mercredi 15 février 2017

الأسبوع السياسي : ساقية سيدي يوسف والحلم الكبير




تسع وخمسون سنة مرت منذ قصف الاستعمار الفرنسي الغاشم مدينة ساقية سيدي يوسف    تسع وخمسون سنة والشهداء تحت اللحود ينتظرون اعتذار فرنساوتعويضها لأهالي هذه المدينة المنكوبة.تسع وخمسون سنة وعدد من حكام المغرب العربي يلتقون يوم 8 فيفري من كل سنة ليستعيدوا ملحمة الأخوة والنضال المشترك.فالساقية عوقبت لأن أهلها رفضوا التخلي عن مساعدة شعب جبار قرر أن تحيا الجزائر أبية عزيزة . كانت فرنسا تريد من أهل الساقية أن يديروا ظهورهم لإخوانهم في العروبة والإسلام ويتركونهم لمصيرهم.لكن أهل الساقية (وغيرهم من بقية المناطق الحدودية)قاسموا إخوانهم الجزائريين اللقمة والغطاء والمصير والألم.فتونس اشتق اسمها من الأنس وهو يعني الطيبة والعشرة والجمال.
وتمر السنين وتظل ساقية سيدي يوسف مدينة مقملة عمشاء قليلة الحيلة تنخر البطالة شبابها .وحدث أن ساعدت الجزائر في إنشاء معمل للمحركات شغل المئات من أولئك الشباب .لكن نظام المخلوع وضع على رأسه اللصوص والفاسدين الذين عاثوا فيه فسادا حتى أفلس.وعادت ريمة إلى عادتها القديمة.أذكر وأنا صغير أن سيارة من عهد نوح كانت تأتي بمناسبة 8 فيفري .وتعرض فيلم المتمرد.فكنا نحن الذين لا نملك قاعة سنما نحتشد هناك وقد أتى كل واحد منا بكرسي.نظل ساعتين وقد سافرنا إلى عالم جديد لم نكن نعرفه.فنندمج مع شخصياته ونتوحد معها وننسى الساقية وما فيها.كنا نتفاعل مع حمزة وهو يتحدى أبا جهل ويضربه قائلا: ردها علي إن استطعت.ويسحرنا صوت بلال وهو يؤذن .وننقم على هند بنت عتبة وهي تأكل من كبد سيد الشهداء.بعد ساعتين ينتهي الفلم .ونفتح عيوننا فإذا نحن نعود إلى تلك المدينة المنسية المقطوعة عن الدنيا.فنسبّ الساقية وما فيها. ثم نسب آباء بعضنا وربما أمهاتهم: -ياابن البلعوط.-يابن العايب  الأعرج .-ياابن المنكوب .-ياابن الهجالة.وفي اليوم الموعود تأتي وفود من المغرب العربي.فإذا نحن أمام وجوه تفيض العافية منها، وتلمع آيات النعيم والترف .يتحدثون عن شهدائنا وعن المغرب الكبير ، وكل واحد منهم يشتم الآخر في سريرته.وحدث ذات مناسبة أن اجتمع ثلاثة مخلوعين (ولد الطايع والقذافي والفارّ بن علي)وملك المغرب ورئيس الجزائروأعلنوا عن ميلاد الاتحاد المغاربي.وبعد ذلك بقليل تخاصمت المغرب مع الجزائر وتونس مع ليبيا وموريطانيا مع المغرب وضاع حلم المغرب العربي .وصرنا قبائل تقتل قبائل وعشائر تغتال عشائر.فهل البطولة كذبة عربية أم مثلنا التاريخ يا بلقيس كاذب(نزار قباني)أروبا عشرات اللغات ومئات اللهجات وملل شتى: كاثوليك وبروتستانت وأورتودوكس و...و ..ومع ذلك أدركوا أنهم لن يكونوا شيئا في زمن العولمة والتوحش.فأقاموا اتحادا يمشي فيه المواطن من حدود بولونيا حتى إسبانيا ولا يوقفه شرطي أوعسكري.أما نحن فبأسنا بيننا شديد والعداوة كالحقد الأسود.ثرواتنا كثيرة وأراضينا ممتدة خصبة .ومع ذلك فنحن فقراء معدمون ..وحين ينتقل أحدنا بين ليبيا والمغرب لا تعترضه إلا نظرات متشككة أو ديوانيون يطلبون الرشوة في صلف وكأنه حق مكتسب...تقول التقاريرالاقتصادية إن عدم إنشاء اتحاد المغرب العربي يجعل هذه البلدان تخسر نقطتي نمو كل سنة.أيها السادة الحكام إذا كنتم مختلفين سياسيا فتعاونوا اقتصاديا.كونواأذكياء وبراغماتيين على الأقل فيما هو ممكن وبعيد عن الأهواء والسياسات.أقيموا مناطق تبادل حر وأزيلوا الضرائب القمرقية .وأنشئوا طرقا سيارة وسككا حديدية لتترفه الأحوال ولا تثور عليكم  شعوبكم. ولكم فيما حدث في هذه السنوات عبرة لأولي

الشعوب الحرة وشعوبنا الميتة

الشعوب الحرة في أوروبا وأمريكا لم تنتظر طويلا لتنتفض في وجه ترامب.ها هي الآلاف في أستراليا وفي الولايات المتحدة وفي أروبا تخرج في مسيرات.قاضي فدرالي أمريكي عارض المرسوم العنصري لترامب الموجه ضد عدة بلدان مسلمة.وكذلك فعلت محكمة الاستئناف.آلاف المسلمين يصلّون في أحد شوارع نيويورك احتجاجا.النائب في مجلس النواب الأمريكي السيد قرين يدافع في البرلمان عن الإسلام والمسلمين.رئيس الوزراء الكندي جستن ترودو يتضامن مع المسلمين إثر العملية الإرهابية.إيران ترد بالمثل على ترامب وتطلق صواريخ بالستية.تركيا تفتتح مدينة طبية عالمية .ورأينا رئيسها يقبّل يد المرضى.فالدولة في خدمة الشعب.أما نحن الشعوب الميتة فمازلنا مرعوبين من هذا المسخ.وننسى أن المسلم والعربي لا يخافان .فقد أعزنا الله بالعروبة والإسلام.وأغدق علينا من بركاته : بترول ، أراضي خصبة ، آلاف الكيلومترات من الشواطئ. ، موقع استراتيجي لا مثيل له.ومع ذلك فنحن مرعوبون.تتفاخر الصحافة المصرية بأن السيسي من أول الرؤساء الذين هاتفهم ترامب.وتنسى أن السيسي مجرم وأن رأسه مطلوب من عدالة الأرض ثم من عدالة السماء .ويصرّح أستاذ مصري أن ترامب مبعوث العدالة الإلاهية ....ويحجّ أحد الملوك إلى واشنطن وكأنّه أتى أمرا لا مثيل له.ويفرح بعض المغفلين لأن ترامب سيقضي على الإسلام السياسي وينسون أن جنود أمريكا أذلوا في الصومال وفي بيروت وفي العراق من .قبل المسلمين.وينسون أن ترامب ّإذا تغذى بالإسلاميين فسيتعشى بغيرهم وحديثنا قياس...



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire