mardi 22 novembre 2016

فـــي العنــــف السّياســــــي




لحظة محاكمة المتهمين في قضية اغتيال الشهيد لطفي نقض يوم 14 نوفمبر 2016 وحالة الحراك والاحتجاج الذي صاحب الفريقين فريق من اتهم بالاغتيال وفريق الشهيد وجملة الشعارات التي رفعت وأسوق منها العودة إلى خطاب التصفية واٌستئصال وعودة شعارات رابطات حماية الثورة أثار فيّ العديد من التساؤلات عن التفاوض الدفين بين القوى السياسية التي تحكم تونس اليوم فريق نداء تونس وفريق حركة النهضة
 كما أشعرني بخطورة المرحلة وغياب التسامح وحضور منطق التجييش  وإظهار منطق القوة وغياب قوة المنطق كما سجلت حضور الشعبوية
علما وأنه  في لحظة شرعنة العنف السياسي في تونس وقع استعمال رابطات حماية الثورة بتعلة الشرعية الثورية وبمنطق الإقصاء انفجرت العديد من التجاوزات والخلافات بين الفكري يسار، يمين، بين السياسي السلطة الحاكمة القديمة وشيطنتها وحتى استئصالها والقوى السياسية الجديدة وعلى رأسها إنتاج سلطة الترويكا بقيادة النهضة واستعمالها لذراعها رابطة حماية الثورة والذي شرعن وأباح له سفك الدماء وكما استعمل الدعاة للتكفير وإهدار الدماء وكانت لهاته الأرضية نتائج وآثار وخيمة بدأت بسحل وصل إلى اغتيال للشهيد لطفي نقض في تطاوين من طرف رابطة حماية الثورة تحت حماية سياسية لحماية النهضة ولم يتوقف العنف السياسي لتمارس جريمة اغتيال الشهيد شكري بلعيد وتليها جريمة اغتيال الحاج البراهمي وأنتج هذا المناخ انفجارا سياسيا اجتماعيا غير مسبوق خلت أننا انتصرنا عليه لحظة خروج حركة النهضة من السلطة وإنتاج الرباعي الراعي للحوار حكومة المهدي جمعة التي أوصلت تونس إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية في اكتوبر 2014 ليصل نداء تونس إلى السلطة وكان مطلبا جماهريا وسعيا من التونسيين والتونسيات للتخلص من خيبات وتتبعات حكم الترويكا. 
وتشكلت حكومات متعاقبة يتحالف بين القوى النافذة في الانتخابات نداء تونس وحركة النهضة وتغيرت المفاهيم وأوهمتنا القوى الحاكمة اليوم عن إمكانية وجود أرضية مصالحة وتفاهم تواصل بين كافة المكونات والشرائح الاجتماعية في تونس قبولا بتلويناتها السياسية السابقة واللاحقة باختلافاتها الثقافية والاجتماعية وخلق مناخ من الانصهار بين كل الأضداد.
يبدو لي أن حالة التعايش ضرورة بين أبناء كل الشعب للتركيز على أمهات القضايا وسعيا إلى تكريس المطالب الذي هب من اجلها كل التونسيين ذات لحظة بين أيام تراوحت بين 17 ديسمبر و14 جانفي 2011.
لتأتي اللحظة الحاسمة والكاشفة في 14 نوفمبر 2014 لتعيدنا إلى نقطة ما قبل الصفر لتكشف هشاشة التحالف السياسي بين النداء والنهضة.
وكانت لحظة استبطان وكشف النوايا الحقيقية تحت استظهار القوة والإعلان الحقيقي عن فشل التعايش بين القوى الحاكمة في تونس اليوم.
فريق النهضة يمارس التجييش أمام ابتدائية سوسة اليوم للتأثير على القضاء وفرض رؤيته وشرعيته لإلغاء السياسي للخصوم عبر الاغتيال للطفي نقض .
النداء في حالة احتشام يسعى إلى جني مكاسب الغنيمة رغم ضعفه التنظيمي حزبيا ورغم فشله في إدارة شؤون البلاد بتملكه للسلطة الحاكمة وعدم قدرته إعطاء الشهيد حقه.
ومن المفارقات إن الالتقاء السياسي بين النهضة والنداء وعلى مستوى إدارة الشأن العام لم ينتج سوى الأزمة وراء الأزمة
ناهيك الاختلاف المرجعي السياسي والاجتماعي والإيديولوجي بين هاتين القوتين اليوم ذات 14 نوفمبر 2016 ليملآ بالخراب والتفكك والفوضى والدفع نحو المجهول خصوصا بعد حشر القضاء في هاته التجاذبات السياسية كيف لا وهو الذي قضى بتفرق دم الشهيد لطفي نقض بين القبائل. فما هي النتائج والانعكاسات.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire