samedi 7 février 2015

عودة الاخطبوط الى النشاط في صلب وزارة الصحة (الحلقة السادسة): من سرق التقرير الذي كتب بخط اليد




ها قد غادر الوزير محمد الصالح بن عمار وزارة الصحة غير مأسوف عليه لتكون الأمور واضحة أمام الوافد الجديد سعيد العايدي وهو وزير صحة دون أن يكون حاملا لشهادة طبيب بما أن كل الذين تداولوا على إدارة المسؤولية في هذا المرفق العام في سنوات ما بعد الثورة كلهم تقريبا أطباء انطلاقا من حبيبة الزاهي مرورا بعبد اللطيف المكي وصولا الى محمد الصالح بن عمار المدير العام السابق للوكالة الوطنية للاعتماد الطبي وهي إدارة موجودة لمن لا يعرفها بشارع ألان سافاريحيث يوجد تحديدا مقر وزارة الفلاحة.
الأهم بالنسبة إلينا خلال هذه الحلقة أن الثالوث الذي تداول على تحمل المسؤولية لا أحد منهم بحث عن تحقيق هدف واحد من أهداف الثورة وهو  محاسبة من كانوا قد  ارتكبوا عددا كبيرا من الفظاعات التي ارتكبت في حق القطاع الصحي ببلادنا كما أن لا أحد منهم اهتم بالمرفق العام بما أنه من أوكد مهام المشرف الأول على هذا المرفق تقييم العمل السابق والبناء على الأخطاء في عمليات مباشرة المهام لكن الذي حصل أن هؤلاء جميعا أغمضوا أعينهم على ما حصل سابقا من تجاوزات وإخلالات وكأن تلك الملفات على أهميتها "الأخلاقية لا أحد معني بها نعم إنها مسائل إخلافيه أن نحاسب ونتحاسب في الشأن العام لكن الذي حصل أن هؤلاء طووا الماضي بكل ما فيه من آمال وآلام ليكون الانطلاق في العمل هكذا رافعين شعار "ف-ارس من ركب اليوم" لكن هؤلاء الفرسان جميعا سقطوا ويا لخيبة المسعى في فخ المجاملة "وتطفية الضوء" على الملفات الحارقة التي مازالت حديث الناس يتهامسون في تفاصيلها سرا وجهرة كما التاع من قدم ملفات وذهب في اعتقاده ان البلاد تسير نحو التغيير لكن أي تغيير حدث وبناية باب سعدون تحافظ على الإثم والعدوان نعم هذا ما حصل على امتداد هذه السنوات بعد أن عاد رجال الماضي لاحتلال الأماكن الأولى في مشهد وزارة الصحة.
وحين نقول هذا فلأننا دأبنا على امتداد خمسة أسابيع على تقديم تفصيل التفاصيل الحاصل داخل هذه الوزارة الى حد أننا تلقينا على هاتفنا الخاص عديد المكالمات التهديدية لكن الذي حصل أننا واصلنا السير على نفس المنهج رغم علمنا أن حكومة التكنوكراط التي ترأسها المهدي جمعة ليست حكومة إصلاح وإنما هي حكومة تصريف أعمال منذ أن تسلمت مهامها بما أنها أغمضت أعينها على الفساد الذي ربما زاد عن ذلك الذي تركته حكومة الترويكا الفاشلة وبما أن القطع مع الماضي يحتاج الى إرادة فإن إرادة الوزير محمد الصالح بن عمار فرضت على الجميع الرضى بما هو موجود دون بحث عن فتح الملفات المنسية والتي على أهميتها التاريخية ظلت في الأدراج يلفها غبار النسيان لكن من هذه الملفات المنسية أن واحدا منها وهو المكتوب بخط اليد لم يعثر له على أثر وكأن هناك من أخفاه أو ربما سرقه بنية واضحة تتمثل في ردم تفاصيله الى الأبد بما أن وزارة الصحة تعودت على الولاءات والمحاباة والمجاملات ليظل القطاع  مرتعا لمن هب ودب على امتداد سنوات طويلة وحتى تفاؤلنا سرعان ما تحول الى كابوس حين بلغتنا أصداء تصريف ملفات الماضي الى وجهات غير معلومة.


نعم ذاك التقرير الذي أعدته مجموعة من الأطراف وتكفل أحدهم بصياغته نظرا لإتقانه الكتابة باللغة العربية تم تقديمه كالطبق الجاهز لاتخاذ القرار فقط لكن في لمح البصر غاب التقرير ومعه القرار الذي انتظره الجميع.
لكن مرة أخرى تعلل أهل القرار داخل وزارة الصحة بمشاغل ومشاكل تصريف الشأن اليومي للوزارة وبالتالي ضاع التقرير على أهميته الرمزية والتاريخية في الزحام وربما طالته يد متعفنة من مصلحتها أن يغيب عن أنظار أهل القرار وبالتالي ذهب ذلك التقرير في خبر كان وبالتالي ضاعت الحقائق وأعيدت صياغة أدوار جديدة لمن بحثوا عن عذرية جديدة زمن الثورة والنتيجة أن أغلبهم عادوا لمشهد وزارة الصحة لينالوا حصتهم من وليمة وكذبة ثورة مغدور بها ودليلنا على ذلك ان التفقدية العامة لوزارة الصحة أعادوا إخراجها في شكل سيف مسلط على رقاب من يرفضون دخول بيت الطاعة.
نعم بفعل فاعل غاب التقرير عن الأنظار والمكاتب رغم ما تضمنه من حقائق ووثائق وقرارات غريبة جدا كان استفاد منها أكثر من أسم وحين نقول هذا فانطلاقا من التراخي الذي ميز "ميكانيزمات عمل وزارة الصحة مما جعل واحدا مثل عبد الجليل الظاهري وهو المدير المتصرف يغادر البلاد خلسة طلبا للجوء السياسي بسويسرا والحال أن ذلك المتصرف عاث فسادا في الإدارة سواء ماليا أو ما شابه ذلك وقد أدانته المحكمة لكن حين حلّ يوم البحث عنه فقد يسابق الريح وهو متوجه الى سويسرا ليكون بعد أيام على اتصال عبر الفايسبوك مع المديرة الجهوية للصحة بمنوبة وكذلك مع الدكتور طارق بن ناصر وهنا يطرح أكثر من سؤال حول طبيعة هذه العلاقة، كما أن أهل وزارة الصحة تعودوا التستر على جرائم الفساد التي ارتكبت وضاعت خلالها أموال كثيرة صرفت في الملاهي والسهرات الليلية والحال ان عديد المستشفيات والمراكز الصحية في الجهات وخاصة في باجة والكاف وسيدي بوزيد والقيروان ومنزل بورقيبة وسليانة تعاني غياب التجهيزات الضرورية فيما يذهب المال العام هكذا سدى نعم هذه احوال رجال الصحة زمن ما بعد الثورة والغريب ان لا أحد التفت للفاتورات التي تصرف لشراء المكاتب الرئاسية الفاخرة كما أن عديد الصفقات العمومية مازالت تسند هكذا دون احترام  لتراتيب الصفقات العمومية وهكذا هي الأحوال من الداخل بعد أن ضرب الداء مفاصل الوزارة ليغيب الدواء وهنا علينا أن ننهي حلقة هذا الأسبوع بالتوقف أمام منحة ما يسمى بالتمثيل وهي تمثيلية سيئة الإخراج بما أنها منح تصرف للمديرين والمتصرفين وهي في حدود 600 دينار وإلا لماذا كل تلك الأجور الخيالية التي تسند للمديرين زيادة على منح السكن وهي في حدود 200 دينار مع التمتع بالنسبة للبعض بأكثر من سيارة إدارية مع امتياز عيني في شكل منحة مالية شهرية ب100 دينار والحال أن هناك عمالا يجتهدون ليلا نهارا في المناجم والأماكن الوعرة أجورهم لا تتجاوز ال400 دينار في أحسن الأحوال مع احتساب الساعات الإضافية على كل نحن نقدم كل هذه التفاصيل ليس من باب الحسد وإنما من باب التذكير بالفوارق الكبرى بين مختلف شرائح المجتمع التونسي الذي أصبح يعيش تحت خطّ الفقر كما أردنا من خلال ما قدمناه من معطيات ان نضع الوزير الجديد سعيد العايدي أمام مسؤولياته وكذلك أمام ما ينتظره من عمل في العمق في صلب وزارة تسيست الى حد التسوس من الداخل وهو ما سنأتي عليه في عددنا القادم وخاصة في علاقة مع المديرين العامين ومع من يتواجدون في ديوان الوزير والحال أنهم "غرفوا من كل المآدب"


روضة بن مرزوق وجمعية سيدة


و لأنني مرتبط بصلة الحلم في التغيير و بأمل الثورة على كل اساليب التدبير الهاوية مع الفريق الجديد القديم الذي اختاره وزير الصحة الحالي محمد بن عمار فإنني اود التوقف و لو لبعض الثواني امام السيدة المديرة العامة روضة بن مرزوق بما انها كانت عضوة فاعلة في جمعية ' السيدا لمقاومة السرطان والتي كانت تترأسها السيدة الاولى لتونس ليلى بن علي ' فتبا لهذا الزمن الذي نجد في وزارة الصحة على كل الموائد . و بما انني عدت الى شيء من التاريخ فانه يصبح من الضروري التوقف امام الدعم اللا محدود الذي بذلته السيدة روضة بن مرزوق  في سبيل تمكين جمعية ' السيدة ' من ارض السجن السابق ب 9 افريل و هذا ما تضمنته محاضر جلسات سابقة لوزارة الصحة بما ان قطعة ارض 9 افريل هي ملك لوزارة  الصحة . طبعا لا نجد بما نعلق على المسألة بما ان وزير الصحة التكنوقراط ضرب هذه الثورة في ادق مفاصلها بان دعم وجوه الماضي و مكنهم من التحكم في مفاصل وزارة الصحة التي تسيّبت الى حد التسوس من الداخل


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire