ماذا ننتظر من المراكز المندمجة للأطفال بلا سند :أن
تجعل لنا ناشئة صالحة وتربي لنا أجيالا
كانت ضحية علاقات خارج اطار الزواج ... ثم
كيف السبيل إلى تحقيق هذا الدور الكبير و
الحال ان وزارة الاشراف و تحديدا وزارة
المرأة و الطفولة تاركة الحبل على الغارب بل ان الوزيرة التي من المفترض ان تكون
المثال الاعلى في رفعة المستوى :سلوكا و
تفكيرا و اداء كانت هزيلة... بل هي لم تضف شيئا
و لم تفلح سوى في رفع الشعارات
الغوغائية التي تهيّج الشارع و التي تثير
السخرية و التي لا تسمن و لا تغني من جوع ...
فالحقيقة
الدامغة ان المراكز المندمجة أضحت اليوم شبيهة بالوكالة لا نظام يحكمها و لا هدف من وراءها و اكتفت بدور المأوى الذي
توفره لضحايا العلاقات الجنسية المحرمة ... خاصة
و ان العناية بهذه المراكز و إعادة هيكلتها على النحو السليم و تمكينها من إطارات
كفؤة و نظيفة لم يتحقق بالمرة ...
و الحقيقة الدامغة الثانية هي أن هذه المراكز على ما
يبدو اليوم أصبحت تمثل لروادها بمثابة "الجنة " و لكن أطرافها نار
على اعتبار ما أفرزته من ظواهر مدمرة لأسس المجتمع ...
فالحديث هنا لن يتسم بطابع الشمولية و لن نشير إلى كل
المراكز المندمجة و إنما سنقتصر على ذكر نموذجين
الأول و نعني به مركز المندمج بسيدي ثابت
الذي اهتزت أسسه و تناثرت فضائحه فسارعت وزارة المرأة إلى إغلاقه و تغيير صبغته
و تحويله إلى فضاء خاص بالمرأة المعنفة و الثاني المركز المندمج برادس الذي مازال يعزف على أوتار الفضائح و خاصة منها
مراودة القاصرات على اعتبار انه يؤم فتيات و فتيان على حد سواء من الأطفال و المراهقين و الصبايا
الاعتداء الجنسي
لابد من الاشارة في بادئ الامر قبل الغوص في تفاصيل
الوقائع المخزية التي حصلت داخل المركز المندمج بسيدي ثابت ان وزارة المراة و الطفولة لم تتوخ تمشيا
متكاملا يضمن لها حسن التصرف في المؤسسات الطفولة بصفة عامة و في وضعيات الاطفال المكفولين بصفة خاصة ... فلاهي قامت
بضبط ادوار مختلف العاملين بمؤسسات رعاية الطفولة و لا هي قامت بتحديد أنشطة دقيقة و مفصلة
تضبط ملمح مركز العمل و دور كل إطار
حسب اختصاصه ... و لا هي برمجت بتشخيص
الصعوبات و الإشكاليات المطروحة
على مستوى وضعية كل طفل من قبل فريق العمل مع اقتراح الحلول الجذرية و التعهد بتنفيذها من قبل كل طرف
في إطار مشمولاتهم المختلفة
و المسؤولية المشتركة ومتابعة و
تقييم هذه الاعمال و التدخلات ... و
لا هي برمجت زيارات إشراف
و مرافقة لمؤسسات رعاية الطفولة و
ذلك بهدف تعديل الممارسة الميدانية و
تقييمها و تطويرها ... و لاهي فعلت شيئا يذكر ... فكان الإهمال و
التسيب سيد الموقف في المراكز المندمجة و خاصة المركز المندمج بسيدي ثابت الذي
تلون قبل إغلاقها بمهازل بل الأصح بجرائم لم يثرها الإعلام و تسترت عليها وزارة المرأة
و الطفولة ...
فيوم الجمعة 20-01-2012 و تحديدا على الساعة 20:30
مازال يتذكره مدير المركز المندمج بسيدي ثابت و المربين خاصة
و انه اقترن بحادثة مريبة تمثلت في اعتداء
جنسي من قبل مراهقين على طفل لا يتجاوز
عمره 14 سنة في غرفته في وقت غابت فيه
المراقبة و الإحاطة ...
في ذات الإطار قامت
الأخصائية النفسية بإشعار مندوب
حماية الطفولة يوم 31-1-2012 بوضعية أطفال تعرضوا كذلك لاعتداءات و استغلال جنسي و الصدمة الكبرى أن الأطفال
الذين تم اشعار المندوب الجهوي بهم يتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و 9 سنوات حتى أن احدهم و البالغ عمره 7 سنوات أصبح غير قادر على التعبير نتيجة هول ما وقع له
...
و لسائل أن يسال عن عد الحوادث على الأقل التي وقع
التفطن إليها في هذا المضمار حيث تبين الأرقام الدقيقة أن زهاء 12 طفلا تورطوا في وضعية استغلال
جنسي بل إنهم مورس عليهم في مرات متكررة و لم يتفطن إليهم أحدا من الاطارات ... و لسائل أن يسال كيف يتم
الاعتداء على الأطفال جنسيا و الحال أن الفضاء محاط بعيون و مراقب بالإطارات ... و
الجواب في الحقيقة يتمثل في إقدام الإطارات على غلق أبواب الغرف ليلا فيها خليط من
الأطفال يتراوح أعمارهم بين 17 سنة و 7 سنوات ...
مراودة القاصرات
لا نخال فعلا إن عمليات مراودة القاصرات في المراكز
المندمجة قد انتهت .. فعديدة هي القصص الواردة علينا مؤخرا على شاكلة القصة التي
وقعت في المركز المندمج ببن عروس حيث تؤكد
وقائعها أن احد العاملين في ذات المركز كان يغدق
أعلى إحدى الفتيات الهدايا
بمنحها مبالغ مالية بغية مراودتها و ترويضها ففي وثيقة الاعتراف أن
الفتاة ه.م أكدت أن احد
المربين دعاها للمجيء إلى منزله و فسرت ذلك انه يريد العطف عليها
و يحبني و أراد آن يمتعها لكنّها إكتشفت أنها يروم يقضي معها وقتا جميلا
و أن يقيم معها علاقة جنسية و عند رفضها لمبتغاه انقلب عليها و طالبها باسترجاع كل ما أنفقه عليها من مال و هدايا ثمينة .. معبرة عن خوفها الشديد
منه و طالبت بالاقتصاص منه لحماية باقي الفتيات من أن يقعن في مثل تلك الممارسات
التي يقوم بها ...
و الجديرة بالقول أن
والدة الفتاة قامت باسترجاع ابنتها و احتضانها من جديد نظرا للتحسن النسبي
لظروفها و خاصة من اجل حمايتها من المربي المعني الذي لا يكف
عن مضايقتها و تأليب الفتيات
المكفولات ضدها بشكل عنيف و عدواني
...
التلاعب بمستقبل المكفولين
في إطار اللخطبة
و عدم الدراية و التجاهل و النظر إلى المراكز من زاوية واحدة أو قل من
رؤية ضيقة لا يزال ملف نقلة الأطفال و
المراهقين من مركز المندمج بحمام الأنف إلى المركز المندمج برادس يثير الكثير من اللغط و يجر وراءه كمّا
هائلا من الأسئلة الحارقة تتمحور حول كيفية تعاطي وزارة المرأة مع هذا الموضوع ...
ومن النماذج التي برزت للعيان هي وضعية
مجموعة من الشباب البالغ عددهم 8 و
الذين كانوا مكفولين بالمركز المندمج بحمام الأنف حيث تم من قبل الادارة المركزية اخذ قرار جماعي في شانهم يقضي بنقلتهم إلى المركز المندمج برادس نظر لالغاء نظام الاقامة بالمؤسسة التي
يرجعون اليها بالنظر ...
و تبعا لهذا القرار المفاجئ كانت
ردود فعل الشباب متمثلة في التهديد
بالانتحار حرقا من قبل احدهم و انقطاع اخر
عن دراسته و تدهور عام على المستوى النفسي
و الاجتماعي اصبحت تعيشه المجموعة ككل مما
اثر على سلوكهم و انعكس سلبا عليهم باعتبار ان المؤسسة التي كانوا يرجعون لها
بالنظر ليست في مخيلتهم مؤسسة كفالة فحسب بل
هي بمثابة الرمز الفعلي لهويتهم الشخصية
و الفضاء المناسب الذي يلجؤون
اليها للتنعم بالراحة النفسية المعوضة للفراغ و الامن و العاطفة الاسرية
التي يفتقدونها صلب منازلهم ...
و خلاصة القول
ان هذه النماذج المقدمة ليست إلا عينات بسيطة من انخرام الوضع ... و لكن ما خفي
كان أعظم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire