vendredi 10 mars 2017

حكومة كاذبة ورئيس مهزوم




قفز الشاهد يوما في ثياب الصالحين، ونزل مدينة بن قردان... يشارك أهلها نديبهم وعويلهم... فزار الموتى في قبورهم نفاقا... وصافح أهالي القتلى رياء... والتقط له صورا خدّاعات... أرسلها في الإعلام زينة تفتن الناس... وأكذبهم قولا أوان الانتخاب، وزعم في الناس إصلاحا وطلب بيعتهم... ودَبّر، وقَدّر أن يكون هو وليَّ عهد، ومرشحا لسيده ومولاه "الباجي" قدّس الله ذكره، وحفظه لأهل تونس ذّخرا، "بَايًا" شكّاءً بكّاءً، يندب لفقر الناس، ويدمع لغبنهم... ويجوع لجوعهم.  
 ثم انتصب "الشاهد" انتصاب الجذع الخاوي والعسس يحرسون خائفته، مشهرين السلاح ... فغّمْغم نجيّا... وتَمْتم سريّا... وهَمْهَم... وأظهر في الناس سؤْدد السلطة... وبُرْدة العَضُوض .... ثم سحب ورقة كتبها في ألفاظ عرجاء، ومقاصد عمياء... فتكلم لغة العامة طويلا... وصرخ، وصاح، وحدّث حديث الرعاع... لكنه ما قال إلا كذبا ... وما نطق إلا حيفا.
فهاجت ساكنة الدّهماء، وثاروا فيه طردا، وصاحوا في آفاق الوادي:" أن لا أهلا ولا سهلا... لسنا منك ولست منا."
 "... أتكذبنا القول أيا يوسف ؟... هل ترانا نصدق الوطنية فيك ؟... نحن أبناء القبائل الراعية، وفرسان العرب العاربة، ما آمنّا بك يوما... وما كنت إلا سفيها."
 "...رأيناك في ما مضى نخّاسا في السفارة الامريكية... تحرث أرض "الامبريالية"، وتفلح نَبْت الشركات "الأمريكية" ... وتسقي ورود "الكمبرادور" .
 "...ألم تكن أنت موظفا في سفارة العمّ "سامْ"... ترعى بقر "الكوبوي".. ثم أتاك الباجي فحمّلك ثقلا لست أهلا له... ونصّبك فينا وزير الوزارء."
 في ذلك الصباح في وادي "بن قردان"، غرُبت شمس تونس... وغيض ماؤها... وامتنع عنها الغيث... ولاَثَها النحس، ورقد سعدُها... وأصابتها عين شر مالحة.
 فاختل الاقتصاد، ونُهبت المصارف، وشاع السّلب والنصب، وثقلت الإتاوات، وانتشر البؤس والجوع... فارتمى الشباب إلى البحر حرقا... فماتوا مغرّقين... وما وصل منهم إلى بلاد الإفرنج سوى عُصبة... والشاهد ما زال يكذب.
ونفر ناس آخرون إلى بلاد داعش، فاحترفوا القتل والذّبح وشرّ الفعال... وسفكوا دماء... وسَبوْا نساء... واحرقوا وخربوا... وأشاعوا الخوف في الناس... والشاهد ما زال يكذب.
وسار وزيرنا الوسيم إلى "الحاضرة" حثيثا في زهو السلاطين، فدخلها دخول الفاتحين... والتقى بمولاه الباي فقدم له الغنائم... وطمأنه إلى أحوال الرعيّة، في زمن الدولة البهيّة... وأراه صور الخيرات في بلدة "بن قردان"... قمحا ونخلا وخمائل وزيتونا وخيرا عميما.  
:"يا يوسف هل صدقت الرؤيا... قد مات الخير فينا يوم عرفناك... وما كنت إلا ترَةً فينا."
من هناك كان "الباجي" مرابطا في قصر قرطاج، يشكو سوء الطالع، وانكشاف المعرّة... فيَتطيّر من غلامه "ابن تيشة" كل صباح فيناديه :" يا غلام... يا وجه الشر.. قد كذبني الشاهد... وكذبتني أنت... فكنا من المهزومين."
حدث الطبري في مدونته قال :" غرُبت شمس تونس زمن حكم الباجي، فأفلست الدولة، ورهنها ابنه رهْن قمار."


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire