vendredi 17 mars 2017

كفكف دموعك يا عنترة... فغُراب البَيْن قد أفل "ماتت الحكومة"




نَعق الغراب في ديارنا إيذانا بالهلاك، فَبَانَ عنّا الخير... بستاننا يغرق... ودولتنا تسرق... ومصارفنا تفلس... ونحن نسير حثيثا إلى الفوضى والهلاك.
فندب عنترة...
حكومة الشاهد ذاك الولد المبتدئ في السياسة لم تقدر على تبديل الأوضاع... لكنها في المقابل بذلت جهدها في إخضاع الإعلام، وفي إشهار انجازاتها الزائفة، وفي مناكفة خصومها.


بعد أشهر اتضح أنها حكومة خائبة، قد فشلت في إصلاح الاقتصاد، وتنفيس الاحتقان الاجتماعي... لم تقدر على إصلاح التعليم وراكمت فيه أزمة عميقة بين النقابات وبين السلطة... ولم تصلح القضاء فإذا هو في انقسام... ولم تنقذ المعطلين... ولم تعدل في مكوسها... إنها حكومة مفلسة... بلا بناء.
وكان عنترة يُوَلْول...
لم تستطع الحكومة أن تحفظ الصحة للناس فانهارت منظومة الصحة العمومية ... وفي الجغرافيا السياسية أصبحت دولتنا ضعيفة تعيش بالاقتراض والسُّلفة والرّهون... انها أضعف الحلقات بين أجوارها أمنيا وعسكريا... حتى إنها لم تقدر على تصفية بضعة عشرات من الإرهابيين الذين يحتلون مرتفعات الشمال الغربي... إنها حكومة عاجزة وفاشلة وبائسة... لم تكن أبدا حكومة وحدة وطنية، بقدر ما كانت حكومة فُرْقة وطنية.


وعنترة يبكي...
وجاءت التسريبات الأخيرة فاضحة للهزال الذي أصاب ما بقي من "حزب النداء"... التفت مرتزقة الإعلام عن التحليل مضمون تلك التسريبات، وانشغلوا زورا بالبحث عن مصدر التسريب... بدا جليا فيها أن حافظ قايد السبسي يتصرف في الحزب تصرفه في بستان ورثه عن أبيه يسوم حاشيته من الأفّاقين العَسْف والخَسْف.
وكانت حاشيته من حوله تدقّ دفوف النفاق لحضرة السلطان وليّ العهد... تهاجم هذا وتسبّ ذاك... في سقوط أخلاقي ومراهقة سياسية... وصبيانية في التعاطي مع الشأن العام.
كفكف دموعك يا عنترة...
واحتسب في عزلتك شعبا سلخوه... وما بقي فيه إلا عظم يأكله السوس.


حافظنا له حاشية من "القوّادين والمُكدّين والمَكّاسة والحركيين" ناموا دهرهم فوقعوا على مغارة في سفح جبل.. إنها مغارة "علي بابا"، سقطوا في الأموال والذهب وكنوز قارون وخزائن كسرى.
أفق يا عنترة... شعبك يريد حاكما عادلا منصفا قويا ثابتا... شعبك يفتش في الرفوف عن حكومة مقتدرة كَفُؤَة... تحب الوطن.
قد سئمنا الدّجل... قد عيينا كذبا... عنترة يريد الحقيقة... يريد الحياة... يريد العدل.


صرخ عنترة:".. أليس في القوم حكيم يقولها... قد ماتت الحكومة... فشل الشاهد الفتى، حيث أتى ..." وكان الفرعون عجوزا أصَمَّ في التسعين فلا يسمع. 
صاح عنترة :"... أليس فيكم ذو عقل راجح يقولها عاليا... إلى حكومة أخرى وبئس المصير... فلتكن حكومة أخرى تنقذ البلاد من نكبة العباد."  إنها دعوة ممتلئة إلى "حكومة إنقاذ وطني" تسلم فيها البلاد إلى أكفاء من خارج الأحزاب، فقد أهلكتنا المحاصصات والترضيات والتوافقات... حكومة وطنية لا يتدخل فيها لا "حافظ" زعيم الحاشية ولا الغنوشي إمام المغارة.


 ماذا تنتظرون ؟... سيأتيكم قريبا نبأ الأولين... حين يهتزّ الجياع وينتفض الحفاة ويندفع العُراة... حينها سيحرقون بيوتكم ومصانعكم ومتاجركم... حينها سينادي المنادي إلى انتخابات مبكرة في ديمقراطية زائفة وفاسدة. 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire