mercredi 15 février 2017

محاكمة الكلمة : في زمن الغدر




في دولة الديمقراطية والحريات والحداثة... وفي تونس ما بعد الربيع المزعوم... تصادر حرية الصحافة ويسجن صاحب الرأي بتهمة مخالفة الجماعة في الرأي.
 أنا لا اشعر بأي انتماء لهذه الجماعة التي تحكمنا... هذه الجماعة التي استولت على السلطة، واحتكرت التشريع والقانون، وتقاسمت وطنا مكلوما كمثل كعكة... جماعة صنعت أحزابا وجمعيات ومنظمات، وأنشأت أحلافا ومؤامرت... ثم باعت الحرية، وباعت الوطن.
 أنا أعارض هذه الجماعة، لذلك لا اشعر بالانتماء إليها... إنهم قطيع من السرّاق والانتهازيين والنهّابة... حاربت فسادهم في ورقاتي... فنصّبوا باسمهم حاكما على الفساد.... فإذا هو عرّاب فساد.
 خطبوا في الناس طويلا، عن العدل والإنصاف والتنمية والسعادة والرفاه والإصلاح والوطنية وحقوق الإنسان... لكنهم كانوا يبيعون الأوهام في موائد اللئام.
 يا وطني المغدور... يا وطني المسروق... الدار قد أفلست... والخزينة قد أفرغت... والزرع قد أُكل، والضرع قد حُلب... وما بقي للناس إلا انتظار مستعمر يأتينا ككل مرة من وراء البحار... وينزل مقيم عام من سفينه مرفوع الرأس والقوم راكعون خانعون بائعون... ثم يبايعون المقيم بيعة شجرة الزقوم... فيحكم دارنا، ويسوس رعاعنا، ويقضي فينا، ويفتك نفطنا وغازنا وفسفاطنا.


 أنا أقف وقفة الرجال في محكمة العسكر... وأعلم أنهم مأمورون... وأنهم لا يملكون شجاعة القاضي الأمريكي ذاك الذي كسّر قرار ترامب...
بأمر من مولانا الباجي... وبتواطؤ من زبانية حقوق الإنسان والحريات الزائفة... أقف في رجولة لأواجه محاكمة جائرة ظالمة، وتهمتي أنني كشفت فسادهم ونزعت النقاب عن المومسات.
 يا زمن اللعنة... الفساد قد عم البلاد ونخر الدولة وسافر خنجره في عروقهم... وتراهم يسبون أبا الفساد، ويلعنون شيطان الرشوة والعمولات... لكنهم يبنون القصور ويبحرون في اليخوت، وتنتفخ جيوبهم بالمال الحرام... والشعب بائس.
 أنا أحاكم في محكمة الاستئناف العسكرية باسم القانون العسكري، في زمن مولانا الباجي... أنا أقدس العسكر مثلما أقدس أبي وأخي من عسكر تونس، لكنني لا أقدس ساسة الخراب... فانتصب ساسة الخراب يحاكمون أوراقا وأقلاما وأفكارا باسم القانون العسكري.
 قد مات فيهم وطن... الوطن فيهم أنانية ونهب ورشَى ومحسوبية ومحاباة وخديعة وعمالة... أنا لست منهم وسأبقى حيث أنا، صامدا رجلا جلدا أبيا لأنني أحب الله، وأحب الوطن.
 ها هم يحاكمونني... ثم ماذا ؟ ... أرسلوني أيقونة للحرية والكلمة في مواجهة الاستبداد المقنع بالديمقراطية الكاذبة ... السجن نيشان يزين تاريخي.
 سيفيق هذا الشعب المطحون يوما من غفوته... فإذا أفاق فإنها ترَةُ  السياسة وثأر التاريخ من سرّاق التاريخ



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire