ستبقى سنة 2011 منقوشة في ذاكرة كل التونسيين بل كل العرب بل كل
العالم فتونس مهد ما يسمى بربيع الشعوب العربية الذي أطاح في اقل من سنة ب3 من
اكبر طغاة العالم العربي (بن علي – مبارك – القذافي ) مع اختلاف بسيط في نهاية الأحداث
فطاغية تونس خلع نفسه وفر نحو السعودية والثاني خلعوه وسجنوه والثالث خلعوه
وسحلوه... نهايات شبيهة بربيع الشعوب التي قلبت أوروبا سنة 1848 ... الحكام الثلاث
العرب لم يسقطوا بفعل موت طبيعي أو انقلاب عسكري أو "ثورة ناعمة" داخل
القصر، بل سقطوا نتيجة الحرب الإعلامية الشرسة التي شنتها أمريكا
"اوباما" عبر "جزيرة" حاكم قطر وبمساندة شباب الفايس بوك
وبفعل هبة شعبية غير مسبوقة ....
المهم أن كرسي الحكم أغرى الكثيرين بتونس بعد الثورة واستهواهم وعلى
رأسهم المرماجي كمال اللطيف عميل المخابرات الأجنبية وصاحب مطبخ الدسائس بسكرة وهو
الذي اجبر على الانسحاب من دائرة بن علي الضيقة والحال انه من مهندسي انقلاب
السابع من نوفمبر...فتصرفات كمال اللطيف وأخطاؤه خلال السنوات الأولى لحكم المخلوع
أصبحت حديث الصالونات السياسية (كان كمال يتوسط في التعيينات والترقيات الوزارية
والوظيفية العليا إضافة إلى التوسط في تنظيم الجلسات الخمرية والجنسية للمخلوع وفي
جلب الجواري بواسطة سعيدة زوجة شقيقه صلاح فيما كلف هذا الأخير وشقيقه رؤوف بجمع
الرشاوي والإتاوات والعمولات لفائدة المخلوع وتنزيله في حسابات سرية بعدد من
الجنان الجبائية فصلاح كان الرأس المدبر لعقد كبرى الصفقات الدولية الصفقات
والمحاور الرئيسي لجل أشهر المزودين الأجانب) كذلك كان لتقارب عائلتي اللطيف
والمبروك عبر زواج مصلحة لم يعمر طويلا بين ريم ابنة صلاح اللطيف ومحمد علي
المبروك تلاه زواج محمد مروان المبروك الشقيق الأصغر من سيرين بن علي ... دور
رئيسي عجل بسقوط المرماجي كمال اللطيف وإبعاده نهائيا عن دائرة الحكم الضيقة خصوصا
وانه كان مهندس صفقة الزواجين....
باعتبار الماسوني كمال اللطيف اخطر رجل على حكم بن علي بحكم نهمه
وجشعه وتفسخ أخلاقه وبحكم إدارته لشبكة استخبارات محلية واسعة إضافة إلى علاقاته
المترامية الأطراف في عالم الجوسسة فقد عمد سليم شيبوب إلى تأليبه والى الايقاع به
وتوريطه في مقال صدر بجريدة "لوموند" شهر خلاله كمال اللطيف بالمافيا
الطرابلسية الجديدة التي تحكم البلاد وليزج به المخلوع في السجن المدني ب9 افريل
ذات يوم 05 نوفمبر 2001 وليقضي بضعة أيام لم يغادره إلا بعد تدخل سليم شيبوب الذي
حرص على مرافقته على سيارته عند مغادرته للسجن نحو منزله... بعدها دخل كمال اللطيف
في رحلة الصحراء أبعدته عن دائرة الضوء وإحالته على التقاعد المبكر من طبخ الدسائس
والمؤامرات... وجاء طلاق ريم اللطيف من مروان المبروك اثر
مكيدة من ليلى الطرابلسي التي أرادت تفتيت حلف "اللطيف – المبروك" خوفا
من تغوله ... حيث استغل عماد الطرابلسي معلومة تفيد بان ريم اللطيف المبروك
متواجدة لحظتها في بمنزلها بالمنزه 1 في وضعية حرجة مع المطرب المصري عمرو دياب
معلومة وصلته عبر تاجر المخدرات والكوكايين والهيرويين "طارق الليبي"
والمعروف بالمزود الرسمي لكامل أفراد العائلة الحاكمة .....معلومة وصلت لتوها
لحاكمة قرطاج المخلوعة وحولتها مباشرة إلى الزوج المخدوع بواسطة احد معارفه...
بعد نجاح المخطط في تفتيت اللوبيات الحاكمة قربت ليلى الطرابلسي عائلة
المبروك ودعمت بها حلفها مقابل إبعادها لحلف شيبوب – زروق من دائرة القصر...
وضعية جد سيئة بالنسبة لكمال اللطيف وشقيقيه صلاح ورؤوف أفقدتهم بريق
الثمانينات وبداية التسعينات وقزمتهم إلى درجة الإفلاس ليجد الإخوة الثلاث أبناء
يوسف اللطيف أنفسهم مهددين بالسجن ابد الدهر نتيجة قضايا صكوك دون رصيد بلغ
مجموعها أكثر من 100 مليار ...
كل العالم يعلم سر
معاداة كمال اللطيف لليلى الطرابلسي خصوصا و أن هذه الأخيرة أبعدته من الدائرة
الضيقة للحكم وزجت به في السجن وتسببت في تفليسه وتحطيمه سياسيا وماليا
واجتماعيا.....
قبل سقوط النظام بحوالي 4 أيام وبالضبط يوم ال10 من شهر جانفي 2011
جمعت مكالمة هاتفية قصيرة بين الرئيس المنهار بن علي ورجل الإهمال المفلس كمال اللطيف ليلتقيا بعدها وفي حدود الساعة الثانية
بعد الزوال وبعيدا عن أعين ليلى الطرابلسي جمع لقاء تاريخي في علاقة المجرمين بعد
انقطاع تواصل لعقد ونصف ...حدث ذلك داخل قصر مروان المبروك بحضور سيرين... زيارة
غير مسبوقة خصوصا إذا علمنا بحجم الكراهية التي تجمع بين عائلة اللطيف وعائلة
المبروك نتيجة طلاق محمد علي المبروك من ريم اللطيف.... لقاء زيارة أعادا الحرارة
بين الرئيس وصديقه الحميم وبين عائلتي المبروك واللطيف ....
وانطلاقا من يوم الحادي عشر من شهر جانفي 2011 أصبح كمال اللطيف الرقم
الصعب في نظام بن علي الجديد وصاحب الكلمة العليا وهو ما أهله لتعيين صديقه احمد
فريعة وزيرا للداخلية مكان رفيق الحاج قاسم إضافة إلى اقتراح فحوى الخطاب
الأخير ليوم 13 جانفي 2011 والنصيحة
بضرورة الإعلان عن محاسبة أصهاره الطرابلسية إلى إلقاء القبض عليهم في ساحة المطار
بتعليمات مباشرة من بن علي إلى سمير الطرهوني لإنقاذ الموقف الأخير .... لكن سقطت
الخطة وانقلبت الأحداث ... وللخروج من المأزق سارع رأس الأفعى كمال اللطيف إلى
المخطط البديل للالتفاف على الثورة فقام بسحب الأمن المتواجد قرب الفضاء التجاري
جيان حتى يتركه فريسة سهلة للسراق والبلطجية وهو ما حدث فعلا حيث تم حرق الفضاء
المذكور ليلة هروب بن علي ... رسالة تحت الماء وجهها الخسيس كمال اللطيف إلى عائلة المبروك لابتزازها
وترهيبها ونجح في مخططه ... كما سارع المرماجي إلى استعمال غالبية وسائل الإعلام
للترويج للرعب والانفلات والفوضى من خلال إعلانات استغاثة مفتعلة لإلهاء شباب
الأحياء وحصر مجالات تحركهم في أحيائهم دون سواها ولإحداث نوع من الشلل على
المستوى الجماهيري يسمح له بالمرور إلى بقية المخطط البديل من خلال تثبيت رجل
الرئيس المخلوع عراب الفساد النوفمبري محمد الغنوشي في الحكم من خلال ما سماه بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة والتي رأت النور يوم 17 جانفي 2012 جاءت في شكل وفاق مشبوه حافظ على
نفس وزراء الرئيس المخلوع من محمد الغنوشي إلى كمال مرجان مرورا برضا قريرة واحمد
فريعة ومحمد جغام ومحمد نوري الجويني ومحمد عفيف شلبي ومنصر الرويسي ورضا شلغوم
و...مع تطعيمها بزعماء ما يسمى زمنها بأحزاب المعارضة وهم على التوالي احمد نجيب
الشابي واحمد ابرهيم ومصطفى بن جعفر (لذي سرعان ما تراجع واستقال من وزارة الصحة) وأضيف الشاب الكاراكوز سليم عمامو عن حزب افتراضي يدعى حزب القراصنة
التونسي والطيب البكوش عن اتحاد الشغل وعدد لا يستهان به من أيتام المخلوع ومن فلول
التجمع ... حكومة عميلة للمخلوع لا تعكس تطلعات الثوار ولا تتبنى مطالبهم بل هي
وليدة مطبخ المرماجي كمال اللطيف بجهة سكرة والذي سعى للحفاظ على مصالح صديقه
المخلوع بالتنسيق مع السفارة الاميريكية التي شعرت زمنها بأنه عليها التعامل مع
العنصر السياسي الجديد واعتماد سياسة الأمر الواقع عدم ترك المجال للأخطاء أو
للثغرات...
حكومة الغنوشي الأولى لم تستمر أكثر من 10 أيام إذ سرعان ما تهاوت لتعوضها
حكومة جديدة سميت بالتكنوقراط وليدة تحالف اللطيف مع المبروك لضمان الاستمرارية في
الحكم وللابتعاد عن حلقات المحاسبة والمصادرة ... الحكومة الثانية وقع تطعيمها
بعدد من الوزراء المتفرنسين المحسوبين على شق المبروك صهر المخلوع (ياسين إبراهيم – مهدي حواس – سعيد العايدي - ....) ولتجمع خليط غير متجانس من التجمعيين والتكنوكراط من مهندسين ومحامين
وقضاة... المهم أن كمال اللطيف حافظ على حقيبتي الداخلية والعدل حيث نصب فرحات
الراجحي بالداخلية اثر توصية من صديقه علي الحليوي (شهر علي الحوات شريك فريد بن علي ) ونصب الأزهر القروي
الشابي في العدل وجاءت حكومة
الباجي قايد السبسي بعد سقوط حكومة الغنوشي وليحافظ المرماجي كمال اللطيف على
تنفذه بوزارتي الداخلية والعدل حيث واصل القروي مهامه بوزارة العدل إلى حين تولي
حكومة الترويكا أما عن فرحات الراجحي فقد تمت إقالته من طرف كمال اللطيفمن منصب
وزير داخلية يوم الاثنين 28 مارس 2011 وتعيين الحبيب الصيد مكانه باقتراح من محمد
بن رجب صديق كمال اللطيف أيضا (ثالث وزير داخلية في ظرف 3شهر وباقتراح أيضا من
كمال اللطيف)... الرجل الكارشار لم يبقى في البناية الرمادية إلا 60 يوما بالتمام
والكمال وليخرج بعدها بأسابيع ويكشف في مقطع فيديو نشر على شبكة الانترنات حقيقة
رجل حكومة الضل كمال اللطيف وليشير بأن كمال اللطيف كان له الفضل على بن علي في
الرجوع إلى السلطة في عهد مزالي إثر عزله في أحداث قفصة ،وأنه الآن يمثل حكومة
الظل التي توجّه الباجي قائد السبسي ....الحبيب
الصيد صديق كمال اللطيف نجح في البقاء إلى ما بعد حكومة السبسي حيث اصطفاه حمادي
الجبالي لمستشار للأمن في رتبة تشريفاتية عليا وبامتيازات وزير .... مركز حساس يخول
لصاحبه الاطلاع عن قرب على كل شاردة وواردة بقصر الحكومة بالقصبة خصوصا وان الحبيب
الصيد يحضر غالبية المجالس الوزارية المضيقة والموسعة ويمكنه الاطلاع على غالبية
الوثائق والاتفاقيات السرية..... جل أعضاء الحكومة يتحدثون عن اختراق وعن تجسس
والحال أن الجاسوس لن يكون إلا الحبيب الصيد شريك الطرابلسية وصديق كمال اللطيف
رجل المؤامرات والدسائس....
والمهم مما سبق أن رأس الأفعى كمال اللطيف استغل الثورة لتصفية خصومه
وللإثراء غير المشروع عبر التنفذ والابتزاز حيث انه استغل نفوذه داخل وزارتي
الداخلية والدفاع لحكم البلاد بقبضة من حديد من يوم 12 جانفي 2011 إلى بدايات
السنة الحالية... اشرف خلالها على إصدار القائمة الأولى للشركات والأملاك المصادرة
واشرف خلالها على البنك المركزي التونسي وعلى جل اللجان من لجنة بن عمر إلى لجنة
بودربالة مرورا بلجنة بن عاشور.... تموقع حساس سمح للمرماجي بالإشراف على عمليات
إصدار البطاقات القضائية الخاصة بقضايا الفساد المالي والإداري من تحجير سفر وسجن
وغيرها ....هذا إضافة إلى أن كل من توجه إلى مطبخ المرماجي طلبا للحماية والحصانة إلا
وحصل عليها بعد أن ابتزه المرماجي المفلس.... وضعية عاشها مئات التونسيين من
الهاربين من المحاسبة ......
وخير ما نختم به ... ما قيمة الحريّة بالنسبة لعاطل عن العمل أو لمريض لا يقدر على ثمن
العلاج…؟.وما قيمة الكرامة والعدالة لمتهم تحول إلى ضحية والعكس
صحيح .....صحيح أن التاريخ لا يكتبه دائما المنتصرون والثورة لا يرثها
الثائرون.... للأسف الشديد.. ربما عشنا لليوم نخوة خلع المخلوع وحل التجمع
المقبور وسجن من عجز على الفرار من عصابة السراق ...إنها أكذوبة كبيرة أسمها ثورة
الكرامة والحرية والعدالة.... بل هي مسرحية أخرجها وتقمص دور البطولة فيها عميل
الموساد سيء الذكر كمال اللطيف ... الذي سمته إحدى وسائل الإعلام العالمية برجل حكومات
الضل أو رجل فوق القانون... ولا ادري إلى حد الساعة أسباب إغفال حكومة حمادي
الجبالي عن محاسبة هذا المجرم في حق الشعب والثورة...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire