vendredi 22 novembre 2013

مافيا تونس : نبش في تاريخ الشاليمو .... في انتظار الإطاحة به وتفكيك شبك الكامورا التونسية.





عندما سقط رضا بلحسن من جديد في فخ الفرنسيين


كان السبق للثورة نيوز في فتح ملفات عصابات المافيا والبداية بكامورا "الشاليمو" التي يتزعمها رضا بلحسن ابن شقيقة فرج قدورة المدير العام السابق للمصالح المختصة والتي نجحت في السيطرة على الجريمة المنظمة لأكثر من 3 عقود وحيث تزامن انطلاق البحث الاستقصائي مع عملية إلقاء القبض على هشام كريم مسؤول الأبحاث الخاصة بالإدارة العامة للمصالح المختصة وهو بصدد تهريب كمية كبيرة من المرجان الأحمر الطبيعي (190 كلغ بقيمة 5 ملايين دينار) داخل سيارة إدارية تابعة لوزارة الداخلية . وشاءت الصدف أن تحتفظ الثورة نيوز بصورة نادرة لثلاثي الفساد والإفساد رضا بلحسن والمقبور منصف بن علي شقيق المخلوع وهشام كريم وبالنبش في ملفات نادرة تحتكم عليها الثورة نيوز متأتية من عملها الاستقصائي وبربط الأحداث المتسلسلة ببعضها البعض  توصلنا إلى إماطة اللثام عن اخطر عصابة مافيا تنخر اقتصاد البلاد وتخرب مجتمعنا .
حيث يرجع تاريخ المافيا التونسية إلى بداية سنوات الثمانين وبالضبط خلال سنة 1984 حينما اعتلى جنرال الجيش زين العابدين بن علي للمرة الثانية إدارة الأمن الوطني مباشرة بعد أحداث الخبز عائدا من بولونيا التي كان يشغل فيها خطة سفير (من 1980 إلى 1984) والتي ارتبط فيها مع شبكة المافيا الايطالية وتعرف خلالها على سلفيو بارسكونيولأبعاد الشبهة كلف شقيقه عريف الجيش منصف بن علي بإدارة النواة الأولى لعصابات الجريمة المنظمة التونسية وأرسله عديد المرات إلى مواقع المافيا الايطالية في إطار التعاون الثنائي .


وبسرعة تكونت مافيا بن علي تحت قيادة شقيقه والذي اتخذ من المدعو رضا بلحسن شهر "البولدوق" عضدا ايمن بعد أن تعرف عليه في جلسة خمرية بأحد الكباريهات وبوصول المخلوع إلى سدة الحكم بمساعدة صديقيه بيتينوكراكسي وسيلفيو بارلسكوني توسعت أنشطة المافيا لتشمل كل المجالات وجميع القطاعات وليصل عدد أفرادها إلى أكثر من 300 فرد مزروعين في كامل مفاصل الإدارة وخاصة منها وزارة الداخلية ووزارة المالية ووزارة العدل ووزارة الخارجية إضافة إلى مجموعة من المجرمين المعروفين وعدد من مواطنينا بالخارج (عددهم يقارب 200 فرد) وتم للغرض توزيع الأدوار بإحكام في إطار شبكة عنقودية معقدة يصعب كشفها أو الوصول إلى قادتها.


وبسقوط شبكة الكسكسي لتجارة المخدرات خلال ربيع 1989 بالعاصمة الفرنسية باريس والفضيحة التي لاحقت الرئيس المخلوع على مختلف وسائل الاعلام قرر هذا الاخير نفي رضا بلحسن الذي غير زمنها اسم شهرته من "البولدوق" الى "الشاليمو" الى جزيرة الاحلام جربة ومنحه التراخيص الإدارية اللازمة لممارسة نشاط بيع الخمر وغيرها من المجالات المربحة في إطار خطة محكمة لإبعاد الشبهة عن القصر.


الشاليمو تحول إلى جربة واحتفظ معه ببطاقة تعريف منصف بن علي ورخصة سياقته خصوصا وانه لم يكن يتحوز زمنها على رخصة لقيادة سيارته "الرينو 5- دوفين " الرمادية اللون وصاحبة اللوحات المنجمية الأجنبية وكان الشاليمو يستغل الوثائق الشخصية الخاصة بشقيق الرئيس للتظاهر بالتنفذ، والويل والثبور  لمن يوقفه أو يرفض له طلبا وحدثت زمنها فضيحة جديدة إذ تجرأالشاليمو على مهاتفة القنصل الفرنسي بصفاقس منتحلا شخصية منصف بن علي طالبا منه التدخل لدى مصالح التأشيرة بتونس لإسناد اقامتين  لصديقه رضا بلحسن وزوجته عون الديوانة ومثلما هو معمول به اتصل القنصل بالسفير الفرنسي واعلمه بتدخل شقيق الرئيس المتورط في قضية المخدرات منذ سنوات وتم التستر عليه في إطار صفقة (الدم الفاسد الذي زودت به فرنسا تونس) وما كان من السفير إلا إعلام وزير الخارجية التونسي والذي بدوره أحال الموضوع على رئاسة الجمهورية والتي بحثت في الموضوع واكتشفت بان الذي خاطب القنصل لم يكن منصف بن علي بل  شريكه في الفساد والإفساد الشاليمو وتمت مطالبة هذا الأخير  بإعادة الوثائق ولم ينفذ الشاليمو الطلب إلا بعد تدخل خاله فرج قدورة القنصل العام لتونس بروما والذي عاد لتوه واختطف الوثائق وإعادها إلى الرئيس المخلوع وهنا نكتشف مدى تنفد رضا بلحسن والذي استغل أيما استغلال تموقعه داخل شبكة مافيا آل بن علي وليصل الأمر أن يرفض تنفيذ طلب رئاسي.


الشاليمو شيد أول التسعينات منزلا فخما على حافة الشاطئ "ساق في الماء" في منطقة "عين دار قردوش" قرب دار علوش قرب قليبية بلغت كلفته 450 ألف دينار خصصه مقرا رسميا لممارسة المجون والجنس وتنظيم السهرات الخاصة بمنصف بن علي ومن لف لفهما صحبة  الغواني والعاهرات وبنات الليل لكنه باعه بعد وفاة حليفه المنصف بن علي وغير المكان خوفا من افتضاح أمره وهو المدمن على استهلاك المخدرات بجميع أنواعها  (الأبيض والأحمر والأخضر والبني و...).


بعد الثورة تقدم الصحفي العميل سليم بقة بشكاية الى وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس من اجل محاولة القتل ضد كل من رضا بلحسن وقريبه ضابط الديوانة طارق الشريف (المدير الحالي لإدارة التجهيز والعتاد بالديوانة) وفرج قدورة وكل من عسى أن يكشف عنه البحث والحقيقة أن علاقة صداقة خاصة جمعت بين العميلين رضا بلحسن وسليم بقة ومحورها التجسس على معارضي النظام البائد وابتزاز عدد من رجال المال والأعمال وكبار إطارات الدولة عبر مقالات دورية كانت تنشر تباعا على جريدة "الاوداس" وتعمد إلى التشهير المجاني ونشر الترهات والأباطيل وويل لكل من يرفض الاستجابة لطلبات ثنائي الابتزاز وبمرور الوقت اختلف الشريكان إذ لم تدم علاقتهما السنة ونصف السنة افترقا بعدها بعد ان اكتشف سليم بقة انه مستهدف في عملية اغتيال تنظمها أجهزة الاستخبارات التونسية لتصفيته نهائيا والى الابد .  
ومما يروى عن الشاليمو انه شيد لنفسه استيديو بمنزل شقيقه شكري بلحسن بنهج العطارين ببرج البكوش باريانة قبالة المعهد الثانوي نهج العطارين وخصصه لاستهلاك الممنوعات والمحرمات وللاختفاء عن أعين المصالح الأمنية التي ما تزال  إلى تاريخ الساعة تحتفظ له بصولاته وجولاته وبطولاته في حق عدد من الأمنيين الشرفاء الذين شردهم وتسبب لهم في عقوبات إدارية دون وجه حق .

هذا ومشير في النهاية إلى أن  ضيق المساحة  اضطرنا إلى  تقليص المقال إلى النصف على أمل العودة في الحلقة القادمة مع قصص مافيا الشاليمو المثيرة والغريبة ولذا نرجو المعذرة من السادة القراء.



كريم عبد الله

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire