لم تسقط بعد دولة الفساد : فضائح بالجملة في ديوانة محمد عبد الناصر بلحاج

حيث قررت الحكومة توريد كميات من البطاطا لدعم المخزون التعديلي وللتحكم في الاسعار وسد حاجيات الحريف التي شهدت ارتفاعا وصل الى اكثر من 1.200 دينار للكلغ الواحد من البطاطا عند البيع بالتفصيل٬

وتفيد مصادرنا ان ارتفاع اسعار البذور على مستوى الاسواق العالمية ونقص صابة الموسم وتوسع عمليات الاحتكار  لأصحاب مخازن التبريد وغياب نجاعة المجمع المهني للخضر "جيل" ساهما في ارتفاع اسعار البطاطا وندرتها في الاسواق خلال الاشهر الماضية وهو ما عجل بتوجه الحكومة الى توريد كميات اضافية ٬

الخبر في حد ذاته عادي ولا يحتاج الى تعاليق خصوصا وانه يهم منتوجا فلاحيا اساسيا لكن ما خفي كان اعظم ?

وحيث يؤكد مصدرنا المطلع على ان الدولة تكفلت بتوريد 3/2 من الكمية المطلوبة مباشرة عن طريق الديوان التونسي للتجارة وتكليف احد الموردين بجلب البقية اي 3/1 من الكمية المطلوبة٬

والمصادفة شاءت ان يتم التزود بالنسبة للفريقين الحكومي والخواص من نفس المصدر والمقصود هنا مصر والسعودية ٬

والمشكلة ان السعر المدون بفاتورات تزود المؤسسة الحكومية "الديوان التونسي للتجارة" من اسواق مصر والسعودية كان في حدود 300 دولار للطن الواحد.

اما بخصوص السعر المدون بفاتورات تزود الشركة الخاصة المملوكة لصالح الشريف (تاجر من المهدية اي من نفس مدينة المدير العام الحالي للديوانة) من اسواق مصر والسعودية كان في حدود 100 دولار للطن الواحد.

	بطاطا موردة من طرف احد الخواص شركة صوفريبا لصاحبها صالح الشريف اصيل المهدية	بطاطا موردة من طرف الديوان التونسي للتجارة
بلد المنشأ	مصر - السعودية	مصر - السعودية
الكمية الموردة  بالطن	150000	300000
سعر الوحدة حسب ما هو مدون بفواتير التزود	100 دولار	300 دولار
الاداءات الديوانية المستوجبة	نسبة مائوية  لا تتعدى 30% من الثمن المدون بفاتورة التزود
النوعية	نفس النوعية

والسؤال المطروح : ما هي اسباب الفارق الكبير بين سعر تزود المؤسسة الحكومية والمؤسسة الخاصة والحال ان المثمن يهم نفس البضاعة ونفس النوعية ونفس اسواق التزود ونفس الظروف?

والجواب حالتين لا ثالث لهما:

اما ان المكلفين بعمليات التوريد صلب المؤسسة العمومية "الديوان التونسي للتجارة" قد طلبوا رشاوي من مزوديهم وهو ما اثقل كاهل الفاتورة?

او ان المورد الخاص "شركة صوفريبا" لصاحبها صالح الشريف قد عمد الى استعمال المغالطات والخزعبلات على مستوى الفاتورة المقدمة لمصالح الديوانة لتقليص الاداءات الديوانية المستوجبة وليحرم خزينة الدولة من عشرات المليارات وهو ما يدخل تحت طائلة التهريب ومخالفة قوانين الصرف ......

ملاحظة هامة : غالبية بواخر بطاطا المرود الخاص "صالح الشريف" تمر عبر ميناء سوسة ويشرف عليها صديقه الحميم العقيد بالديوانة محمد الباي مدير مكتب الديوانة بميناء سوسة التجاري.... قد تكون مجرد مصادفة لا تحتاج الى تاويلات .....والله اعلم.