يبدو
أن الحكام العرب الذين شغلوا العالم في حياتهم على مدار العقود الطويلة التي كتموا
بها أنفاس الشعوب وشغلوا العالم الخارجي مازالت مدة صلاحيتهم كمؤثرين لم تنته بعد،
حيث يتداول الإعلام العربي رواية تسجيل الزعيم الليبي الراحل لكل اللقاءات التي
جمعته بالقادة العرب وبكثير من وزرائهم بالصوت والصورة عبر وضع كاميرات
وميكروفونات سرية في كل القصور أو الخيمات التي التقى فيها بهؤلاء، وأحيانا وهم
وحدهم في غرف نومهم أو في مكان طعامهم حتى يساومهم بها إن دعت الضرورة إلى ذلك.
وتقول الرواية أن
الزعيم الليبي عندما اشتد القصف حوله من طرف طيران الناتو، قام بحرق الكثير من
أسراره الخاصة، وأيضا أرسل أسرار بعض الزعماء العرب في تسجيلات مرئية ومسموعة إلى
صديقه المعارض العراقي المعروف مشعان الجبوري الذي أطلق قناة الرأي من سوريا وهي
القناة التي بقيت وفية للقذافي، ولكنه عجز عن نشر تلك الأسرار أو بثها، وعندما
علمت بها المخابرات السورية منحته مبلغا ماليا كبيرا وأخذت تلك الأسرار وبدأت في
مساومة الكثير من الدول العربية، خاصة المؤثرة مثل قطر، وهو ما يفسره بعض المحللين
بالدور السلبي الذي يقوم به وفد الجامعة العربية في سوريا، وأدى إلى امتعاض الثوار
السوريين الذين لم يفهموا ما دور المراقبين الذين طال تواجدهم في سوريا، وأصرّ
نظام الأسد على مواصلة إبادته للشعب العربي، لكن أكثر ما أثار غضبهم هو صمت الدول
العربية، خاصة التي حملت مشعل المعارضة السورية منذ البداية، والتي تقوم حاليا
بالتغطية على الدور السلبي للمراقبين العرب، وليس الخوف من معمر القذافي رغم موته
فقط مازال قائما، بل أيضا من الرؤساء الذين عمّروا في العالم العربي مدة زمنية
طويلة، حيث أن الرئيس المصري حسني مبارك بعد ثلث قرن على رأس مصر له أيضا أسرار عن
زعماء العالم العربي من الذين وقفوا ضده أو ساهمت وسائل الإعلام التابعة لهم في
سقوطه، ونفس الشيء عن زين العابدين بن علي وعبد الله صالح، لأجل ذلك يساهم الغرب
وحتى الكثير من الدول العربية في حماية هؤلاء الزعماء حتى لا يكشفوا الكثير من
الأسرار التي قد تهز عروش الذين لم يقضوا نحبهم بعد.


Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire