lundi 21 novembre 2016

ننقلها من قلب الحدث :الثّورة نيوز تكشف حقيقة انتحار تلميذة المروج ... و معاناة رب العائلة " الممروج "


ما حقيقة تسبّب رئيس النيابة  الخصوصية بجبل الوسط ووالي  زغوان  في  موت  " سارة " ؟


تلعب الصدفة دورا هاما في حياة الإنسان حيث تجعل الواحد منا على حين غرة في موقع الحقيقة دون أن يكون متحضرا لذلك...ورب صدفة خير من ألف ميعاد.. هذا الاستنتاج  توصلنا  إليه يوم الجمعة الفارط  لما  حملنا  البحث  الصحفي  إلى مدينة جبل  الوسط  من ولاية زغوان ... كان الموعد معدّا مسبقا مع مستثمر دارت عليه الأيام فانقلبت حياته إلى جحيم و بعد أن كان في بحبحة من العيش صار يعاني الأمرين... لسعد  بن حسن الهيداوي  حرفي  في  إعداد الأحذية  بعث ورشة  بالحي السكني النزهة بجبل  الوسط  وراح  بمعية شريكه  في  إعادة تدوير عجلة الاقتصاد  وإحياء مشروعه مستنجدا  بعدد لا بأس به من  العملة  المنحدرين  من عائلات محدودة الدخل  قصد توفير لقمة العيش لهم ... غير أن  رئيس النيابة الخصوصية بجبل الوسط سفيان الجلاصي رأى  عكس  ذلك و بجرة قلم  قرّر  إغلاق  الورشة و طالب صاحبها بالامتثال للقرار  تحت  تهديد أمني متواصل ...
كان  في الحسبان أن نقف  على حقيقة المشروع  و على معاناة صاحبه  و نتطرق  إلى الموضوع  من زاوية التشجيع  على الاستثمار  و إمهال  صاحب الورشة سنة  على الأقل عسى أن  ينفرج  كربه  و يحوّل  مقر عمله إرضاء للبلدية،  ولكن  كانت الصاعقة الكبرى و التي غيرت  مجرى عملنا الصحفي و المتمثلة في نبأ انتحار ابنته سارة الهيداوي  شنقا في محل سكناها بالمروج ... كان الخبر مؤلما  جدّا و لم نستطع حتى بلورة مبحثنا و لم نستطع حتى مسك القلم... فالمعاناة مضاعفة و حارقة ...فطفلة في عمر الزهور تضع حدّا لحياتها... طفلة في ريعان شبابها لم تتمتع  بعد بحلاوة الحياة رغم ما وفرها لها أبوها من رفاه...
قدمنا واجب العزاء و استرقنا لحظات  كانت بين  نواح  و بكاء و لوعة أب  انهار من هول  ما رأى  و اقتلعنا  تصريحات  كانت  كافية للوقوف  على  أسباب الوفاة التي  حوّلت وجهتها بعض  الأقلام الصحفية  إلى موضوع آخر يتعلق  بعبدة الشيطان ... و إن كنا  لا  ننفي  وجود الظاهرة بين الشباب و قد أثبتت الأبحاث الأمنية ذلك  غير أنه لابد من الإقرار أن  انتحار سارة ناجم  عن  ضغوطات نفسية و مشاكل عائلية تمر بها العائلة  جعلت  الطفلة تختار الالتحاق بمثواها الأخير ..


في حديث الأب  و كشف  المأساة

  بصوت   خانق  و بكاء  أقرب منه للعواء  و دموع تنهمر كالأنهار  لتسقي  الأرض  سلسبيلا  ردد والد التلميذة  : تدرس  ومعدلاتها في المستوى... "بنية عسل" ...و كانت تعيش في مستوى مرموق و منخرطة في كم نادي و تمارس السباحة و لباسها من الرفيع... تبدلت  الظروف  و تغيرت و حاولت جاهدا الإحاطة بها ووعدتها  بتغير الأحوال  و بأنها سوف  تعود  إلى حياتها التي تعودت  عليها في السابق ... و كانت لي آخر مكالمة معها ليلة قبل الوفاة حيث طلبت منها أن تأتي إلى الورشة لمساعدتي في العمل و ذلك للتخفيف من وحدتها بعد أن انتقلت للعيش في بيت جدتها.  فالوضعية العائلية تعكرت  كثيرا و أصبحت  العائلة تعيش  في دوامة المشاكل  بعد  وابل  التهديدات  التي  أتعرض  لها  بصفة يومية من  قبيل  إغلاق  الورشة  و الإحالة على الخصاصة  و التتبعات الأمنية المتواصلة  حتى  بات لا  تغمض  لنا  جفن و ارتفعت  حدة  الخصومات  في  البيت   حتى بلغت درجة لا تطاق ..
و رغم الجهود المضنية التي بذلتها من خلال بيع ممتلكاتي من عقارات و سيارات درءا لكل جوع   تحس به العائلة و توفيرا للعيش   الكريم و الملبس الراقي... و أنفقت كل  أموالي و غيرها  من أجل  بعث  هذا المشروع  الصغير  في جبل  الوسط  في صناعة الأحذية وهو ينضوي  تحت أنشطة  حرف الصناعات المتواجدة في الأحياء السكنية في  تونس و نابل  وحتى في البلدان الأوروبية مثل ايطاليا  ..و تكلف  علي المشروع  بما يفوق 800 ألف دينار .
وواصل  حديثه : كل  ما جرى في  بيتي  و ما يجري  سببه  رئيس  النيابة الخصوصية بجبل الوسط  سفيان الجلاصي  الذي  ما فتئ يهددني  بغلق  المحل  الكائن  بحي  النزهة بجبل  الوسط  بتعلة انتصابه بحي سكني و فيه إزعاج لراحة المتساكنين و بالتالي يعتبر مخالفا للتراتيب  العمرانية  غير أن جل المتساكنين  تضامنوا  معي و لم  يعبر  أي  منهم  عن  الإزعاج ....و قد توجهنا إلى والي زغوان و طالبنا مقابلته في عديد المرات لكنه أبى  و عبس رغم قولنا  أن  الورشة أو المصنع كما يقولون مصنف ضمن  تصنيف س catégorie cمن قبل وزارة التجهيز .  فاستقواؤهم و حيفهم و تعسفهم في  تطبيق القانون و زجرهم  دفعني شخصيا  إلى التفكير في الانتحار .
و حول تفاصيل  الواقعة قال لسعد بن حسن الهيداوي : أنا  حرفي  صناعة الأحذية  اقتنيت أرضا بمساحة 1677.5متر مربع  و ذلك لمواصلة مشروعي الحرفي المذكور  و تقدمت  بطلب إلى النيابة الخصوصية ببلدية جبل الوسط لتهيئة المبنى المتواجد وبناء مسكن  وظيفي  في الطابق الأول  و ذلك  بتفعيل البند المخول للأشغال الحرفية  بالمنطقة المذكورة أعلاه و حسب مثال  التهيئة و حسب كراس الشروط  خاصة و أن نشاطي  ينضوي تحت أنشطة حرف الصناعات التقليدية ... غير أن رئيس النيابة الخصوصية أبى ذلك  و منع  عني  رزقي  و تسلط  علي  و جعلني  في  مرمى الخصاصة  و  أصدر في شأني  قرار بالغلق  لأسباب واهية. 


 والي زغوان  تنكّر للقضية

يواصل  لسعد والد  الطفلة المنتحرة قوله  لم  نجد  من  بد  لتبليغ  صوتنا سوى اللجوء إلى والي  الزغوان  و قد وقفنا  وقفة رجل واحد  أنا  و بقية العملة  قصد الدفاع  عن  مشروعنا  غير أنه  صد في  وجوهنا  الأبواب و لم يلبّ مطلبنا و لم  يستمع  إلينا  في  الأثناء  تعرضت  إلى محاولات  عديدة لإرغامي  على دفع الرشوة لكم  طرف  مسؤول  غير أني أبيت  حتى تحوّل  صراعي  مع  المسؤولين  الذين  قتلوا ابنتي  و يريدون  مواصلة  تدميري  أنا و العائلة و القضاء  علينا  إلى صراع  أزلي  ...ولم نجد  في الأثناء إلا الإعلام لإعلاء صوتنا  و إبلاغ  ندائنا إلى كبار المسؤولين في الدولة لإنقاذنا  من براثن الهم و الفقر و التهديد و إلا سيكون  مصيري  مصير ابنتي  سارة ..



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire