samedi 30 novembre 2013

خدوم حامد القروي بسليانة : دخل شركة فلاحيةتمسح 470 هكتارا فأفسدها وجعل عملتها أذلة




في الأيام الاخيرة عاد الأزلام إلى موائد  الإعلام يهددون ويتوعدون يزبدون ويرعدون ، ومع الطلعة البهية لعراب التجمع حامد القروي الاسبوع الماضي  تحرك الذيول والأتباع في الجهات ومن بينهم ولاية سليانة التي سكنها عدد غير قليل من فساد التجمع المقبور وسدنته ومن بينهم منجي المحواشي الذي ترنح تحت ضربات محكمة الاستئناف بالكاف التي أعادت للدولة 126 هكتارا كان قد استولى عليها في عهد الرئيس الهارب وكانت الثورة نيوز قد فصلت القول في ذلك  الأسبوع الماضي .


واليوم إذ نعود مرة أخرى إلى ربوع سليانة التي تحتفي هذا الأسبوع بذكرى حادثة الرش  التي ستبقى وصمة عار وفضيحة تلاحق حكومة  الإخوان إلى أن يرث الله الأرض وهو خير الوارثين فلننبش في ملف شركات الأحياء التي استولى عليها أزلام بن علي وسنكسف في هذا العدد إقطاعيا  يسمى صالح الصامتي على أن نعود في قادم أعدادنا إلى تسليط لعنة الثورة نيوز على  محمد الطاهر العطياوي الذي استولى على 120 هكتارا في منطقة قصر بوخريص من معتمدية بوعرادة وفرط فيها لاحد مواطني مدينة الفحص .وما كانت الثورة نيوز في الحقيقة لتعود بهذه السرعة لو لم تجد في نهاية الأسبوع الماضي أحداث عنف خطيرة   في  " شركة الأحياء والتنمية الشهامة '  بين صالح الصامتي وبعض الاهالي الذين كانوا يشتغلون فيها قبل أن " يعطي من لا يملك إلى من لا يستحق "  فحامد القروي قد وهب هذه الشركة  إلى الصامتي فجعل أراضيها الخصبة المعطاء صحاري قاحلة جدباء . وقد لا نبالغ إذا قلنا إن منطقة " زغبة " التي توجد بها هذه التعاضدية تعيش على صفيح من نار وأن الأيام المقبلة قد تحمل مآسي إن لم تتدخل السلط المعنية بهذا الموضوع لتوقف النزيف .


 الأبن المدلل لحامد القروي: الصامتيمن نجار بسيط إلى إقطاعي متسلط

يدعى صالح الصامتي وما هو في الحقيقة بالصالح ولا بالصامت فقد أفسد في " أرض الشهامة '  كثيرا  وثرثر في  مآدب التجمع طويلا ، كان خامل الذكر ثم علا نجمه لما التقى بكبيرهم الذي علمهم الفساد حامد القروي . كان نجارا بسيطا يقتات من الحلال الطيب ولكن نفسه الأمارة بالسوء  سولت له أن يكون خادما مطيعا لدى حامد القروي المغرم بالصيد ، فالصامتي الذي كان سنوات الثمانين رئيس الجمعية الجهوية للصيادين  وما يزال على رأس هذه الجمعية تفنن في الاحتفاء بحامد القروي وببعض وزراء المخلوع يسهل لهم رحلات صيد الحمام والخنزير وما يتبعها من  مآدب الخمور والعسل والمن والسلوى مآدب كان منطقة سد الخماس مسرحا لها  ...وقد جوزي الصامتي أحسن جزاء فقد مكنه حامد القروي من أراض فلاحية شاسعة تبلغ مساحتها 470 هكتارا  فتحول  بذلك من نجار بسيط وخادم للقروي مطيع إلى "مدير شركة الأحياء والتنمية الشهامة "الواقعة بمنطقة عين فرنة من معتمدية برقو ولاية سليانة ، وكانت الشهامة قبل أن يتم تفليسها وتصفيتها و تسليمها للأزلام برخص التراب تعاضدية خيرها وفير وعطاؤها عميم ....وإلى جانب هذه الشركة التي استولى عليها  تشير بعض التسريبات إلى أن الصامتي وبتدخل من بعض وزراء  بن علي تمكن من التحوز على شقة في مدينة رادس خلال الألعاب المتوسطية  سنة 2011 ، كما ان وفاة مسترابة لاحد عملته ستكون مدار تحقيقنا لاحقا .


إن التجمعيين  إذا دخلوا شركة إحياء فلاحية أفسدوها وجعلوا عملتها أذلة :  الشهامة خاوية على عروشها

" الشهامة " أو شركة الاحياء والتنمية الفلاحية " تمسح كما ذكرنا 470 هكتارا منها حوالي 35 هكتارا سقويا  و40 هكتاراغراسات زيتون، كانت تشغل 60 عاملا قارا  يتمتعون بمنح وامتيازات إلى جانب عدد لا يستهان به من العملة العرضيين  ، وكان خوار البقر فيها لا ينقطع  وثغاء الخرفان لا ينتهي ...دخلها الصامتي سنة 1998 وهو الذي بينه وبين الفلاحة ما بين السماء والأرض والنافلة والفرض  فعاث فيها فسادا وتركها كجذوع نخل خاوية . فالإخلالات  الانمائية لا تحصى والإخلالات التعاقدية لا تعد. 


فالصامتي مطالب بتشغيل 19 نفرا ( فنيون وإداريون وعملة  لا يقل عددهم عن 12 ) ولكنه لا يشغل سوى 5 أشخاص أما عن العملة فلا تسل فكلهم يخضعون لعقود تترواح بين 3 و 8 أشهر  ثم يتم الاستغناء عنهم  في نهاية السنة ليعوضهم بعملة آخرين  ولعل في الجدول المصاحب للمقال ما يغني عن كل تعليق . وإذا أنت دخلت الشركة تقلب فيها النظر انقلب إليك البصر وهو حسير فلا بقر تشابه ألوانه يسر الناظرين ولا خرفان تثغى فتبدد صمت المكان ، ولا ريّ قطرة قطرةيثلج الصدور بل لا عمل للصامتي إلا كراء الأراضي لمربي الماشية ' عشابة "  فإذا حلوا بها تركوها بعد أيام معدودات كعصف مأكول ؟؟؟

إذا هبت رياحك فاغتنمها .. فعقبى كل خافقة  سكون (الإمام الشافعي )


يبدو أن صالح الصامتي  قد اكتفى من هذا البيت الشعري بالصدرولم يجاوزه إلى العجز لأنه يريد دائما أن يكون صاحب القول الفصل الآمر الناهي وأن يكون  الإقطاعي الذي يصول ويجول في تلك الضيعة التي سلبها نظارتها وألقها . ففي عهد بن علي والعهدة على من روى أن الصامتي كان يقول إذا دخل ضيعته   " ما أظن هذه تبيد أبدا" وكان يسوم جيرانه سوء العذاب ..ولكن لكل شيء إذا ما تم نقصان ، فقد جاءت الثورة وبدأت بتكنيس الأذيال وأنذرت وزارة أملاك الدولة فيما أنذرت  صالح الصامتي بعد أن قامت اللجنة الجهوية لمراقبة الأراضي الدولية بمعاينة ميدانية لشركة الشهامة ولكنه أبى واستكبر وكان من الغافلين وتذرع بحجج خاطئة كاذبة منها أن الاهالي منعوه من الاستثمار ومنها أن السلطة الجهوية لم توفر له الحماية فبقي ملوما محسورا .


والحقيقة خلاف ذلك فأهالي زغبة  وبعضهم ممن كان يعمل في " الشهامة " قبل الاستلاء عليها ساءهم حالها فتدخلوا ومنعوا الصامتي من أن يعود إليها  مرة أخرى ليفسد ما تبقى منها فما كان منه إلا  أن رفع 5 قضايا نشرت بالمحكمة الابتدائية بسليانة . ومن المفيد أن نذكر في نهاية المقال بأمرين يتلخص أولهما في ضرورة أن تتدخل السلط المعنية بهذا الأمر لتعيد " شركة الأحياء والتنمية الشهامة" إلى الدولة لأن الاحتقان في هذه المنطقة ينذر بعواقب وخيمة بل بكارثة حقيقية .ويدور الأمر الثاني على اننا سنعود مرات ومرات إلى ملف الأراضي الدولية لأنه من الملفات الشائكة في هذه الولايةوسنحط عصا الترحال في الاسبوع المقبل بشركة " التلال" في منطقة الكنازيز التابعة هي الاخرى إلى معتمدية برقو من ولاية سليانة .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire