أظن أن المخربين في هذا الوطن من أيتام المخلوع وبقايا التجمع المقبور قد مروا إلى المرحلة الثانية (معركة المصير) بعد أن خسروا المرحلة الأولى (معركة الالتفاف على الثورة) وحيث أن عصابة أعداء تونس تدفع من خلال الاعتصامات والاحتجاجات والاضطرابات إلى إدخال البلاد في فوضى حرب أهلية تبدأ بقطع أرزاق العباد لدفعهم إلى مهاجمة بعضهم البعض ولرفع درجة المخاطرة براس المال حتى يتراجع رجال المال والأعمال عن الاستثمار بعد الثورة... غلق للمصانع ... قطع للطرق ....حرق للمؤسسات الحكومية..... اعتصامات غير مبررة...فزاعات مصطنعة.... اضطرابات مبهمة في مسالك التزويد .... اختفاء من الأسواق والفضاءات التجارية لعدد من المواد الاستهلاكية.... ارتفاع غير مؤسس لغالبية المواد الأساسية..... ارتفاع لمؤشر الجريمة المنظمة من براكاجات وسطو مسلح واعتداءات .... اختفاء مخطط له لأعوان الأمن عن مسارح الجريمة.....وانسحابات مبرمجة من الساحات العامة عند ارتفاع حرارة الاحتجاجات .....تعيينات في غير محلها تعتمد الولاء لعصابة السراق قبل الكفاءة .... ترقيات مسقطة لغير مستحقيها... إتلاف لأرشيف غالبية الوزارات والمؤسسات .... إعلام مأجور تجاوز سلطاته ليقلب الفاسد إلى نظيف والمتهم إلى ضحية والعكس صحيح.... صحافة مهترأة تعدت حدودها لتجعل من مساحاتها فضاءات للتعدي على شرفاء وأحرار تونس فلم يسلم من حملاتهم المسعورة لا رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي ولا رئيس الحكومة حمادي الجبالي ولا رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر... ولم تسلم منهم النهضة أو المؤتمر أو التكتل.... ولم يعجبهم القانون المؤقت المنظم للسلطة التنفيذية ولم تعجبهم الحكومة الجديدة ....ولم تعجبهم برامج الحكومة.....والواقع أن هاته المجموعة الضالة من عبدة الشياطين والمستنفذة إعلاميا وماليا واقتصاديا بصدد خلط الوراق لإرباك الحكومة الجديدة ولاستغلال سذاجة البعض وجهل البعض الآخر لجرهم إلى حرب أهلية قد تأتي على الأخضر واليابس.....هكذا أرادوها أرضا محروقة بعد أن انفرط الحكم من بين أيديهم
كلنا يعلم أن بداخل كل واحد منا شخص فاسد، هذا الشخص يموت و يحيى بحسب الظروف المحيطة أو التربية أو قابليته هو لذلك، إذاً نحن نملك ديكتاتور بداخلنا نائم، لكن من الممكن أن يستيقظ لموقف معين قد تصر فيه على فرض رأيك على الآخرين أو يستيقظ للأبد..... فلا تظن أن كل حكام العرب أتوا إلى الحكم ظلمة و فاسدون، بل مرّوا بمرحلة صناعة الديكتاتور والصانع هو الشعب.......
كل خوفي من أن ينطبق علينا كلام الغرب في أننا أناس لا نستحق الديمقراطية ولا نحكم سوى بالعصا كالحمير.


Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire