إن الإخوان إذا دخلوا بلادا أفسدوها

إذا قلبنا النظر في تاريخ البلدان العربية والإسلامية التي حكمها الإخوان  من شمال إفريقيا إلى بلاد نفسطتان ينتهي إلى خلاصة بارزة تشترك فيها هذه البلدان وهي أن الإخوان إذا حلوا بوطن حل معهم الخراب والفرقة والتناحر . فبعد الإطاحة ببعض الدكتاتوريات العربية  عقب " الثورات "  التي  انطلقت شرارتها الأولى  من ولاية سيدي بوزيد في تونس انخدعت أغلب  الشعوب العربية  التي عانت الأمرين من حكام متسلطين جبارين وارتمت في أحضان سماسرة الدين فلما استفاقت من غفوتها أدركت  أنها ظلمت أنفسها وأن أحلام الربيع قد تحولت إلى كوابيس مضنية خريفها مفعم  بالقتل والاغتيالات  وشتاؤها مثقل بالفساد والتجاوزات ....

ففي السودان  - التي تجسد أولى التجارب في هذا المضمار -  ومنذ حكم الإسلاميين دخل الأهالي في صراعات أيديولوجية ونعرات قبلية أفضت في النهاية إلى تقسيم البلاد شمالا وجنوبا  بعد حروب دامية سفكت فيها الدماء وانتهكت فيها الأعراض وكانت دارفور مسرحا أليما سجل مأساة جنة حوّلها الإسلاميون إلى جحيم وأهلها ينظرون . ومن غير المستبعد أن تلاحق لعنة التقسيم التراب الليبي وتحوله إلى ثلاثة أقاليم بعد أن زرع فيها أنصار الشريعة مليشيات إرهابية تفسد الزرع وتهلك الضرع وتقتل الأبرياء أناة الليل وأطراف النهار ...ولا يختلف الامر كثيرا في سوريا التي تنام على ذبح النساء والشيوخ وتستفيق على التنكيل بجثث الاطفال والرضع  والفضل كل الفضل لجبهة النصرة التي جاءت بضرب من الجهاد لم ينزل الله به من سلطان ونقصد بذلك جهاد النكاح ..

ولم يكن الحال في البلاد التونسية بأحسن مما هو سائد في كل البلدان العربية التي ذكرناها ، فمنذ 23 أكتوبر 2011 بدأت " الدكتاتورية الناشئة " على حد عبارة حمادي الجبالي رئيس الوزراء السابق في تشكيل ملامح دولة دينية استبدادية  ، غدا معها  المجتمع  التونسي مقسما بين مؤمنين صادقين لهم الحق في الحياة الدنيا والآخرة وكفار طواغيت وجب سحلهم وقتلهم وما لهم في الآخرة من نصير ؟؟؟

..فحركة النهضة  قد أطلقت العنان إلى مليشيات  حماية الثورة لتصول وتجول في البلاد مروعة النقابيين والإعلاميين وكل الذين احتجوا على سياسة الترويكا ، وهي قد أحدثت جهاز أمن مواز أسس لثقافة جديدة هي ثقافة الاغتيالات والرش والذبح من الوريد للوريد والتنكيل بالجثث .. وهي قد خربت الاقتصاد وفتحت الابواب على مصراعيها أمام الإرهاب والترهيب وأفسدت علاقات تونس مع القريب والبعيد ..

هكذا هم الإخوان في كل زمان ومكان إذا حكموا بلادا سعوا في خرابها وأفسدوها وجعلوا أعزتها أذلة فحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون .