samedi 7 février 2015

في الذكرى الثانية لاغتيال شمس المساجين وصوت الفقراء: أي جديد في قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد ؟؟




في مثل هذا  اليوم 6 فيفري من سنة 2013 استقيظت تونس الجريحة على فاجعة مدوية  شهدتها البلاد لاول مرة  بعد  الاستقلال تمثلت في اغتيال منسق عام "حركة الوطنيون الديمقراطيون" المناضل  القدير شكري بلعيد بطلق ناري ارتكبته  يد  الغدر الارهابية  في أول  عملية اغتيال  سياسي  بشعة أدانتها  كل التيارات لبشاعتها و فظاعتها  وتفاعل معها  الرأي العام الدولي  واهتزت لها شعوب وقبائل  ودول  وعواصم ...
رحل بعيدا وهو صامد مدافع شرس عن الحرية وظل يحمل هموم الشعب التونسي حتى آخر نفس من حياته المليئة بالنضال والدفاع عن حقوق العمال والمواطنين وتطلعاتهم وحقهم في الثورة والتغيير.عرف الراحل بمواقفه الوطنية الصلبة في مواجهة الديكتاتوريات والأنظمة الفاشية  قبل  وبعد الثورة  ، كما عرف بانحيازه الواضح إلى جموع الشعب، إذ لم يعرف الخوف أو المهادنة أو أنصاف المواقف وأختار دوماً المواجهة والنضال في صفوف الجماهير.
في الذكرى الثانية لاغتيال بلعيد  يعود  بنا  التاريخ مهرولا  الى الوراء لنقف عند محطات  مسيرة اغلى المناضلين الصامدين الذي لا يمكن الا ان تحترمه..فهو عالي الثقافة راجح العقل متين الفكر رفيع الهمة وحاضر البديهة..يعتبر مفكرا كبيرا وسياسيا قديرا وزعيما من الطراز الاول ..... مؤمنا بتونس ....وبالمسار الديمقراطي ومتشبعا وملما بالفكر الإصلاحي التونسي بمختلف مراحله...  وبلعيد  عرفه  القاصي والداني فارسا من فرسان النضال الأشداء  صديقا صدوقا، وكانت هناك مودات بينه وبين جميع الناس. وكان من أهل  الصدور الرحبة  والانفتاح، متصالحا مع نفسه ومع الاخرين.  كم كان جبّارا في حياته. لم يخف من الموت ولم يرهبه. وكان يتحدى حديث الزور والبهتان ، ويقول إنه سوف يقهره، ولن ينال من عزيمته. فهو أبي، شجاع مقدام، وهذه الصفات تجد مكانها في الفترة العصيبة التي يمر بها الانسان. فلا يستسلم ولا يخاف بل يواجهها بإيمان وعزيمة وعنفوان وصلابة. وهو يرضخ للعدالة الإلهية التي كتبت عليه ان يرحل عن هذه الدنيا وهو في عز شبابه وعطائه.  ظل بعيدا  سابحا  في  عالم  النضال  لا  يعرف  الخنوع ولا يأبى الانبطاح والرجوع  ...يمارس مهنته بجدية وشرف واستقامة يستعين بالمراجع القانونية، ويقارع الحجة بالحجة. ساعده في ذلك سرعة بديهة وعمق معرفة، وثقافة واسعة ونزاهة فكرية. وهو الذي كان يجيد تسويق أفكاره بأسلوب حواري متمرس. فجاءت لوائحه مشغولة وكلماته مدروسة فضلا  عن  تسلحه بجرأة لا مثيل لها وشجاعة يحسد عليها لا يكيل أي ميزان للردود  التي قد تحصل من طلاقة لسانه الذي لا ينطق إلا بالحق ... كان صادق القول ...خارقا للبتروكولات ...صريحا...لا يخاف في قوله لومة لائم ...صلب الموقف مناصرا لقضايا الشعب فأحبه وبادله نفس الحب حيث  كان سدا منيعا أمام  الرجعية  و محاورا فذا عن كبرى القضايا المدنية ،يجهد نفسه دوما نصرة للمظلومين  مواجها بصدر رحب وعزيمة صلبة  صلابة السلطة وجبروتها وأبى أن يرضخ .


 وعملية اغتيال بلعيد  كانت  بمثابة اغتيال الأصوات الجريئة التي لا  تخرس وهو الذي عُرف عنه مناصرته للحق وللضعفاء وهو الذي كان مبادرا لتولي قضاياهم والدفاع عنهم  فأينما كان وأينما حط و أينما استجوب وأينما تحدث إلا وجلب إليه الأنظار وشد الأبصار فقد كان بارعا في الطرح و متمكنا من البسط يكشف الحقائق دون هوادة ويدلي بدلوه دون خوف ولا رهبة .
 تمر اليوم الذكرى الثانية على  اغتيال شمس المساجين ونصير الفقراء والمساكين وحقيقة اغتياله ظلت غامضة ... وتمر اليوم الذكرى الثانية ولم  يهدأ بال التونسيين المناصرين  للحق و المدافعين عن الحقيقة لمعرفة كل التفاصيل حول  عملية اغتياله ...


 ولئن  أباح  المشهد الامني  اليوم عن صورة ثأر من  قاتل  بلعيد  من  خلال حادثة رواد  الارهابية التي اقتص فيها  فيها روح  الارهابي كمال القضقاضي  منفذ  العملية  فان خيوط  العملية وبداياتها لم تعرف  بعد   وظل الاسئلة  من دبّر ؟ ومن  خطط ؟ ومن موّل ؟ ومن شرّع  لاغتياله ؟ ومن دعّم  لوجستيا وماديا ومعنويا ؟ و من  ساعد ومن شارك؟  تبحث  عن  أجوبة  وظلت الحقيقة الكاملة  تائهة ...
    سنتان مرتا  دون أن نصل الى نقطة ضوء وسنتان مرتا  ولم  نفكك بعد طلاسم التهديدات  التي وصلته  ولم نصل بعد  إلى حقيقة الشبهة المتعلّقة  بصعاليك اليد الزرقاء  التي تفيد أنها هي من تقف  وراء الاغتيال  على اعتبار انهم ما من صوت  معاديا لهم الا قد هدموه ؟ وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه ؟ وكم من علم له قد طمسوه ؟ وكم من لواء له مرفوع قد وضعوه ؟ وكم ضربوا بمعاول الشبه في أصول غراسه ليقلعوها ؟! وكم عموا عيون موارده بآرائهم ليدفنوها ويقطعوها ومعالم الإيمان في قلوبهم فليسوا يعرفونها  ودثرت معاهده عندهم فليسوا يعمرونها  وأفلت كواكبه النيرة من قلوبهم فليسو يحيونها  وكسفت شمسه عند اجتماع ظلم آرائهم وأفكارهم فليسوا يبصرونها ..
فالمعلوم أن القضاء وتحديدا مكتب التحقيق  13 المتعهد  بالقضية كان  عمله  مشلولا ولم  يوسع  دائرة البحث وقرر إحالة الملف برمته إلى دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف، وهو ما ترك جدلا واسعا بين أفراد أسرته، وداخل هيئة الدفاع عن بلعيد، حول ما جرى التوصل إليه من معطيات لا تشفي الغليل، ولا تميط اللثام عن أسرار الاغتيال والأطراف التي نفذته رغم كونه مضى على التحقيق  زهاء  السنتين  حتى خلنا أن القضاء  يمضي بعين عمياء وبخطوات  شبيهة بخطوات الحلزون ...
 و لمّا كان الاستبشار بإسقاط رأس  الأمني المتورط في  قضية اغتيال  الحاج  الابراهيمي  ونعني  به  عبد الكريم العبيدي  و ما  شهده  ملف اغتيال  الحاج  من  تطورات مأتاها المكتب التحقيق  12 بابتدائية تونس 1 بات  الأمر ملّحا اليوم أكثر من  أي  وقت مضى بتغيير وجهة التحقيق ونقل  القضية  إلى المكتب  12 الذي  يخاله  الجميع  القادر على فكّ طلاسم  لغز الاغتيال مع  ضرورة توفير حماية  مشددة له وتأمين ظروف  عمل مريحة و وضع  إمكانات كبرى على ذمته  ... فمن العار اليوم أن تمرّ  قضية الاغتيال  مرور الكرام ... وأن تظل الجهة المورطة تنعم بالسلام...  رحم  الله  شكري الحبيب ... وإن فجر الحقيقة لقريب...


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire