات الأمن، وفقا لتعداد الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان...
وفي الأول من فيفري 2011، بعد أسبوعين فقط من فرار بن علي، وفي إطار عملية تطهير واسعة أطلقها فرحات الراجحي "شهر الرجل النظيف" وزير الداخلية الذي عينه كمال اللطيف صديق الرئيس المخلوع باقتراح من صديقه علي الحليوي شهر الحوات شريك فريد بن علي تم تعيين السفاح ياسين التايب مديرا للأمن العمومي على خلاف كل التوقعات ومنها وفي محاولة خسيسة لإخفائه عن النظار ولتكليفه بمهمة التلاعب بتاريخ الأمن الوطني وضرورة إعدام الأرشيف المني تم تعيينه من جديد مديرا عاما للمصالح الفنية وبعد نجاحه كعادته في المهمة الخسيسة تم تعيينه من جديد مديرا عاما للتفقدية العامّة للأمن الوطني وهي الخطة التي يشغلها إلى تاريخ كتابة المقال .


فما هو سبب الحصانة التي لا يزال يتمتّع بها المدير الحالي لتفقديّة الأمن الوطني ياسين التايب المدير السابق للإدارة العامّة للمصالح الفنيّة و الذي شغل مهمّة مدير التنسيق الجهوي خلال الثورة، رغم أنّ تفاصيل النّسيج الأمني حينها تشير أنّه كان مسؤولا عن التخطيط و الإشراف على تنفيذ مجازر تالة و القصرين أيّام الثورة و رغم إيقاف عادل التيويري المدير العام السابق للأمن الوطني ورئيسه المُباشر حينها المتّهم لطفي الزواوي المدير السابق للأمن العمومي و رغم إيقاف حسين زيتون رئيس منطقة القصرين الذي كان يتلقّى التعليمات من طرف ياسين التايب علما أنّ هذا الأخير عوّض حسين زيتون كرئيس لمنطقة الأمن بالقصرين مُشرفا بنفسه و بطريقة مُباشرة على قمع المتظاهرين، و إضافة إلى أنّ ثلاثة متّهمين في قضيّة شهداء تالة و القصرين هم محمّد العربي الكريمي مدير قاعة عمليات وزارة الداخلية أيام الثورة، خالد بن سعيد رئيس فرقة مكافحة الإرهاب حينها و مدير الأمن الرئاسي السابق منصف كريفة صرّحوا أنّ ياسين التايب مسؤول عن التخطيط و الإشراف على تنفيذ مجازر ولاية القصرين....


الأكيد أن علاقة ياسين التايب بعصابة البجبوج (الباجي قائد العصابة - كمال اللطيف – الحبيب الصيد – محسن مرزوق – سهام بن سدرين – علي الحليوي – محسن الطرابلسي – محسن مرزوق – نور الدين بن تيشة – عماد الدغار - الاسعد دربز - سمير قطاط - محمد بن عثمان - المقبورة رجاء بن اسماعيل.....) قد مهدت لتبرئة ساحة المجرم السفاح في حق الشهداء والثوار..... لينجو بجلده وليزرع من جديد ذراعا خشبية لأعداء الثورة من أيتام المخلوع وفلول التجمع المقبور....
إضافة إلى النجاح المتميز لياسين التايب في إتلاف الأرشيف الأمني الوطني بعيدا عن أعين الفضوليين وإنقاذ الآلاف من المتعاونين والمخبرين والجواسيس من المثول أمام المحاكم الشعبية لمحاكمتهم من اجل الخيانة العظمى والتآمر مع الأجانب والتخابر مع أجهزة الموساد والسي.اي.اي والام6 والدي.جي.اس.او  ....


فهل يعقل أن تسهى مكنسة تطهير الوزير علي العريض عن الإلقاء بالإطار الفاسد المتورط ياسين التايب خارج بناية الوزارة ....
وهل يعقل أن يتواصل سهو العدالة الثورية عن محاسبة هذا المجرم في حق البلاد والعباد قبل وبعد الثورة.....
أم أن الرجل استعصى على الجميع...وكان عصيا على مكانس التطهير مجتمعة ...
أم أن تواجد صديقه وشريكه وحليفه الحبيب الصيد كمستشار للأمن القومي لدى رئاسة الوزراء لا زال يشفع للمجرم ياسين التايب ويمنحه حصانة غير مسبوقة ساعدته على التخفي والإفلات لحين....  


عصابة الإجرام الطبّي في جوقة الجنرال طبيب محمد قديش ونجله ياسين....وعلاقته بعصابات الفساد






... لم يكن الدكتور محمد قديش شخصيّة معروفة في نظام الزعيم الراحل . كان طبيبا عسكريّا قذفته الظروف إلى التّعبير علنا عن عدم إحترام أخلاقيّات نبل رسالة الطبّ وأن يكون شاهد زور وإحتيال بإمضاء شهادة طبيّة في أحد أروقة وزارة الدّاخليّة ليلة السابع من نوفمبر 1987 مع إبن عمّه الدكتور عزالدين قديش ومجموعة أخرى من الأطبّاء معلنين بذلك شرعيّة إنقلاب بوليسي وعسكري على النّظام البورقيبي .

لم يكن السكّير محمد قديش متميّزا في وظيفته بل كان كان يخفي خصالا تفتّقت قريحته فيها بعدما أصبح من المحظوظين والمقرّبين من المخلوع وحاشيّته . لم يصبر على إخفاء جشعه وحبّه للمال وإختصار الطرق للإستثراء الفاحش والسريع بإستغلال موقعه في القصر الرئاسي . تحوّل من طبيب إلى "السيّد خدمات" أو "السيّد تدخّلات" ليكون أداة وهمزة وصل في السمسرة بين العديد من رجال الأعمال والمقاولين لتسهيل قضاء شؤونهم البنكيّة والإداريّة والقضائية والجبائيّة في مختلف المؤسّسات الحيويّة حتّى أصبح عنوانا للمضاربات والرشوة التي كوّن منها رأسمال يمكّنه من دخول سوق المال والأعمال .

إختار توزيع الأدوار في الفساد بين أفراد عائلته حيث إختصّ في جمع مفاتيح الشقق التي كان يحصل عليها "هناني بناني" من مافيا البلاد وتوجّهت زوجته إلى السّطو على ميدان العقارات في مختلف جهات البلاد لتبييض ثروة اللّصوصيّة والإحتيال وأمّا أبناؤه فقد تحوّلوا إلى إنشاء واجهات شركات مافيوزيّة مختصّة في نهب وتخريب مؤسّسات الدولة وميزانيات وزاراتها . تضرّرت من هذه الممارسات عديد الصناديق الإجتماعيّة وشركات التّأمين ووزارة الشؤون الإجتماعيّة ووزارة الصحة والدّفاع والصناعة والتّجارة وأمّا عن مصالح الجباية فحدّث ولا حرج .

وإذ تنشط عائلة محمد قديش في إطار مافيوزي سلاحه اللّباقة واللّياقة وإستغلال النّفوذ فإنّها لجأت إلى الإستيلاء بالقانون على ضيعة فلاحيّة في منطقة "جرادو" بزغوان تمسح 600 هكتار من الأراضي الدّوليّة حتّى تكون ملاذا يبرّر الإستثراء الفاحش في غياب المراقب والرّقيب . وأمّا الغريب فيما يصدر من تجاوزات وإنحرافات لدى الأب محمد قديش وإبنه ياسين فإنّ صبغة الضّحك على الذّقون إتخذت منعرجا إجراميّا حين إستحوذ محمد قديش على سوق الآلات البيوطبيّة التي يقع زرعها لدى مرضى القلب في تونس .

لقد تواطأت عديد الأطراف في المساهمة في قتل المرضى الذين يخضعون لزرع مثل هذه الآلات بين المستشفيات والمصحات . إذ تكوّن لوبي مافيوزي من الأطبّاء الإستشفائيّين والبعض منهم في القطاع الخاص وذلك بتغطيّة من نقابة الأطباء الإستشفائيّين وبعض المتنفّذين في وزارة الصحة ووزارة الشؤون الإجتماعيّة و"الكنام" و .. و .. لتنشيط توريد وتسويق كميات هائلة من الآلات البيوطبيّة التي يقع زرعها لمرضى القلب في تجارة الموت .

تحصّل ياسين قديش على أرقام معاملات خياليّة في شركته التي ساهمت في نموّها السريع عبثيّة التشخيص في أمراض القلب بالصحة العموميّة وبعض المصحات الخاصة وكان لمستشفى الرابطة نصيب الأسد في التشخيص المغلوط الذي يحتّم زراعة لوالب أو لفافات أو منشطات كهربائية لتعديل دقات القلب أو غيرها من آلات التقنيّات الحديثة في معالجة أمراض القلب حيث تواطأت الأستاذة قريسة في الصمت عن إقتناء وزرع الآلات البيوطبيّة التي فاتت مدّة صلوحيّتها والتي كان يقتنيها ياسين قديش بابخس الاثمان من الخارج ثمّ يعمد إلى فكترتها بضعف أضعاف أضعاف أثمانها وبأسعار خياليّة في غياب مصالح الرقابة والجودة التي تضمن سلامة المرضى .

لقد وقع إكتشاف مثل هذه الخزعبلات الإجراميّة التي يقودها محمد قديش وإبنه ياسين وباقي عصابتهم من أطباء أمراض القلب حين تعكّرت صحة بعض المرضى الذين تحمّلت عائلاتهم نفقات إضافيّة في مداواتهم في الخارج حيث إكتشف العديد من الاطبّاء الأجانب أنّ تعكّر صحة هؤلاء المرضى ناتج عن خضوعهم لزرع مثل هذه الآلات في أجسامهم وعدم صلوحيّة هذه الآلات التي تتكفّل مؤسّسات الدولة بدفع ثمنها الخيالي إلى ياسين قديش ووالده الطبيب الخاص للمخلوع بإعتبار مجانيّة التّداوي والتغطيّة الإجتماعيّة في مصاريف العلاج .

صنع ياسين قديش صرحا إجراميّا وإحتياليّا من الألات البيوطبيّة الفاسدة بإنتهاء مدة صلوحيّة إستعمالها وذلك تحت ستار نفوذ والده وعلاقته بالقصر والمخلوع وذهبت أرواح ضحاياه أدراج الرياح دون أنّ يتجرّأ أحد على إماطة اللّثام حول العبث بأرواح المرضى الذين لم يدر بخلد أحدهم أنّهم سقطوا بين مخالب عصابة من الأطبّاء المجرمين المتواطئين مع المافيوزي ياسين قديش وأبيه محمد قديش مستشار خاص للمخلوع برتبة وزير .

ورغم كلّ ما حدث من مآسي في هذا الموضوع فقد كسّرت الثورة جدار الصمت عن المسكوت عنه وصدر صوت من أصقاع مستشفى الرابطة يستنكر ما يحدث منذ حقبة طويلة الأمد . تكلّمت الدكتورة كشيدة من قسم أمراض القلب بمستشفى الرابطة وكشفت البعض من الإجرام الطبي الممنهج الذي تواصلت وقاحة أصحابه بعد الثورة وكأنّ البلاد لا يعيش فيها إلاّ الماكر والمحتال . إلاّ أنّ الدكتورة كشيدة تحوّلت من مدافعة عن المرضى ضحايا الإجرام الطبي والتّحايل والإحتيال في مداواتهم و .. و .. إلى مجرمة تفشي السرّ المهني وتفضح زملاءها الأطبّاء المجرمين .

تحاملت عليها عمادة الأطبّاء وصفعتها بتوبيخ ومثلت أمام لجنة مجلس التّاديب في وزارة الصحة وتوتّرت علاقتها بالمتنفّذين من زملاءها في قسم أمراض القلب بمستشفى الرابطة ووقع نشر قضايا عدليّة ضدّها و .. و .. وقع إتّخاذ قرار نقلتها من الرابطة إلى مستشفى آخر للملمة الموضوع .. يحدث كلّ ذلك لعرقلة إظهار الحقيقة والتلاعب الإجرامي بصحة مرضى القلب الذين سقطوا بين مخالب ياسين قديش الذي ما زال يتمتّع بحصانة بعد الثورة .. هو رجل أعمال متنفذ يُعرف "بسي ياسين" نجل الدكتور الجنرال محمد قديش طبيب ومستشار خاص برتبة وزير في نظام المخلوع.

"سي ياسين" رجل الأعمال المتنفذ قبل وبعد الثورة ..هو صاحب إذاعة "إكسبراس أف أم" التي ينشط فيها العديد من مرتزقة المرماجي كمال لطيّف ... سي ياسين هو بالأساس فوق الشبهات ولم تتفطّن إلى خزعبلاته الإجراميّة شركة طمس الحقائق التي كان يتمعّش منها المحامي الفاسد عماد بالخامسة والإعلامي المعروف جدّا جدّا نور الدين بنتيشة وسماسرتهم خصوصا وأنّ الأبحاث الإدارية والعدلية والديوانية والجبائية لم تطل سي ياسين نجل الجنرال الطبيب محمد قديش الى حد الساعة رغم مرور قرابة العام والنصف على سقوط النظام البائد ..

لقد إنطلق سي ياسين في عالم الأعمال من الصفر وفي أقل من 8 سنوات تمكن من جمع ثروة خيالية تفوق المليار أورو .. "سي ياسين" يملك ضيعة من رزق البيليك بمنطقة جرادو من ولاية زغوان مساحتها تفوق 600 هكتار تحصل عليها بمساعدة من والية الجهة سابقا سلوى المحسني بثمن رمزي لا يتعدى 20 ألف دينار ..

برع في حفريات الآثار وتاجر فيها مع سي صخر وسي بلحسن ولعب على أوتار المفارقات بين أصهار المخلوع ليضمن سلامته الجسديّة ومناعته القضائيّة .. كذلك "سي ياسين" العبقري يملك بدون منازع أو منافس في السوق التّونسيّة الشركة السالفة الذّكر والمتخصصة في توريد التجهيزات البيوطبية الإجراميّة للمستشفيات وللمصحات وهو متحصل على ترخيص حصري وإستثنائي في توريد اللوالب و"الباسمايكير" واللفافات الصناعية الفاسدة التي تزرع في القلب البشري والتي يبيع القطعة الواحدة منها بأكثر من 8 أضعاف تكلفتها .. إضافة الى كلّ ذلك لم يهدأ جشع سي ياسين وحبّه للمال على حساب أرواح المرضى المتناثرين بين المقابر ومراكز الإنعاش من جرّاء غشه .. ولأنّه يمتلك موهبة في "الجعب" أنشأ سي ياسين العبقري شركة مختصة في تصنيع الأنابيب بمنطقة زغوان وأخرى في التجارة الدولية "بروماكس" بمنطقة عين زغوان وأخرى في المنتوجات الفلاحية "شركة .. نور" بمنطقة زغوان .. ولا يتعب سي ياسين في الحصول على الصفقات العموميّة لمنتوجات شركاته لأنّه معروف لدى المقاولين والمؤسسات التجاريّة الكبرى في البلاد التي لا يفوت أصحابها "منين هاك العُرف" ؟ كما يملك أيضا سي ياسي مجموعة من العقارات والضيعات موزعة على كامل البلاد...

يبقى السؤال المطروح : لماذا لم تقع مسائلة "سي ياسين" عن مصدر ثراءه الفاحش وغشّه وإجرامه واستيلائه دون وجه حق على أملاك الدولة وأملاك المستضعفين ونهبه لأموال الشعب المسكين .. يبدو أنّه نجل جنرال بل لأنه ابن الدكتور محمد قديش طبيب ومستشار خاص برتبة وزير في نظام المخلوع .. لذلك لن تطاله المحاسبة والعقاب لتتواصل دار لقمان على حالها .. أين هي النّيابة العموميّة ؟ وما هو مصير الدكتورة كشيدة التي كشفت عصابة الإجرام الطبي التي يتستّر عليه سي ياسين بواسطة أبيه ورواسب الفساد في عديد القطاعات ؟ ولماذا وقع التستر على تجاوزات وإنتهاكات سي ياسبن بن محمد قديش المريبة والمشبوهة ؟؟



مقال لم أجد له وصف لروعته بقلم أحلام مستغانمي:



وصلتُ إلى بيروت في بداية التسعينات، في توقيت وصول الشاب خالد إلى النجوميّة العالميّة. أُغنية واحدة قذفت به إلى المجد• كانت أغنية "دي دي واه" شاغلة الناس ليلاً ونهاراً. على موسيقاها تُقام الأعراس، وتُقدَّم عروض الأزياء، وعلى إيقاعها ترقص بيروت ليلاً، وتذهب إلى مشاغلها صباحاً.

كنت قادمة لتوِّي من باريس، وفي حوزتي مخطوط "الجسد"، أربعمائة صفحة قضيت أربع... سنوات في نحتها جملة جملة، محاوِلة ما استطعت تضمينها نصف قرن من التاريخ النضالي للجزائر، إنقاذاً لماضينا، ورغبة في تعريف العالم العربي إلى أمجادنا وأوجاعنا.لكنني ما كنت أُعلن عن هويتي إلاّ ويُجاملني أحدهم قائلاً: "آه.. أنتِ من بلاد الشاب خالد!"، واجداً في هذا الرجل الذي يضع قرطاً في أذنه، ويظهر في التلفزيون الفرنسي برفقة كلبه، ولا جواب له عن أي سؤال سوى الضحك الغبيّ، قرابة بمواجعي. وفوراً يصبح السؤال، ما معنى عِبَارة "دي دي واه"؟ وعندما أعترف بعدم فهمي أنا أيضاً معناها، يتحسَّر سائلي على قَدَر الجزائر، التي بسبب الاستعمار لا تفهم اللغة العربية!
وبعد أن أتعبني الجواب عن "فزّورة" (دي دي واه)، وقضيت زمناً طويلاً أعتذر للأصدقاء والغرباء وسائقي التاكسي، وعامل محطة البنزين المصري، ومصففة شعري عن جهلي وأُميتي، قررت ألاّ أفصح عن هويتي الجزائرية، كي أرتاح.

لم يحزنّي أن مطرباً بكلمتين، أو بالأحرى بأغنية من حرفين، حقق مجداً ومكاسب، لا يحققها أي كاتب عربي نذر عمره للكلمات، بقدر ما أحزنني أنني جئت المشرق في الزمن الخطأ.

ففي الخمسينات، كان الجزائري يُنسبُ إلى بلد الأمير عبد القادر، وفي الستينات إلى بلد أحمد بن بلّة وجميلة بو حيرد، وفي السبعينات إلى بلد هواري بومدين والمليون شهيد ... اليوم يُنسب العربي إلى مطربيه، وإلى الْمُغنِّي الذي يمثله في "ستار أكاديمي" ... وهكذا، حتى وقت قريب، كنت أتلقّى المدح كجزائرية من قِبَل الذين أحبُّوا الفتاة التي مثلت الجزائر في "ستار أكاديمي"، وأُواسَى نيابة عنها .... هذا عندما لا يخالني البعض مغربية، ويُبدي لي تعاطفه مع صوفيا.

وقبل حرب إسرائيل الأخيرة على لبنان، كنت أتابع بقهر ذات مساء، تلك الرسائل الهابطة المحبطة التي تُبث على قنوات الغناء، عندما حضرني قول "ستالين" وهو ينادي، من خلال المذياع، الشعب الروسي للمقاومة، والنازيون على أبواب موسكو، صائحاً: "دافعوا عن وطن بوشكين وتولستوي". وقلت لنفسي مازحة، لو عاودت إسرائيل اليوم اجتياح لبنان أو غزو مصر، لَمَا وجدنا أمامنا من سبيل لتعبئة الشباب واستنفار مشاعرهم الوطنية، سوى بث نداءات ورسائل على الفضائيات الغنائية، أن دافعوا عن وطن هيفاء وهبي وإليسا ونانسي عجرم ومروى وروبي وأخواتهن .... فلا أرى أسماء غير هذه لشحذ الهمم ولمّ الحشود.

وليس واللّه في الأمر نكتة. فمنذ أربع سنوات خرج الأسير المصري محمود السواركة من المعتقلات الإسرائيلية، التي قضى فيها اثنتين وعشرين سنة، حتى استحق لقب أقدم أسير مصري، ولم يجد الرجل أحداً في انتظاره من "الجماهير" التي ناضل من أجلها، ولا استحق خبر إطلاق سراحه أكثر من مربّع في جريدة، بينما اضطر مسئولو الأمن في مطار القاهرة إلى تهريب نجم "ستار أكاديمي" محمد عطيّة بعد وقوع جرحى جرّاء تَدَافُع مئات الشبّان والشابّات، الذين ظلُّوا يترددون على المطار مع كل موعد لوصول طائرة من بيروت.
في أوطان كانت تُنسب إلى الأبطال، وغَدَت تُنسب إلى الصبيان، قرأنا أنّ محمد خلاوي، الطالب السابق في "ستار أكاديمي"، ظلَّ لأسابيع لا يمشي إلاّ محاطاً بخمسة حراس لا يفارقونه أبداً .. ربما أخذ الولد مأخذ الجد لقب "الزعيم" الذي أطلقه زملاؤه عليه!

ولقد تعرّفت إلى الغالية المناضلة الكبيرة جميلة بوحيرد في رحلة بين الجزائر وفرنسا، وكانت تسافر على الدرجة الاقتصادية، مُحمَّلة بما تحمله أُمٌّ من مؤونة غذائية لابنها الوحيد، وشعرت بالخجل، لأن مثلها لا يسافر على الدرجة الأُولى، بينما يفاخر فرخ وُلد لتوّه على بلاتوهات "ستار أكاديمي"، بأنه لا يتنقّل إلاّ بطائرة حكوميّة خاصة، وُضِعَت تحت تصرّفه، لأنه رفع اسم بلده عالياً!


ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه.. أواه.. ثمّ أواه.. مازال ثمَّة مَن يسألني عن معنى "دي دي واه"!