vendredi 31 mars 2017

قصة مواطن سلبه اللطيف حق الحياة المرحوم سالم الكسرواي قاسى دهرا ..ومات قهرا ...؟؟؟




 قلنا  سابقا ان ضحايا مؤسسة اللطيف منهم من حبس دمعته رغم آن الغصة خنقته...إلى أن استسلم للبكاء الداخلي علّه يذيب شحنات القهر التي استبدت به جرّاء الظلم والجور والقهر وقلة ذات اليد ... ورغم اعترافهم أن معركتهم ليس بالسهلة وإنما أصروا على مواصلتها ومقارعة الوحوش كلفهم ما كلفهم...منهم من أعياه المرض وأنهكت قواه الجلطات فلم يعد يقدر حتى على الكلام إلا مفردات بسيطة قصيرة غزيرة المعنى ومنهم من مات كمدا وهاجر الجمهورية المثلى عند الرفيق المقتدر ...
كنا أمام حالات دفعتنا دفعا إلى الاستئناس بالمعجم الديني فتذكرنا أن الرسول، عليه الصلاة والسلام، لما خرج من الطائف، كان دعاؤه: اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس.. واقتبسنا من الحديقة اليانعة لديننا الحنيف نزرا مما قاله الفقهاء «من أن الذي يظلم يتجرد من إنسانيته، ويخضع لشيطانه ، ويركع لهواه ونفسه الأمارة ، والله يمهله ولا يهمله ويتركه لاستنفاذ كل ما لديه من ظلم ،و لن يفعل شيئا لم يأذن به الله», والله تعالى أعطى المظلوم ضمانات ، وأقسم له عليها ، وفى الحديث ( ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويقول وعزتي وجلالي لأنصرك ولو بعد حين ), وفى حديث ابن عباس رضي الله عنهما في وصية رسول الله لمعاذ بن جبل حيث بعثه إلى اليمن قال له ( واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) ..والله تعالى أباح للمظلوم أن يدعو على ظالمه...
هي رواية في قلب الظلم المستبد بل لعله ابتلاء عظيم همّ به ...تأمر على ضعفه وحوش استأسدوا بعضد الطاغية وانبطحوا له مقبلين يده ولو أمروا أن يسجدوا له لسجدوا من اجل فتات من المال ...أصابته سهام الغدر من كل حدب وصوب حتى وجد نفسه في مرمى الخصاصة والضعف فمات كمدا وحسرة.
هو ضحية طرد تعسفي من مقاولات يوسف اللطيف افنى سنينا في مقارعة الاسمنت والخرسانة الى ان طيعها حتى صارت لينة وشيد منها عقارات وعقارات ... بذل جهدا ..افنى صحته من اجل لقمة عيش تساق له على رأس كل شهر ...وبدل ان يخرج من الباب الكبير وجد نفسه مدحورا مذموما ... ظل يلهث وراء حقه دون ان يستسلم فمات دون ان يقبض قرشا واحدا ...



قضية الحال

قضية تتعلق بالمرحوم سالم بن عزوز الكسرواي انتدب للعمل لدى شركة مقاولات يوسف اللطيف منذ 1962 الى 1995 تاريخ طرده قام على إثره بقضية شغلية تحصل بمقتضاها على منح ومستحقات راجعة له في الغرض وقد تفطن عنذ بلوغه سن التقاعد الى حصول نقص في التصريح باجره من قبل نفس الشركة مماجعل جرايته زهيدة فقام بقضية تحت عدد 36017 تم بمقتضاها تكليف الخبير ابراهيم خضر بدراسة بطاقات الاجر المسلمة له ومدى تطابقها لما صرح به لمصالح الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وانتهى الخبير الى تقدير النقص الحاصل من جراء عدم التصريح باجوره الى 5998.482 لكن المحكمة قضت برفض الدعوى لعدم الاختصاص الحكمي فقام المرحوم بقضية ضد الشركة امام قاضي الضمان الاجتماعي في الغرض تحت عدد925 وحكم بعدم سماع الدعوى لسقوط الحق بمرور الزمن وذلك بتاريخ 14مارس2008 . فاستانف المرحوم الحكم مستندا الى كون الامر لا يتعلق بمبالغ مالية او مستحقات راجعة لصندوق الضمان الاجتماعي وانما هي راجعة اليه وتمثل جزءا من اجره وقع خصمها من الشركة من اجرته الشهرية وبقيت تتصرف فيها مقاولات يوسف اللطيف لنفسها عوضا ان يتم توظيفها في الغرض الذي اقتصت من اجله وطالما كونها لم تقم بايداع تلك المبالغ في صندوق الضمان الاجتماعي فقد بقيت تتصرف فيها دون وجه قانوني ولا يمكن للمرحوم استراد تلك المبالغ الا بعد القيام بقضية لان حق التقاضي امام قاضي الضمان الاجتماعي قد سقط بمرور الزمن طالبا نقض الحكم ...


الحكم الاستئنافي ..و ظهر الحق

اصدرت الدائرة المدنية بمحكمة الاستئنف بسوسة المنتصبة للقضاء في القضية عدد44404 بتاريخ 20/4/2010 حكما بالزام مقاولات يوسف اللطيف بان تؤدي لسالم الكسرواي مبلغا قدره 6 الاف دينار لقاء النقص الحال في عدم التصريح بالأجور للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مؤكدة انه بثبوت تعذر قيام الصندوق او على المؤجر مباشرة تسوية وضعيته الاجتماعية في اطار قانون الشغل او قانون الضمان الاجتماعي فان المتضرر يبقى على حقه في القيام ضد مؤجره للمطالبة بالخسارة اللاحقة به جراء النقص في التصريح باجوره ...



اللهث على الفاضي

ظل المرحوم سالم الكسرواي يلهث وراء امواله المسلوبة من اجل استرداد حقه  مستندا على احكام قضائية باتة ولكن كل مساعيه باءت بالفشل وكل الابواب التي طرقها سدت في وجه ... اعياه الكبر وزاد عليه القهر ومع ذلك لم يستسلم الى ان استسلم لما هو اقوى حيث خطفته يد المنية وهو مقهور...
ترك سالم الكسرواي عائلة بلا دخل او قل بدخل زهيد جدا وزوجة تصارع معترك الحياة بيد فارغة واخرى لاشيء فيها بل حتى محاميه الذي ترافع عن قضيته ركز على وضعه العائلي الهش وترك لب القانون وعاج يبحث عن وسيلة انسانية عله يتمكن من موقعه في رد حق لاب مات مقهورا وعائلة تحتاج لكل قرش يصب في خزينتها الفارغة ...حيث توجه برسالة اذرفها بعنوان : لفت نظر جاء فيها ما يلي :
 الى السيد الرئيس المدير العام لمقاولات يوسف اللطيف : اسمحوا لي بان اخاطبكم ليس بصفتنا كمحامي بل من وجهة نظر انسانية وذلك فيما يتعلق بقضية سالم الكسراوي التي تتالى نشرها امام جميع المراحل القضائية وقد قضي في شانها لصالح المنوب بجملة من المبالغ لا تتجاوز السنة الاف دينار وحيث في الحقيقة فان سبب مكاتبتنا لكم هو ماعايناه شخصيا من حالة المنوب لدى جميع مراحل التداعي وخاصة قبيل وفاته وما لمسنا فيه من حسرة واسى ولوعة وعلى كل فنحن نخاطب فيكم ضميركم الحي على الاقل ترحما على حياته وتكريما لمابذله في خدمة مؤسستكم باعتبار ان اعمال التنفيذ اصبحت لاتجدي نفعا .اسمحوا لي ان نقول لكم من هذه الزاوية فقط مع العلم اننا نعلم جيدا اننا لسنا مخولين قانونا للجوء الى هذا الاجراء لكن الحالة الاجتماعية للمنوب دفعتنا للكتابة لفت نظر هذا نهيك واننا بصدد قضاء موسم ديني اين تجوز فيه الصدقة حتى رحمة على الوالد « ...و لكن ماذا لو اسمعت حيا ولا حياة لمن تنادي ...

 الحبيب

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire