vendredi 16 décembre 2016

ميزانية الدولة: التراجع ومقدمات الفشل





تراجعت حكومة الشاهد عن تنفيذ مشروعها في ما سمي بالإصلاحات الجبائية... واقتضى الأمر الخوض لشهرين في جدال برلماني وسياسي حول الميزانية التكميلية لسنة 2017... استتبعته احتجاجات واضرابات... ثم هو حديث عن ميزانية تكميلية لميزانية فاشلة... بما يعنيه ذلك من غياب للاستقرار في المستوى الاقتصادي.
حكومة الشاهد أرادت أن تنفذ شروط صندوق النقد الدولي برمتها في خضوع ومذلة، دون الإلمام بمقتضيات الواقع السياسي والاجتماعي في تونس فأضاعت 3 أشهر في شد وجذب ومصارعة لاتحاد الشغل ولهيئة المحامين ووللصيادلة وللأطباء وللأساتذة وللمعلمين... إنها تحارب الكل من اجل إرضاء البنوك الدولية، دون تأخذ في اعتبارها المصالح العليا للدولة وأهمها الاستقرار الاجتماعي... ولولا حكمة الاتحاد وصلابة المحامين لاشتعلت النائرة في تونس.


كانت سياسة خرقاء أرادت أن تفرض الأمر الواقع بالقوة، ففشلت لأنها أصلا لا تمتلك أسباب القوة... هي حكومة ضعيفة توهمت أنها فعلا يمكن أن تمارس الشرعية السياسية تلك التي منحها لها البرلمان المنتخب.
والملاحظ أن هذه حكومتنا لم تنجح إلا في أمر وحيد وهو احتواؤها للإعلام المرئي والمكتوب والمسموع ... حتى عاد هذا الإعلام مطواعا كما كان زمان بن علي.... لا تسمع نقدا لسياسات رئيس الحكومة ورئيس الدولة... حتى إن صحفا مثل الشروق والصريح ولابراس  وإذاعات عمومية وخاصة وبرامج الأخبار والسياسة انطلقت في عزف سمفونية عجيبة تمدح وتثني وتقلب الحقائق بابتذال، انها تقلب هزيمة الشاهد إلى انتصار ... وتحول سياساته الخاطئة إلى عين الحكمة... حتى خرج الشاهد منتصرا بطلا لا يشق له غبار... والبلد يشتعل.
هذه الأكاذيب أرجعتنا إلى المربع النفاق الإعلامي قبل الثورة، حين كان الإعلام يطبّل ويزمّر ويمدح نفاقا لصاحب السلطان... وعادت حليمة إلى عادتها القديمة.


نحن الآن نستقرئ واقعا مرّا بائسا... في السياسة وفي الاقتصاد وفي التعليم وفي الصحة... هذه هي الحقيقة... والبلد يغرق في كل حين وآن... إنها ثورة جياع تُعلي غبارها من بعيد... فالناس قد ضجّوا من غلاء الأسعار وفقدان الأمل في طبقة سياسية انتهازية وفاشلة، تزعم الثورية والوطنية والعدالة ووالكفاءة، هي ابعد عن ذلك.
نحن نقول قول الحق لمن أراد أن يتمعن اوضاع تونس الباكية... فالدينار تلك العملة الوطنية ينزلق نحو الهاوية... ومؤتمر الاستثمار كان فاشلا بوعود فارغة وكاذبة... ولوبيات الفساد تعمل بجد لنهب ما لم ينهب.


ومن هناك تأتي هيئة مكافحة الفساد تخطط لاستراتيجية بعيدة المدى، ويطل رئيسها إطلالة العروس الخائبة في كل صحيفة وإذاعة صباح مساء ...
و"باجينا" ينام في قصره ... تأتيه وسائل الإعلام كل صباح ... تأخذ له صورا ... يعاد ترتيبها وتركيبها... ثم تبث في نشرات الأخبار ... عن نشاط السيد الرئيس ... رئيسنا يدخل مدينة قيروان منفوش الريش محاطا بالعسس والجند والحراس... والناس جياع... يتبعه يوسف وهو يلبس جبة حرير... والناس جياع... ثم بكيت فرقا للجياع في بلدي.



1 commentaire:

  1. تونس في اعلى قمة الهاوية فسقوطها يعني نهايتها

    RépondreSupprimer