mardi 3 janvier 2012

حكاية النقابي المأجور ومسرحية باب الوزارة




أعلمني احدهم وهو من ثقاة القوم ممن حضروا أمس صدفة أثناء مروره وسط العاصمة احد فصول مسرحية بوليسية .."عصام الدردوري والمكنسة أمام باب الوزارة" أخرجت بليل بأحد دهاليز بناية مشهورة تحت إشراف شيطان احمر الذي اختلطت عليه الأوراق وضاقت به السبل بعد أن اشرف مسلسله التهريجي طيلة حول غير مكتمل على النهاية المحتومة والتي لن تخرج عن تعليقه على عمود وتنفيذ حكم  الثوار فيه .
حيث حرك خيوط من يسمونهم نقابيين وبرمج لوقفة استعراضية أمام باب الوزارة للمطالبة بالتطهير وليمسك بعضهم بمكانس وليبدأ في تنظيف الباب الحديدي للوزارة في حركة فيها الكثير من المعاني التي غفلت عنها الجماعة خصوصا وان الحركة التي قام بها احدهم انه بدا برفع الغبار عن أعلى الباب الخارجي وهو ما يعني ضرورة البدء بالإطارات العليا المتورطة قبل وبعد الثورة إضافة إلى انه قد خيل للجماعة أن ما علق بوزارة الداخلية لا يتعدى بعض الأتربة التي من السهل نفضها أو إزالتها بإناء ماء يسكب من الأعلى نحو الأسفل والحال أن ما علق بذات الوزارة فاق أدران كل المعاصي وكافة الذنوب مجتمعة وأوحال الظلم والتعذيب والغدر والقهر مجمعة لينزل الفساد إلى أعماق أعماقهم وليتجذر وليتوالد وليتضاعف وليكبر .

محطات من الذنوب والخطايا والجرائم علقت بهم  زمن ما قبل المخلوع وزمن المخلوع وزمن ما بعد المخلوع أضرت بالآلاف بل مئات الآلاف من أبناء هذا الشعب المسكين فسجن من سجن ظلم من ظلم وقهر من قهر وعذب من عذب وقتل من قتل وهجر من هجر .. وبالأمس خرجوا في ثوب ضحية ولا ادري ضحية من .... بل لم تعد لي معرفة بمن الضحية ومن الجلاد.....خصوصا وان المشهد قد اختلط ولم اعد أميز بين الضحية والمتهم.
إذ انبرى صاحبنا حافظ الأمن والموسيقار والرسام والفنان والممثل والمخرج والمنتج والشاعر والرياضي والنقابي والزعيم والبطل ....يرقص رقصة الديك المذبوح الأخيرة أمام باب الوزارة وبعد أن أتم وصلته المسرحية ارتمى مغشيا عليه والدموع مدرارا على خديه بعد أن اصطنع نوبة عصبية تطلبت نقله على جناح السرعة إلى احد مستشفيات العاصمة... هي في الحقيقة تمثيلية خسيسة للظهور بمظهر المتظلم المقهور أمام الوزير الجديد....

ونسي أو تناسى صاحب ديون عفوا ديوان "سيدة النساء" أن لعبته انكشفت وانه أول من سيبدأ به التطهير وانه أول من سيذهب دون رجعة إلى مزبلة التاريخ... فداخلية بعد الثورة لا يمكن أن تبقي على من باع جهاز اتصاله اللاسلكي "موتوريلا" بمائة دينار من اجل تغطية مصاريف جلسة خمرية تحت السور... فالوزارة بعد الثورة لا يمكن أن تأتمنك على مسمار اعوج صدا..

وغاب أو غيب عن صاحبنا النقابي المأجور ما سبق أن صرح به في إحدى جلساته الخمرية مؤخرا بعد أن تم إيقافه عن العمل اثر قرار من الوزير المتخلى عنه الصيد ... نتيجة انحرافه وسوء سلوكه .....انه مستاء من تخاذل البعض ممن كلفوه بالمهمة القذرة ... دخل ليلتها في حالة هيستيريا غير مسبوقة مهددا بالكشف عمن استأجره ... ونطق ساعتها باسم إطار معروف بوزارة الداخلية معترفا بأنه تلاعب بمستقبله واستغل سذاجته لدفعه إلى الاعتداء المادي والمعنوي على مدير إدارته وبعد لفظه كعقب سيجارة منسي....  

في الواقع لم أكن أود العود إلى وضعية عون الأمن هذا الشاذة والتي لا تدخل في خانة اهتماماتي ولكن ما رواه لي احدهم عن حقيقة ما وقع أمام باب الوزارة جعلني التفت وأنا امشي إلى النقابي المأجور وألوح له بما يلي "دعك من هاته السفاسف والملاسنات وابحث لك عن عمل جديد يتماشى ومؤهلاتك الأدبية والمسرحية......".
أما بخصوص الرد على ما تروج له صفحتك المسمومة ...فالرد واضح : "متى استأسد الفار واخذ يوما بالثأر"...


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire