vendredi 7 septembre 2012

حقائق وخفايا حول الزيارة الفجئية الثانية التي أدها حمادي الجبالي لمقر الديوانة



سؤال بديهي يتبادر إلى أذهان كل المهتمين بالشأن الديواني والجواب قطعا لا فألاهم هي الموارد البشرية ومدى استعدادها لخدمة الوطن خصوصا وان التقنيات المتطورة والمستحدثة في طرق التفتيش والتفقد قد تتجاوز الآلات الضخمة المكلفة وتعتمد على الكلاب المدربة والنحل وغيرها من الحيوانات التي وهبها الله حاسة خارقة في اكتشاف كبرى عمليات التهريب باعتماد حاسة شمها وهذه الطرق مستعملة حتى لدى قمارق الدول المتقدمة مثل أمريكا وفرنسا وألمانيا واليابان والصين وغيرها.
في ديوانة محرز الغديري نجد آلاف الموظفين وآلاف النقليات والعربات وآلاف التجهيزات وعشرات آلات السكانار والفرق المختصة والخاصة ووسائل الاتصالات الحديثة والمكاتب المجهزة والمكيفة ... كله تمام التمام .... وفي المقابل تشهد مداخل البلاد الحدودية طفرة قياسية لعمليات التهريب والسرقة والنطر كما تشهد مداخيل الديوانة تدني لمستويات سفلى مردها سياسة مشبوهة اعتمدت على ترك السبل مفتوحة أمام مافيا الكونترا التي تشكلت من جديد لتنهب كما تشاء على حساب المصلحة الوطنية ...


من المعلوم أن الزيارة الفجئية التي أداها صبيحة اليوم الجمعة 07 سبتمبر 2012 رئيس الحكومة حمادي الجبالي إلى مقر الإدارة العامة للديوانة والى المخازن المركزية للحجز والإيداع ببن عروس لم تكن اعتباطية أو موجهة للاستهلاك الإعلامي ومجرد سينما بل هي موجهة ومبرمجة خطط لها حمادي الجبالي للاطلاع عن كثب عن مواطن الخلل الحقيقية داخل جهاز الديوانة ...
فزيارة مقر الإدارة العامة بنهج صدر بعل بجهة لافايات في ساعة مبكرة تتزامن مع ضرورة تواجد كل الموظفين بمكاتبهم ومراكزهم والمفاجئة أن الإدارة العامة لم تكن تشتغل بعد إذ لم يلتحق بعد بمركزه إلا عدد ضئيل لا يتجاوز أصابع اليدين من جملة مئات الموظفين ... فغالبيتهم من مسؤولين وأعوان تعدوا على حالة التسيب ورزق البيليك ليتسمروا في مقاهي جانبية لاحتساء الكابيسون والديراكت ولتبادل بعض التعاليق الركيكة والنكت الشعبية.....


فحمادي الجبالي لم يجد في مقر الإدارة العامة إلا العميد محمد ماهر الخراط مدير إدارة الرقابة العامة للمكاتب المختصة ... في البهو الأرضي للادراة العامة كانت المفاجئة التي كشفت لرئيس الحكومة مواطن الداء إذ التقى بعدد من المتعاملين مع الديوانة من مواطنين ومهنيين وصناعيين كشفوا له الحقيقة المرة وهي أن الرشوة تفشت وتضاعفت أضعاف أضعاف زمن الغديري ... احدهم طلب منته رشوة ب50 ألف دينار والثاني 4 آلاف دينار لتسوية ملفاتهم العالقة .... هكذا أرادها محرز الغديري بقرة حلوب تدر عليه الملايين المتسخة والنتنة صباحا مساءا وحتى أيام العطل والأعياد.....من هول المفاجئة غادر رئيس الحكومة الإدارة العامة في اتجاه الوجهة الثانية " المخازن المركزية للحجز والإيداع ببن عروس "مرفوقا بالعميد محمد ماهر الخراط الذي تبادل معه أطراف الحديث وأرشده إلى مختلف مواطن الخلل والخروقات ..... والتي يديرها بالنيابة منذ مقدم محرز الغديري الإطار المتورط في الفساد والرشوة والتجمعي المناشد الرائد محمد علي الشواشي شقيق القاضي التجمعي حمدة الشواشي الذي اطرد ذات ليلة من احد البرامج التلفزية على قناة حنبعل (موقف أحرج المقدمة المعروفة عربية ) اثر تدخل على المباشر من احد المواطنين .... وكان في استقبال حمادي الجبالي المسؤول عن المخازن المركزية المذكورة ... جولة كشفت للجبالي مواطن الخلل من سوء تصرف في الموارد البشرية الى انعدام منظومة عصرية لمراقبة الوارد والصادر او المحجوز والمفرج عنه.... فكم من مسافر عاد لاسترجاع اغراضه المحجوزة لاعادتها الى الخارج وليفاجى بان اغراضه نهبت او سرقت او غيرت باخرى لا تماثلها قيمة وكم من تاجر حجزت بضائعه وقتيا وبمجرد عودته لاسترجاع البضاعة بعد  رفع التعطيل فوجئ بتلف جزئي او كلي لبضاعته ... بضائع محجوزة تترك للتلف فلا يستفيد صاحبها ولا تستفيد الدولة ... ولكن لمحرز الغديري رأي آخر إذ خير إعادة الحالة إلى ما كانت عليه وترك الحبل على الغارب في حركة فيها أكثر من مغزى.... تؤكد أن مقدم محرز الغديري لم يكن للتطهير والإصلاح بل لإعادة خلط الأوراق ولتشكيل عصابة متنفذة أو مافيا جديدة مكونة لديوانة الفساد داخل إدارة الديوانة ....
 
زيارة حمادي الجبالي كشفت مواطن الخلل بعيدا عن المجاملات والسطحيات حيث تأكد له أن ديوانة محرز الغديري تسبح في واد والحكومة في واد آخر.... الأول نهر من الفساد والرشوة والانحراف والمغالطات والثاني نهر من الجدية والنظام والحزم والعمل وحسن التسيير.... وشتان بين الثرى والثريا....
والمصادفة جعلت أن زيارة حمادي الجبالي الأولى للديوانة وبالضبط إلى ميناء رادس التجاري بتاريخ 21 ماي 2012 تزامنت مع تواجد لمدير العام زمنها العميد بالجيش عبد الناصر بلحاج خارج العاصمة وبالضبط في ندوة بصفاقس حول التهريب وسبل مكافحته.... والزيارة الثانية بتاريخ اليوم 07 سبتمبر 2012 تزامنت مع تواجد المدير العام الحالي للديوانة العميد محرز الغديري خارج العاصمة وبالضبط في مهمة بالخارج وبأديس أبابا بالتحديد.... الأول تمت إقالته بعدها بأيام ... فهل يكون حظ محرز الغديري مثل حظ سلفه.... لننتظر ونرى...


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire