vendredi 17 février 2017

رَبيّ : ... السّجنُ أحبُّ إليَّ ممّا يدعُونني إليه





حضرتُ إلى قاعة المحكمة في 15 فيفري 2017... وقفت في القاعة متهما بالإساءة إلى العسكر طبق الفصل 91 من مجلة المرافعات والعقوبات العسكرية... فصرحت دائرة الاستئناف العسكرية  بالحكم... البراءة في قضيتين وحكم بالسجن 5 أشهر في 3 قضايا... من اجل مقال صادر في صحيفة الثورة نيوز كشف شبهات فساد في صفقات التسلح... قضيت أنا 4 أشهر ونصف في سجن الباجي... لكنني لم أنكسر... بقيت واقفا صلبا قويا... أواجه عصابات الشر وقطعان الذئاب وأرباب الفساد... أولئك الذين تحصنوا بأجهزة الدولة وتمترسوا خلف حيلة القضاء العسكري.


أولئك النخاسون من أهل الضّراط... شوقي طبيب ونور الدين بن تيشة وكمال اللطيف... سأظل شوكة في حلوقهم.
 أنا لم ينثن العزم داخلتي... استمرّت الثورة نيوز في الحياة والنشر والطباعة... كانت مقالاتها ترياقا للكذابين، وعلقما لأهل الضّراط... وما أدراك من هم... أنا في السجن أتحداهم فردا فردا، أن يصارعني احدهم مصارعة الشجعان... سأسحقه مثل بقّ في ذيْل بغْل... إنهم جبناء من أهل فرّ.
 أولئك المنافقون، لا يعرفون قيمة الرجولة والشرف والفتوّة... تحامتني قطعان عاوية... دخلت السجن لكنني سأخرج إليهم بعد أيام... وسيسافر قلمي فيهم سفر الخنجر في أنسجة الفوْت...حينها: أين المفرّ ؟... البحر أمامكم... والثورة نيوز وراءكم... تفضح فسادكم وسرقاتكم.
 كانت سجني غزوة حرب في سجن الباجي... زمن الديمقراطية الزائفة ... إنهم لا يؤمنون بالوطن... لان الوطن عندهم نهب وسلب وعمولات... أما نحن فوطننا هو ارضنا وتاريخنا وهويتنا الساكنة فينا.


 سأعارض استبداد الباجي والغنوشي ما بقي فيّ عرق ينبض...   
  طرقت أبواب الشرّ... كانت غابا من النّحس والتّعس... وكنت أنا محاربا بالكلمة ... أقاتل صاحب السلطان كي أكون حرا شريفا.
 زج بي السلطان في غيابة جب سحيق... في حفرة من حفر قيروان... ناديت :" يا صاحب الشر أنا متراس نور وخير... لا احمل سيفا... ولا أرمي نبلا... وما كنت إلا حفيّا باللفظ والقول... أتقوّل كلاما أعطانيه الله... وما كنت طالب مال ولا مدّاحا ولا قوّادا ولا نخّاسا...:" أتسجُنني...  وأنا حرّ... ابن حرّ."
 كنت في دهليز الموت ارتقب حكما من قاضي العسكر... فكّرت وقدّرت طويلا... لكني لم اعرف أبدا، فنجانا يشبه فنجاني...
يا راحلة العدل أين العدل في دولة الحداثة؟
يا ناقة الهول أين الخير في زمن اللعنة ؟
أنا صاحب الثورة طرّاد الفساد.
همت طويلا... أن أكون جنديا ارفع قلمي ضد القوّادة والحركية والبيّوعة وعبيد فرنسا وعمالة الاستعمار... أحارب الكذابين و المنافقين والمداهنين من أهل السياسة والخساسة.
يا أهل النفاق والخساسة والرذالة... وطني ليس وطنكم... أنا وطني من تراب ووطنكم بضع دولارات... وطننا ليس وطنهم... وطني أنا يسكن في سجن الباجي:"... السجن أحب إليّ مما تدعونني إليه."
كنت اعلم أن القانون ليس هو القانون... وكنت أدرك أن الحقيقة عندهم ليست تلك الحقيقة عندي.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire