رششناكم ..فأعميناكم.. فأنتم لا تبصرون؟

ويسألونك عن غزوة الرش قل سأتلو عليكم من فصولها ذكرا . فقد زعم  صاحب كتاب " العميان في حكومة الإخوان "  أن أهالي مدينة سليانة الواقعة شمال البلاد التونسية لما طلبوا من الحكومة الإسلامية التي يقودها حمادي  الجبالي أن ترشهم ببعض الفيء  كغيرهم من أهالي المدن التونسية الذين أنعمت عليهم الحكومة بالمال والبنين  استجابت لهم في لمح البصر  وجعلت أعينهم مرشوشة دمعا ودما.

 وفي تفصيل الخبر قال الراوي إن أبناء هذه المدينة لما  ضجوا في خريف 2012 بعد أن سئموا سلوك واليهم  أحمد الزين المحجوبي  الذي  أرهقهم من أمرهم عسرا  فأسرف في تجاهل مطالبهم التنموية  وأمعن في الانتصار لحزب  حركة النهضة الحاكم آنذاك طلبوا من حاكمهم أن يُرحّل واليهم عساهم يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير لكنه عبس وتولى وقال " إنا مكّنا للمحجوبي في ولاية سليانة وأتيناه من كل شيء سببا "

 أرسل عليهم  وزير الداخلية علي العريض جنودا أبابيل رمتهم برشاش من سجيل فتركتهم  كعصف مأكول ..

وقال الراوي أنه في ليلة 27 من نوفمبر لسنة 2012 لما سكنت كل سارية في الأرض وكل سابحة في السماء حلت بالولاية وحدات من الحرس والشرطة مدججة بقنابل غاز مسيلة للدموع انتهت صلاحيتها وبكميات من الرصاص الانشطاري وشرعت في ترويع الأهالي ترويعا  ...دبابات زلزلت الأرض زلزالا وسيارات شرطة  أخرجت أثقالها ...

واحسرتاه عيون الرجال  قد فقئت حتى لا ترى الحقيقة  و أجسادهم قد  جرّحت  حتى لا تقدر على التمرد مرة  أخرى ..وامصيبتاه  قلوب النساء  واجفة وعيونهم  راجفة  فقد ذهلت كل مرضعة عما أرضعت ووضعت كل مرضعة حملها ...ويوم استفاقت المدينة بعد يومين  رأيت الأهالي سكارى وما هم بسكارى ولكن وقع الرش أليم ..حاولوا  أن يحصوا غنائم الغزوة فوجدوا الجرحي قد بلغوا 173 نفرا  فبكي من بقيت له مآق بالدموع الغزار من وقع الرش .. ...فهذه  أمّ ترى قرّة عينها وقد سلبه جنود لعريض قرة عينه فتنوح مولولة وهذه أخت  كانت مصيبتها بالفقر واحدة  فجاء العماء فثنّاها .  وهذا أب رأى لدغات الرش وقد استقرت في جسد ابنه فظل مسود الوجه وهو كظيم يقلب كفيه على ما أصابه قائلا " حسبنا الله ونعم الوكيل... "

واضاف الراوي أن الاهالي قد اشتكوا مصابهم إلى ولي أمرهم ( المؤسسة العسكرية ) فاهتم كبيرهم  واغتم ونادى كبار الوزراء وشكلت على الاثر محكمة ومؤتمر فقائل قال : قضاء وقدر ..وقائل : الرش لا يجدي نفعا ارموهم  بالرصاص فهم اتباع شكري بلعيد وبلعيد قد كفر .. 

أبو ياسين