vendredi 22 novembre 2013

الثورة نيوز تطفئ شمعتها الأولى : كل عام و نحن الصامدون … و كل عام انتم الصائدون




 سيظل يوم  29 نوفمبر 2012  يوما خالدا لا يمحى من ذاكرة كامل فريق  الثورة نيوز  على اعتبار رمزية اليوم الذي يمثل الانطلاقة الفعلية  للجريدة   الورقية بعد  عمل مضن شاق الكترونيا … فقد  تعزز المشهد الإعلامي التونسي  بميلاد صحيفة جديدة  مثلت سابقة من نوعها على مستوى الطرح و المنهج  و الخط … و اختارت الانفراد بالابتعاد عن نفس التوجه العام الذي دأبت عليه كل وسائل الإعلام المكتوبة ….    اليوم  تمر سنة كاملة على تأسيس أولى لبنات جريدة التونسيين  الثورة نيوز …سنة كاملة منن الأعمال الشاقة  والهرسلة اليومية و ووابل من الشتائم و التهديدات  القادمة من الفاسدين  و التي لم تزدنا إلا صمودا و لم تزدنا إلا تحديا للمضي قدما  دون خضوع أو خنوع …


 آمنّا أيما إيمان و نحن في منطلق الطريق أن شأن الإعلام في الحياة شأن أي أداة أخرى مرهون خيرها وشرها بيد القائم عليها، فالإعلام قد يحرق وطناً، كقدرته على  بناء أوطان، وإطفاء حروب، وإصلاح شؤون دول.فالإعلام قد يكون عيون السلطة التي ترى من خلالها واقع مجتمعاتها… ويُعتبَر دور الإعلام واضحاً وكبيراً في اكتشاف الفساد وبيان مواطنه ،  و  اخترنا أن نلعب الدور الوعر وهو حراسة «كلب الحراسة» WATCH DOG  كما يحلو للغرب  تسمية الصحافة الاستقصائية .. فكان الهدف الأول هو حماية المجتمع من الانحرافات والفساد مع محاولة تقديم حلول لمشكلاته و الذي مكننا من  جاذبية كبيرة للجمهور…



منذ ولادة  صحيفة الثورة نيوز ذات شتاء من سنة 2012 أحاطت نفسها بحزام أمان بل عقد  كل الفريق  العزم على إعلان الطلاق بالثلاث لعدم العودة إلى بيت الطاعة و التمسح على عتبة أهل الحل و الربط .



وولادة الثورة نيوز كانت طبعا حين تدحرجت الصحافة الاستقصائية -إلينا- بخطى بطء شديد لا تضاهي -حتى- سرعة السلحفاة، لكنها ظلت تردد معنا: (أن تأتي متأخرا …أفضل من أن لا تأتي أبدا)، ولسنا-هنا- بصدد رسم تخطيط أولي، يرى في أهميتها وشروط وجودها أن تكون متسلحة بالبيانات والوثائق، لتكون أقرب من نواحي وطرائق البحث العلمي، وليس مجرد تهويمات واتهامات تروم رمي الأحجار جزافا في بحر الظلمات، كما لسنا بصدد التذكير مجددا بقدم وعراقة الصحافة الاستقصائية في بلدان العالم المتحضر التي قطعت أشواطا كبيرة جدا مكنّت الصحفي من الوصول والحصول على المعلومات تفيد بحثه الاستقصائي بما يخدم أهداف ومصالح المجتمع الذي يحيا فيه…و إنما للإشارة إلى أن الصحيفة ناشدت الاستقصاء و اتخذت من كشف الفساد خطا لا محيد عنه رغم كونها تدرك جيدا انه طريق وعر و ملغما بالأشواك و إنما الواجب اقتضى المضي قدما في الكشف عن زمرة الفساد و العابثين بمكتسبات هذا الوطن متسلحين بعمق المعالجة  و تميز في الطرح  و بحث خلف التناول مما يساعد الرأي العام في تحديد اتجاهه إزاء قضية ما مساهمة منا في حيازة منزلة في وطن له رب يحميه .



سنة أولى  ناجحة


في تقييم موضوعي أولي لسنة أولى من العمل الصحفي الحرّ و المغاير للأنماط الصحفية المتداولة تمكنت صحيفة الثورة نيوز من اعتلاء مكانة مرموقة في المشهد الإعلامي التونسي بل حازت على  قاعدة جماهيرية محترمة  و أصبح لها قراء أوفياء ينتظرونها كل أسبوع  بشغف … مما أجبرنا على الرفع في كمية السحب من جهة وعلى إجراء عملية تزويد إضافية الأكشاك بعد نفاذها  من جهة أخرى …



 و القاعدة الجماهيرية التي كسبتها الجريدة على اعتبار أنها لم  تكتف بلعن الفساد دون أن تشخصه بأسمائه وأفعاله وآثامه   بل كانت جادة في الطرح  و تسمي المسميات  بأسمائها  و تشهر بالفاسدين  كتابة و صورة  .. و تنقل التفاصيل دون  مقص … وتوظف الأوصاف الحقيقية، و تقدم كل الأدلة والبراهين مع تذييلها بملاحظات حول الخور و الفساد حتى يتسنى للقارئ الكريم تبيان أوجه الفساد ..


 و لم تكتف الثورة نيوز من خلال  أعدادها الخمسين الصادرة إلى حد الآن   بالتشهير بالفاسدين و شبكة الإفساد  بل انتهجت في عملها الصحفي على  الجمع بين التوعوي، والنقدي، والتحليلي التنويري، والخبري المعلوماتي، والإنساني الذي يتعاطى مع الجوانب العاطفية والوجدانية ، لكنه في النهاية مختلف تماماً عن الأسلوب الذي تعمل به بعض وسائل الإعلام على طريقة «النائحات» اللواتي يشعلن بكائيات المآتم ،



و التمسنا طريقنا  و مضينا  قدما  فيما رسمناه  ساعدنا في ذلك  ما يعيشه الفاسدون من خوف  جعلنا  بموضع الشجاع الذي لا يهاب ردود فعل متوقعة … فمنها الشكر المدح و منها النقد و الانتقاد و منها الذم و الشتم و منها الإصلاح و التقويم و منها أفكار جديدة يراد بسطها و منها أركان جديدة يراد ضمها في صفحات الجريدة و…. المهم أنها ردود تفاعل  طمأنت قلوبنا لأنها أوحت بأننا  قد و صلنا إلى الهدف المنشود



و الجدير بالقول أننا لم نكن بالمرة راضين عما قدمناه  فمطمحنا  يتجاوز ذلك  بكثير و هدفنا أعمق  و اشمل …  و نحن  لم نقطع إلا خطوة واحدة على درب الغاية الكبرى  التي نريد تحقيقها … و أملنا  أن تكون  السنة الثانية أفضل على كل المستويات…


العراقيل و الصعوبات


كانت السنة الأولى  من عمر الثورة نيوز الورقية  حافلة بالأشواك التي زرعها الحانقون من أشباه الفاسدين و الضالعين و الغارقين في بؤر التلاعبات المخفية خوفا على أنفسهم و على من والهم من الظهور على حقيقتهم على اعتبار أن اللوبيات المفسدة و الفاسدة حاضرة  أينما وليت وجهك و على اعتبار حقيقي أخر وهو أن ارض تونس ارض خصبة في الفساد في كل المجالات دون  مبالغة …



و لما انهمكت ” الثورة نيوز ” في كشف المستور تحركت الماكينة الحانقة لتثني عزمها و تم في الغرض مقاضاة  فريقها  و تلفيق  تهم  لنا اقل ما يقال عنها أنها بليدة الطرح باطلة الشكل …و رغم كون الأقدار تقاذفتنا  خلال أيام الأسبوع بين مكتب باحث بداية و مكتب قلم التحقيق و رغم قلة عدد الفريق العامل بها إلا أننا أصررنا إصرارا على أن تواصل الصحيفة في الصدور تباعا   دون انقطاع  نكالة في الأعداء و احتراما للقراء الأوفياء شعارنا سنبقى رغم الداء و الأعداء  نرنو فوق القمة الشماء…


 ولئن سارعت  الجماعة المشهرة بها من لف لفها من رجال المال و الأعمال و المسؤولين  و الإعلاميين  فان شقا  أخر منها سارع إلى تهديدنا وصوّب لنا وابلا من الشتائم و استعرض  على مسامعنا أبشع النعوت و أقذرها  و تهجم علينا  مرارا و تكرارا …



 و الأخطر من هذا وصلتنا رسائل تهديد بالقتل  علنا  و خاصة في شخص المدير المسؤول و جعلوا علينا عيونا تجسس و تقترف أثار خطواتنا  و تتابعنا أينما حللنا ليلا نهار … و غيرها  من المخاطر المحدقة التي أحاطت بنا . و علاوة على ذلك فإننا كنا لقمة سائقة ابتلعها الموزعون للجرائد بعد أن تعرضنا لنهب أموال الصحيفة من قبل المتحيلين و الدخلاء الذين امتهنوا حرفة النصب عبر مسالك التوزيع  و لم نظفر بعائدات البيع التي قد تكون سندا لنا  في وقت ارتفعت فيه تكاليف الطباعة و النشر و التوزيع  و تطورت فيه نفقات الجريدة من ضمان اجتماعي  وآداءات المالية فضلا عن الأجور الشهرية للفريق التقني و الفني و التحريري و فريق المتعاونين مع الصحيفة  و ما تتطلبه …



كان لنا السبق


 ما جعل الثورة نيوز تسير بخطى ثابتة نحو النجاح  وتتجاوز في  عدد المبيعات  و يتزايد عدد قراءها من أسبوع إلى أخر هي المواضيع الحارقة والتي كان أغلبها  على درجة كبرى من الخطورة  التي ما تزال تثيرها  و التي كانت لها الجرأة في التطرق إليها  على غرار موضوع مافيا كامورا المرجان  و مافيا تونس التي يقودها الشاليمو و أيضا فضحها في الآونة الأخيرة  لشحنة الموت و المتعلقة بصفقة العجول المريضة و التي أصبحت قضية رأي عام …   كما تجرأت  الصحيفة على فتح مواضيع ” الطابو” و أهمها المؤسسة العسكرية و فضحت . ومما   ا تنبأنا به دون أن نكون أنبياء أن الألغام تتجه نحو المدن وهو ما حصل فعلا …أضف إليها  القضية الكبرى التي كشفنها بالوثائق و المتمثلة في موضوع القناصة حيث بسطنا بين أيدي القراء  و لأول مرة الوثيقة 1013 الصادرة عن إدارة الأمن العسكري ..



أما قمة الجرأة و الشجاعة فتمثلت في التشهير بالفساد في القضاء  القضاة الفاسدين  …كما كان للجريدة  الانفراد و السبق الذي تخص به أسبوعيا الثورة نيوز قراءها وهي الوحيدة تقريبا من بين كل الصحف الأخرى التي تتطرق إلى هذا الموضوع وتفتح أبواب الفساد فيه و المتعلق بملفات الديوانة التي تعد من الأسلاك الأساسية بل هي بمثابة عصب الدولة



 و من بين المواضيع الساخنة التي نشرتها الثورة نيوز نجد ملفات الفساد التي ضربت بجذورها في الشركة التونسية للكهرباء و الغاز ” الستاغ ” و التي أطاحت براسي الفساد وهما مبارك الخماسي و رشيد الجبالي

 و كانت لها  السبق  في إثارة  الفساد  في وزارة أملاك الدولة و مؤسسة المكلف العام بنزاعات الدولة ومنها قضايا الحبس و أملاك الأجانب و ما يحيط بهم من شبهات و تلاعب بلا حدود خاصة فيما يهم عقود الملكية و أتينا على أسماء الفاسدين من كبيرهم إلى صغيرهم … و أهم القضايا على إطلاق التي أثرناها أولا  بأول الخسارة التي تكبدتها الدولة ب 1000 مليار على يد الوزير الثوري جدا سليم بن حميدان …



و لا تخو الصحيفة أسبوعيا من التشهير بالفاسدين في عالم الأعمال و المال  وكما كانت القائمة طويلة في هذا المجال كما لا يخلو عدد من أعدادنا ال 50من الإشارة بالتصريح أو بالتلميح إلى انتشار ظاهرة التهريب في تونس وتورط رؤوس كبار في العملية و أرشيفنا يشهد على الأقل بطرحنا لكبرى عمليات التهريب التي شملت النحاس والمواد الغذائية والمشروبات الروحية و الكحولية و الدخان و علب السجائر و غيرها…



 ولقد نوعنا  في طرح الملفات و نهلنا من قطاع التربية ما نهلنا و فتحنا نافذة على الفساد الرياضي و على الجمعيات  و نبشنا في أسرار وزارة الداخلية و الأمن  و خاصة فيما يعرف بالأمن الموازي  و قدمنا معلومات خطيرة و شهرنا برؤوس الإفساد و الفساد في الجهاز الأمني و عدنا إلى الوراء أدراجنا   نستحضر عوالم الفساد في حكومات ما بعد الثورة  فضلا عن فتح المجال لإنارة الرأي العام للأقلام الحرة  على غرار الصفحة الأخيرة تحت عنوان الخط الثالث  و نقلنا شهادات عن مناضلين و سجناء سياسيين تاجرت الحكومة بدمهم و اطلنا الحديث عن فضائح الحكومات الشانعة و فساد الوزراء و غيرها ..



و الحقيقة أن الثورة نيوز  أنها  ما تزال تحبو و هي مولود إعلامي مازال في المهد و لكنها  تمكنت من حيازة مكانة محترمة في المشهد الإعلامي ……غير انه لابد من الإقرار حتى لا يقال أن ما قيل من باب الافتخار و رمي الورود جزافا أن   طاقم  الثورة نيوز بقدر الإخفاق يوجد نجاح، وبقدر التقصير يوجد الاجتهاد ، وبقدر السواد يوجد بياض، وهدفنا النهائي أن نسلط سيف نقدنا على عمل كل مسؤول و نصوّب سهامنا إلى كل فاسد و مفسد و متجن على البلاد و العباد  وهي تلك أمهات رسالة الإعلام و أهدافه السامية و لعمري آن الحانقين  قادرون على استيعابها … فكل عام و نحن الصامدون   و كل عام انتم الصائدون في المياه العكرة… و كل عام  قرّاء الثورة نيوز أوفياء دائمون … يتزايدون …


 هيئة التحرير

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire