samedi 30 novembre 2013

يا تونس الخضراء كيف خلاصك ؟؟؟




ما أشبه اليوم بالبارحة ، وما بالعهد من قدم: تونس  على صفيح ساخن من شمالها إلى  جنوبها  : حرق وغاز مسيل للدموع وكل حزب بما لديه حزين ، فمنذ أسبوعين كنا قدأشرنا في الافتتاحية إلى أن الهدوء الذي تعيشه البلاد التونسية  إنما هو ظاهرة ظرفيةغير طبيعية وقلنا آنذاك إنه الهدوء الذي يسبق العاصفة، ، وما علينا نحن إلا البلاغ المبين .. وقد جاءت أحداث هذا الأسبوع مصدّقة لما كنا قد تنبأنا به مؤكدة أن شتاء الإخوان سيكون عاصفا كثير الأنواء  مثقلا بالأرزاء .


 فالبلاد من شمالها إلى جنوبها  ومن شرقها إلى غربها  غاضبة حانقة تكاد تميز من الغيظ . ففي  ولاية سليانة نحلها العم خرج أبناء المناطق المحرومة وأهالي الحواري الفقيرة لأحياء ذكرى  غزوة الرش( 27 نوفمبر 2012) غزوة  حرمتهم نعمة البصر حتى لا ينتفعوا بتنمية ولا يهتدوا إليها، خرجوا ليشكروا الحكومة لأنها اعتذرت عما فعلت وخرجوا ليشكروا صقرا من صقور النهضة لأنه توعدهم  "بالكرتوش الحي  قائلا " إن لم تنتهوا ليمسنكم منا عذاب أليم" ، ولكنه أخلف وعده فما رماهم به رأفة بهم وشفقة عليهم.


وإذا  تركنا ولاية سليانة الولاية تجتر آلامها لنحط عصا الترحال في الجنوب التونسي وجدنا أكثر المدن هناك حانقة غاضبة على حكومة الإخوان وقد ترجمت غضبها بحرق مقر حركة النهضة في مدينة قفصة تلك المدينة الأبية العصية التي قالت "لا" يوم كان الخروج عن بن علي من الكبائر التي لا تغتفر، فقفصة ما كانت لتضرب اليوم لو لم تيأس  من الحكومة  التي أسرفت في وعودها الكاذبة وأمعنت في قراراتها العشوائية وبالغت في تعييناتها المبنية على أساس الولاءات الحزبية الضيقة . وفي الوقت الذي كان أبناء هذه الجهات ينتظرون تنمية حقيقة واجهتهم حكومة لعريض بالغاز المسيل للدموع وبعصا الشرطي الغليظة، ولعل الايام القادمة تخفي لهم ما هو أشد وأنكى .


إن الأوضاع التي تضطرم في اكثر مناطق الجمهورية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن حكومة الإخوان في نسخيتها الأولى والثانية قد أفلست وذهب ريحها وما عاد لها في الوطن أي مكان . فالمجلس التأسيسي  الذي تتشدق حركة النهضة  بشرعيته أصبح حديث الركبان و أضحوكة الزمان بعد أن ذاعت فضائحه وشاعت مع عبدة الدينار الذين ارتحلوا من دار إلى دار . 


وأما  الدستور الذي سهر من أجله مرتزقة التأسيسي واختصموا وقدرت  الصفحة الواحدة منه بأربعة مليارات  فقد خرج في نسخته مشوها أبتر لا يرضي طموح  التونسيين والتونسيات . وأما الحوار الكاذب  الذي شرعت فيه حكومة الإخوان بعد اغتيال الشهيد محمد البراهمي فكان بمثابة ورقة التوت التي كشفت ستر قادة النهضة صقورا وحمائم .
لا قول يحضرني الآن غير قول نزار قباني الذي جاء تونس عاشقا ولعله جاءها شاكيا حال العرب في زمانه ولست أراه لو كان بيننا اليوم إلا وهو يشتكي حال تونس إلى تونس حين يقول

"ياتونسُ الخضراءُهذاعالمٌ
   يثرىبهالأميُّوالنصّابُ"   

وإني لأصغي إليه ينشد بدلا عن قوله في نفس القصيده

 "يا تونس الخضراء كيف خلاصنا..."

وهو ينشد على لسان التونسيين من سليانة إلى قفصة وما قبلهما وما بعدهما

"يا تونس الخضراء كيف خلاصنا ؟؟؟؟"   


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire