بعد أن تمت في الخامس من الشهر الحالي المصادقة على
الفصل ال6 من الدستور الذي تضمن «حرية المعتقد» و«الضمير» و«تجريم التكفير» والذي
يعتبر ثورة دستورية باتم معنى الكلمة على مستوى الحقوق الأساسية للإنسان وحرياته
العامة ها نحن نعود من جديد إلى نقطة الصفر بعد أن تحركت الجمعيات الإسلامية
وقواعد النهضة وأئمتها ومشتقاتها من الأحزاب الأخرى بإصدار الفتاوى يمنة ويسرة
تحرم فيها محتوى الفصل المذكور بإيعاز من نوابها من ذوي الفكر الديني المتشدد
الذين حركوا المجلس الإسلامي الأعلى بقيادة عبد الله الوصيف المعروف بقربه من
النهضة و الذي وقع تعيينه على رأس ذلك المجلس في 24 جويلية 2013 رفقة ثلة من
المحسوبين على الحزب المذكور حيث قام بإصدار بيان يندد فيه بدسترة حرية الضمير
وتجريم التكفير على ضوء ما صدر من فتاوى وذلك أن دل على شيء فان حركة النهضة تريد أن
تسترجع باليسرى ما تنازلت عليه باليمنى ...
والجدير بالذكر أن المجلس الإسلامي الأعلى احدث سنة 1989 بمقتضى الأمر عدد
118 المؤرخ في 9 جانفي 1989 والذي أتم بالأمر عدد 1449 لسنة 1993 المؤرخ في 5
جويلية 1993 وحسب القوانين المنظمة له فان دوره لا يتعدى الدور الاستشاري للسلطة
السياسية لكنه تحول وللأسف خلال حكومة الإخوان إلى وسيلة ضغط بيدها تحركها متى شاءت
ومتى أرادت لجعل الأمور تمشي لصالحها...
وهاهو المجلس النهضوي الأعلى اليوم يتحرك لإجهاض أول عملية جدية ترنو
لتحقيق وتكريس مبادئ الديمقراطية الأساسية وتكريسها صلب قمة الهرم القانوني للبلاد
تحت حجج واهية عبر بيانهم لا ترتقي إلى أدنى مستويات المنطق بان اعتبروا التنصيص
على حرية الضمير تتسبب في إشاعة الفتنة والطائفية بين الناس والمضحك كذلك أن
اعتبروا التنصيص على تجريم التكفير في الدستور تناقض حرية الرأي والتعبير ولا ندري
هنا حقيقة عن أي تعبير وعن أي رأي يتحدثون خاصة وان فعل التكفير الذي مارسه حبيب
اللوز وغيره من أتباعه خلال الفترة الفارطة أدى إلى حصد رؤوس مناضلينا والتنكيل
بجنودنا وامنيينا الأبرار ...
هذه الصورة تبرز بوضوح عن حقيقة ومعدن حزب حركة النهضة الذي لا يخرج عن
دائرة النفاق السياسي خاصة وان غالبية قياداته يجهرون بما لا يبطنون ويقولون ما لا
يفعلون حينما يصادق نوابه على حرية الضمير وتجريم التكفير في مرحلة أولى ليظهرون
للرأي العام الداخلي والدولي مدى انفتاحهم ثم يعطون الضوء الأخضر لأجنحة الحزب
الرسمية والغير الرسمية وأتباعه للتحرك عبر كل الوسائل لتحوير الفصل السادس بما
يتماشى مع الايدولوجيا الرجعية والمتخلفة...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire