lundi 27 mars 2017

يوميات من سجن المرناقية: 150 يوما سجنا لأجل حرية الكلمة "الحلقة الأخيرة" : سيفَكَ... يا عنترة... فالمافيا قد جمعوا غلمان القصر




كان لي رفيق في السجن يدعى أحمد أصيل مدينة الجديدة... تورّط المسكين في قضية اغتصاب... زعم الرجل انه تعرف على فتاة وكانت بينهما قصة غرام وحب... وشاءت الأقدار أن تتهدم قصة العشق... فهجر حبيبته.
استاءت الفتاة فكادت له كيدا... قال لي:"... هي فتاة فوق العشرين... انتقمت من هجري لها... زعمت أنني اغتصبتها... اشتكتني إلى الأمن، فقبض علي... أنا لم أفعل شيئا... ما راعني إلا أنهم قدموها امرأة مجنونة بلا عقل... وصنعوا لها ملفا مفتعلا... تفاجأت بحجم المكيدة... أنا أريدك أن تعينني لإظهار الحقيقة...هذه الفتاة تزوجت بعد سنة ووقعت على عقد زواجها... هل سمعتم مجنونا يمضي في عقد."
لا أدري لم تعاطفت مع هذا المسكين... ينتابك أحيانا انطباع بالصدق... الرجل بدا لي صادقا في ما قال... حوكم المسكين بــــ 15 عاما سجنا قضى منها 3 سنوات وما زالت رحلته طويلة...  مجتمعنا دسّاس.
ما ساءني وهزّ كياني هو تلك المعاملة التي يتعرض لها السجناء في السجون التونسية... كيف يمكن احتجاز آلاف الموقوفين في فضاء ضيّق وغرف مزدحمة ازدحاما شديدا ؟... دون توفير الغذاء والأكل واللباس في الحد الأدنى؟
كان الطعام الذي يعده مطبخ السجن رديئا... يسمونه "الصبّة" تحقيرا له... أنا أعرف كيف تنجز صفقات التموين... كانوا يختارون ما فسد من الخضار... وحتى الخضار التي تصل صالحة تظل مخزنة إلى أن تفسد، ثم تباع إلى المساجين كي يقطعوا "السّلطة" مثلا. وكان نظام توزيع أموال السجناء معقدا... فلا يحق للنزيل أن يتزود من خارج السجن بأكثر من 70 دينارا أسبوعيا... يتسلمها في شكل بضائع يطلبها... صابون وقهوة وماء وتبغ... لكنهم كانوا يفرضون على السجناء بضائع أخرى هم لا يحتاجونها أصلا... رأيت بعيني من يطلب قهوة فيأتيه ياغورت... هذا ما يتكرر عشرات المرات.


طلبت أنا مرة ماء وياغورت... جاؤوني بماء من نوع رديء، وياغورت قوارير ثمن القارورة 800 مليم. أقمت الدنيا ولم أقعدها... طلبت المسؤول على التموين.. أتاني مسرعا. تكلمت إليه:" أنا طلبت ياغورت عادي يؤكل بالملعقة.. وطلبت ماء من نوع صافية.... وانتم أرسلتم إلي ما لم اطلبه البسكويت... أنا لم أطلب بسكويتا ".
كان بعض المزودين يزودون  السجن بالبضائع الكاسدة التي لا تجد طريقا للرواج في الأسواق التجارية... السجناء كانوا سوقا لتصريف البضائع الكاسدة... كان هذا استنتاجي وقناعتي.
في السجن اكتشفت مساجين من دول عربية... عدد كثير من الليبيين... المدهش أن سفارة ليبيا  في تونس كانت تعنى بالسجناء من رعاياها... كانت توفر لهم الأموال دوريا وتتصل بهم وتمنحهم مساعدات مالية كي يشتروا مقتنياتهم من داخل السجن وتوفر لهم المحامين كذلك... رغم أن دولتها مفككة وغارقة في حرب أهلية طويلة . لكنني عجبت أن دولة قوية مثل الجزائر... نحن نحبها ونهيم بها... لكن سفارة  الجزائر قد أهملت  رعاياها في سجن المرناقية، تلك هي الحقيقة... لقد نسيت مواطنيها حتى وان كانوا محاكمين.


العرب في السجن ... محقرون... إدارة السجن تعاملهم بدونية وبإذلال، أنا شاهد على ذلك... لأنهم بلا أهل... أهاليهم في ليبيا أو الجزائر لا يمكنهم زيارتهم إلا نادرا ... الشقة بعيدة آلاف الكيلومترات... هذه معاملة لا إنسانية.
لكننا نحن العرب نشعر دائما بدونية أعمق تجاه الرجل الأبيض الأوروبي... سليل الدول الاستعمارية... في السجن تعاودنا سلوكيات عقدة الاستعمار... إدارة السجن تميز السجناء الأروبيين عن العرب... تبجيل وتقدير... سفاراتهم تزورهم ...وتمنحهم حماية وعناية... المنظمات الحقوقية تدأب على المجيء إليهم.
في السجن جاؤونا بموقوفين أمريكيين قبض عليهما قرب مدينة جندوبة... كانا يستعدان للحاق بالإرهابيين في الجبال... جاؤونا بهما.... لكن السفارة الأمريكية نسيتهما... أو تناستهما... لعل أمريكا لا تريد أن تتحمل أبناءها ممن ولجوا إلى حظيرة الإرهاب. أحد الأمريكيين كان محتجزا في عنبر قريب من غرفتي... لم تكن له أموال...فيتسوّل طيلة النهار سجائر وطعاما... حتى اللباس منحه له بعض السجناء على وجه الصدقة.
أنا كنت معارضا للجمع بين الإرهابيين وبين سجناء الحق العام في غرفة واحدة...
كان غلاة السلفية من المساجين يدأبون على استقطاب المساجين... الاستقطاب داخل  السجن ارض خصبة لتفريخ إرهاب جديد... سيكونون مشاريع لإرهاب قادم بعد سنوات طويلة في السجن.
لم يلبث على خروجي من سجن المرناقية أسبوعان... حتى تعرض منزلي إلى عملية سطو مدبرة في 13 من شهر مارس 2017... كان بيتي بمنطقة خزامة بسوسة... كنت أقيم فيه في العادة أواخر أيام الأسبوع... تفطنت عصابة اللصوص إلى أن المنزل شاغر من أهله.



لكن المفاجأة ان اللصوص قد ركزوا في النهب على الحواسيب والوثائق وبعض الأجهزة الالكترونية الخفيفة.. سرقوا مصورة متطورة وبعض الملفات التي أخزنها بالدار... تيقنت أن العملية دُبّرت بليل، وان خصومي قد انتقلوا بعد سجني إلى خطة بديلة... إنهم يريدون ترهيبي وتخوفي... قد دشنوا الآن أساليب المافيات والكامورا.
العصابة اقتحمت المنزل من أجل الوثائق والحواسيب أساسا... وغطوا على ذلك بسرقة بعض الملابس والأجهزة الخفيفة... هذه صنيعة مافيات السياسة والأموال...أعرفهم وأنا مستعد لفضحهم ومواجهتهم.. لأنني لا اعرف الخوف... رضعت أسباب  الرجولة من أبي... ذاك الذي زرعني نبتا في قيم المروءة والشرف... قد مات صدام حسين لكنه قاتل بشرف ومات ميتة الشرفاء... لذلك سأحاربهم كمثل عنترة... حرباعليهم.
أعلمني جار لي بوجود غرباء في بيتي وكنت وقتها بالعاصمة تونس... ثم اتصلت بي الشرطة بعد أن  رفعوا البصمات... اللصوص قد خلعوا الباب الرئيس للمنزل بآلة حادة وقضوا ليلتهم في داخله... احتسوا ما شاؤوا من الخمرة وبعثروا كل شيء في البيت بحثا عن شيء لم يجدوه.
التحق بي صديقي مراد والمحامي البغدادي... تحولنا إلى مقهى بجهة القنطاوي قبالة البحر... كنت أحتسي القهوة بأنفاس السيجارة... وأتاني هاتف أعلمني أن منظمة مراسلون بلا حدود قد نشرت تقريرا وجهته إلى رئاسة الحكومة ندّدت فيها بمحاكمة مدير الثورة نيوز  أمام القضاء العسكري.
نظرت إلى الهاتف وقرأت نص الرسالة... كانت متأخرة في الزمن لكنها تعبر عن موقف المنظمات الدولية من تدهور حرية الصحافة في تونس... التقرير ذكرني بالاسم 3 مرات واعتبر المحاكمة خرقا للدستور وللمواثيق الدولية. الحمد لله... لأنني كنت مناضلا من اجل حرية التعبير والحق في حرية الكتابة...كانت صفعة قوية للوبيات الفساد التي دجنت الإعلام.
هذا الإعلام البائس... نشر التقرير لكنه حذف اسمي من نص الرسالة... إنهم بؤساء لأنهم يظنون أن الحقيقة هي ما يرونه هم فقط... الحقيقة ليست ما تراه أنت، الحقيقة هي ما لا تريد آن تراه لأنك أعمى. كان هاتفي لا يتوقف عن الرنين... تداعت الاتصالات من كل صوب... خاصة بعد نشر أسرار سجن المرناقية واضطهاد وتعذيب السجناء... اتصل بي أهالي بعض الموقوفين يتظلمون لأبنائهم... من كل سجون تونس... أيريدون أن تتحول الثورة نيوز إلى ناطق باسم السجناء؟



في سجن المرناقية تحسنت بعض أحوال السجن، ابلغني بذلك بعض إطارات وأعوان السجن ... وحتى المسرحون حديثا من ذلك المعتقل صادقوا على ذلك... لقد بدأت إدارة السجن في رفع بعض القرارات الاعتباطية والقهرية... فزادت في الحد الأقصى من الشراءات من داخل السجن من 70 إلى 100 دينار... وصار بإمكانهم الاستحمام أسبوعيا... الإدارة حسنت من المواد المعروضة في دكان السجن... لكن أحوال السجن لا تزال تعاني من أزمة هيكلية عميقة.
طلبني صديقي سمير وهو من صداقات السجن اخبرني بتلك التغيرات من داخل السجن قال لي :" السجناء يدعون لك خيرا... والله يا "حاج" قد رفعت رؤوس المظلومين...الجميع يلهج باسمك... رقم هاتفك توزع بين السجناء... سيتصل بك أهاليهم...حتى ذلك الشيخ المقعد جاؤوه بكرسي متحرك بعد سنوات طويلة من الحرمان والإهمال.... بارك الله في أمثالك يا رجل... "الزواولة" والمساكين والمستضعفون يستغيثون بك من جور السجن... والله السجن زمن بن علي كان ارحم... الرشوة استفحلت... أصحاب المال تحولوا إلى مافيات داخل السجن".



كان سمير قد تمتع بالسراح الشرطي بعد أن شارف على إنهاء مدة العقاب... خرج بمناسبة احتفالات عيد الاستقلال... المسكين وجهت إليه تهمة غريبة... الظلم قاس... اتهم بالعصيان المدني فقضت في شانه المحكمة ب4 سنوات سجنا لأنه قاد اعتصاما في القيروان... ما سمعت بهذا في الأولين. اتصلت بي عائلات كثير من السجناء خلال الأيام الأولى من خروجي إلى الحرية...ازدادت اتصالاتهم بوتيرة أشد... كلمتني في الهاتف أم ملتاعة... كانت تبكيبعبرات حرّى... قالت:" فداك ابني... لا يكفي أنهم زجوا به في السجن ظلما...
لقد عاقبوه في الزنزانة "السيلون" لأنه تخاصم مع سجين آخر".
كانت الزنزانة الانفرادية عقوبة شديدة وقاسية في النظام التأديبي... يتحول الإنسان إلى حيوان.... "السيلون" هو موت بطيء... الغرفة ضيقة ووسخة... يحرم فيها السجين من حقه في الأكل... كانت تلك العقوبة مدمرة... يلتئم مجلس في إدارة السجن هي أشبه بالمحكمة ويتم إصدار حكم بنزال العقوبة المشددة على السجين.
اللصوص عادوا إلى داري... اقتحموها يوم 21 من شهر مارس لسنة 2017... ابلغني جاري بذلك... تحولت الشرطة إلى هناك لرفع البصمات... كانوا متراخين... ربما هم يعرفون الفاعل... قد يكون جزءا من أجهزة الدولة التي يتمترس خلفها أصحاب السلطة.
لقد هشموا كل الأثاث ومزقوا الستائر وتولوا على الأغطية والمناشف... سرقوا ما قدروا عليه... عبثوا بكل شيء.... إنها عملية مدبرة...أنا صرت متأكدا أن العملية من تنفيذ عصابة منظمة يتوفر لها غطاء أمني... مافيات السياسة والمال انتقلت إلى أساليب قذرة في المواجهة... هذه صنيعة الزمرة التابعة للباجي... 




جماعة القصر وحزب النداء... ر.خ  ونور الدين بن تيشة... يتحركان بأساليب الغدر... سوف أفضحهم في كل المحافل الدولية... وصلتني تهديدات عبر الهاتف للكف عن معارضة الباجي وسياسة حكومة الشاهد... طلبوا هدنة ... فرفضت... انتقلوا الساعة إلى أساليب البوليس السياسي وطرق الميليشيات.
في الأثناء كنت قد شرعت في جمع المقالات التي نشرتها الثورة نيوز خلال إيقافي القسري... كانت مقالات تتعلق بعالم السجن في تلك التجربة القاسية... ومقالات أخرى قانونية وتحليلية تتعلق بتفاصيل المحاكمات العسكرية... هنا قررت أن أجمعهما في كتابين قصد نشرهما إلى الرأي العام... وأن أدون في التاريخ المعاصر لدولة ما  بعد الاستقلال في تونس فضائح الصفقات العسكرية التي استولى على ريعها صهر الرئيس الباجي وأزلامه.
سيكون الكتابان أفضل جواب لأشباه الإعلاميين وأدعياء الصحافة الذين زعموا أنهم أهل صحافة وكتابة وأهل قلم... فليبارزني من شاء منهم بالقلم...أنا سأدمغهم بكتابين دفعة واحدة حتى يعلم القاصي والداني قدرتي في أفانين الكتابة والتحرير والبيان.
اجتمعت في مجلسي المعتاد بحدائق المنزه مع أصدقائي المخلصين... وخلصت اجتماعاتنا إلى ضرورة التوجه لتأسيس حزب سياسي يعارض السائد... حزب يدافع عن مطالب ثورة شعب جائع فقير، صادرتها منه طبقة سياسية فاشلة وانتهازية... واستقر رأينا على ضرورة أن يستمر الخط التحريري في معارضة السلطة القائمة،  ومناكفة حكومة يوسف الشاهد الخائبة، دفاعا عن المظلومين والتركيز على كشف ملفات الفساد في الإدارة وفي الصفقات العمومية الكبرى.
البعض من قيادات النداء اتصلت بي محاولة إقناعي بالاصطفاف مع بقية وسائل الإعلام التونسية التي تكفلت بتزييف الواقع وإخفاء عثرات الحكومة وتضخيم الانجازات الوهمية... رفضت ذلك قطعيا... إنهم يرسلون إليّ الوسطاء من اجل إدخالي إلى إسطبل الطاعة لقاء دريهمات... إسطبلهم مزدحم بالإعلاميين المرتزقة من مدّاحي السلطان... لست منهم، ولم أكون. لن أكون شاهد زور لشعب مسروق وحكومة سارقة تمارس اللصوصية. لن أكون مداحا أرتزق بالمدح والنفاق... أنا لم أخلق لهذا.
تواترت دعوات الأصدقاء من حزب النداء... لكنهم اصطدموا بجدار صلب وممانعة...إنهم قد نجحوا في ترويض كل الإعلاميين والقنوات والصحف والإذاعات... ما عدنا نسمع نقدا... أنا أراه مقدمة للاستبداد السياسي.
أصبت بدهشة وخيبة... تسريبات حزب النداء كانت فضيحة مخجلة... إنها مراهقة سياسية بل صبيانية وجهل بآليات السياسة... إعلام العار ومرتزقة الصحافة شرعوافي إلهاء الرأي العام عن الفضيحة الأخلاقية ومضمون الحوارات بين قيادات نداء الشقوق... هل هؤلاء الحمقى يحكمون بلدي؟... هل هذا الحزب المنفوش الريش يسوس مصالح العامة... لا حول ولا طول.
إنهم يتجادلون عن هوية من يقف خلف التسريبات ، لكنهم يصمتون عن تحليل مضمون تلك التسريبات... قررت أن أشر تفاصيل التسريبات مكتوبة في الصحيفة مع تحليل عميق... حتى تنكشف للرأي العام خديعة الانتخابات والديمقراطية الزائفة.


طويت دربي... وقفلت برحلي من غابات الذئاب... لا ألوي إلا على وطن مأسور وشعب مطحون نطلب فكاكه...حلمنا طويلا بدولة وطنية تدافع عن خيراتها ونفطها وملحها وزيتونها ورطبها... دولة تأخذ من الغني جبايته، وتعيد توزيعها في الصحة و التعليم والتنمية للفقراء.
حلمنا برئيس يشبه بورقيبة في نظافة يده حتى مات بلا دار تأويه... رئيس يظلم قليلا ويعدل كثيرا... زعيم يطأ الأرض أمام زعماء العالم في ثقة الرجال مرفوع الرأس... لا نحب رئيسا ينحني خنوعا في المحافل... قد عجبت أنا : لم يسير وزراء خارجية العرب في رؤوس مطأطأة ؟... إنهم غلمان مخصيون.
ناديت "عنترة" مجازا أبحث فيه عن رجولة ماتت في العرب... عنترة دم حي يندفع إلى القوة والشرف والفروسية. الفروسية ليست ضربا بالسيف ولا ركوبا للفرس... الفروسية هي الرجولة في القتال... تلك الرجولة المسكونة فينا... أنا كنت رجلا حين قاتلتهم... حاربوني جماعات جماعات... لكنني صبرت وصابرت... فقدرت عليهم. حين خرجت من السجن اصطف أمامي كل الجبناء وأهل النفاق والمكدين... اصطفوا يهنئون ويقبلون ويمدحون... اصطفوا في هاتفي... وهم يعلمون أن الثورة نيوز خرجت من محرقة القضاء العسكري أصلب عودا وأشد شكيمة وأقوى عزيمة.
اتصلوا بي من الرئاسة ومن القصبة ومن كل الوزارات... كلمني كل رجال الأعمال... الجميع يريد أن يتبرأ من دم الثورة نيوز... وجاؤوني بقميص فيه دم كذب... قالوا :" هذا أثر القتلة... وجزاؤهم، هو جزاؤهم." أنا أعرف ثأري في أي  دار... سأنازلهم.
تواترت التدخلات من كل صوب... طلبوا مني أن أكف قلمي عن نقد رئيس الحكومة...هو لم يشارك في قرار سجني... "بل عجبت ويسألون" ؟
أعلمني آخرون أن الرئيس الباجي لا دخل له في قرار سجني... "بل عجبت ويكذبون" ؟ من سجنني ؟ ... إبليس.
أقسمت برب العالمين أن أفتش في الأرض وفي الحجر حتى آخذ ثأري من قاتلي...قتلوا داخلتي 150 يوما في ظلمات السجن. كنت أعلم يقينا انه بمقدور عصابات السوء أن تعلن الحرب... لكنني أعرف أن الحرب لا يمكنهم إنهاؤها... هي حرب استنزاف من اجل الوطن والقيم. أنا من سينهي الحرب.
كفكف دموعك يا عنترة... النفير... النفير... إلى غزوة أخرى في ورقات الثورة نيوز... ركب عنترة فرسه وهام في صحراء العرب مثلما ركبت... يغزو طورا ويسبي طورا... وجمع صعاليك العرب... وأنا معهم احمل بقلمي ورقات الفساد ويمّم عنترة وجهه شطر جبل "وكدة"... واتخذه معقلا... وكنت أنا من ساكنيه.
كان عنترة محاربا ثائرا... خرج عن ظلم قبيلته فهجرها وأدبر إلى فيافي نجد يطلب حريته... فجمع فيها العبيد الآبقين. أنا اطلب حريتي... حرية وطني... أن اكسر قيود مافيات المال والسياسة.

 سجين الرأي محمد الحاج منصور







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire