vendredi 7 octobre 2016

المُعتقَل من سجنه :فضيحة ايقافي" عودة الديكتاتورية والتشريع الاستبداد "




 ..."حملة شعْواء غبْراء، تطلب رأس صحيفة "الثورة نيوز" ، جنونٌ أعمى انفلت من عقال أدعياء الديمقراطية وحماة الحريات ، يَصَّارخُون  بأعلى الأصوات، ويضجّون ضجيج الرّعاع والعوامّ، بأن "الثورة نيوز" قد أَبِقَتْ وهي من المفسدين... واجتمع الأحزاب للصحفي يجمعون حطب النار...وانتصب الكهنة في محاكم التفتيش يَسْتذكرُون كنائس التعذيب وأدْيِرة القهر... يتوعدون قريب العقاب... ونفرُوا نفيرَ الأعراب إلى دم حَرام...  وها هم اليوم ينفخُون نفخ النار الكاذبة كمثل محارب زائف داخله جُبْنٌ وظاهره شجاعة"   .                
        

   تأسست الجريدة الورقية الثورة نيوز بعد الثورة وذلك مع ارتفاع منسوب الحريات، واختصت حصريا في محاربة كل مظاهر الفساد، في الدولة والإدارة والقطاع الخاص... وفتحت ورقاتها لنشر فضائح السياسيين والإعلاميين ورؤوس الأموال ووجوه الثقافة ... غير أنها التزمت دائما بالجرأة والشجاعة أولا، وبمنهاج صارم وهو الإثبات بالوثائق وبالمستندات القانونية.
   وكان للجريدة الفضل في كشف اكبر عمليات الاحتيال والسرقات والمحاباة والمحسوبية ونهب المال العام، وكان لها السبق في ذلك. هذا دون أن ننكر إمكانية وقوع بعض الأخطاء، لان الحقيقة نسبية، لا يملكها احد. لذلك كنا سبّاقين إلى فتح صفحاتنا لردود المعترضين عما نشر في حقهم، وقمنا أحيانا بتصحيح هذه الأخطاء حرصا على الموضوعية والحياد في نقل الخبر. مثلما كنا ثابتين في إصرار بخصوص أهل الفساد.
   بيد أن الملفت للانتباه أن صحيفة الثورة نيوز تتعرض منذ مدة إلى حملة شعواء منظمة تديرها لوبيات مختلفة... في الإعلام والاقتصاد والسياسة والقضاء وبعض المدونين...فاجتمع فيها قوم "النمرود" يجمعون الحطب لإبراهيم، وما يعلمون أن نارهم ليست إلا نارا زائفة، وان زفيرها بردٌ وسلامٌ.
     هؤلاء جميعهم من حبَّر ودوّن وندّد بالثورة نيوز، قد رأى أن ما تنشره الجريدة في أعمالها الاستقصائية يتجاوز حدود المسّ بالمقدسات، لأنهم يعتبرون ذواتهم ومصالحهم أقوى وأرفع  من المقدّس الديني ... فطفقوا يجتمعون ويتآمرون ضد قلعة الاستقصاء الصامدة، هو صمود ضد الاستبداد بالرأي مهما كان مأتاه في السياسة والقضاء والإعلام، وهو كفاح من أجل كشف الحقيقة للعامة والخاصة.


   فالسيد شوقي الطبيب مثلا "قائم مقام" هيئة الفساد، و"الختيار" المبجل، والشريف النظيف، وإمام التقوى، وقاضي القضاة، والمحامي الجهبذ، وعميد الحقوق والحريات، حول هيئته إلى محكمة تفتيش هو كاهنها الأكبر، هو النيابة العمومية... يبحث ويحيل بلا رقيب ولا حسيب.
  ثم ها هو يزج بالقضاء العسكري لتصفية خصومه السياسيين، إذ أن شوقي الطبيب وحلف الشر الذي يتزعمه ما فتئ يطالب بإيقاف جريدة الثورة نيوز، فحاك لرئيسها المكائد وقام باستصدار قرار في تحجير السفر... انتهى إلى فضيحة قانونية مخزية بعد أن اعتبرت المحكمة قرار تحجير السفر قرارا لا موجب له قانونا... فانهزم في القانون وفي الأخلاق.
 وها إن هذا اللوبي المتمترس خلف هيئات الدولة يكيد مكيدة أخرى، هي فضيحة أخلاقية أولا، وفضيحة قانونية ثانيا، إذ حرك جهاز القضاء العسكري وهو قضاء استثنائي يتعارض مع مبادئ الديمقراطية، وخرج القضاء العسكري من دوره إلى مطاردة حرية الإعلام تحت مسمى المسّ من سمعة الجيش.
  يا سادتي هذا الجيش ليس ملكا لشوقي طبيب ولا ملكا للأحزاب واللوبيات وليس ملكا لأحد... هذا جيش وطني دافعنا عنه دائما لأننا نؤمن بقداسته، بقي أننا نفصل تماما بين جنودنا وضباطنا، وبين بعض الأطراف المدنية تلك التي تمارس السمسرة في الأموال العمومية من مصاصي الدماء وكبار اللصوص.
  ونحن نفصل كذلك بين مؤسسة القضاء العسكري وبين الجيش، لان القضاء العسكري الاستثنائي هو مؤسسة مرتبطة بوزير الدفاع وهو شخص مدني، وليست مرتبطة بقيادة الجيش وهي قيادة عسكرية، من هنا ثبت أن قرار الإيقاف قد تم اتخاذه في كواليس سياسية دارت بين وزير الدفاع وقصر قرطاج ومدير القضاء العسكري.


   هو سابقة خطيرة في الزج بالقضاء العسكري لتصفية خصوم الإعلام والسياسة يتحمل فيها رئيس الدولة  ووزير الدفاع مسؤولية أخلاقية وقانونية، لأنهما يشرفان على القضاء العسكري ومسؤولان على  فضيحة إيقاف صاحب جريدة الثورة نيوز.
    أليس في ذلك تجاوز فاضح للمرسوم عدد 115 لسنة 2011 والمتعلق بحرية الصحافة والطباعة والنشر ؟
  نحن صحيفة الثورة نيوز نكشف أسماءنا ونخاطب الشعب التونسي بوجوهنا دون أقنعة .. نحن صحافة الاستقصاء والبحث في الرفوف الظلماء عن حقيقة مدسوسة،  لا نخاف في الحق لومة لائم.
  ونحن نتعهد ونقسم بكل المقدسات وبغليظ الأيمان أن نواصل كشف بؤر الفساد والرشوة والظلم في كل قطاع... ونتعهد للقضاء العسكري بأن نكشف أية وثائق تدين فسادا استعدى حقوق الناس.
     الآن وعلى رؤوس الأشْهاد، نَعْهَد إلى الله وحده شأننا، وشأن الشعب التونسي البائس، ذاك الذي ابتلاه الله بشرّ البليّة، قوم من نخاسي السياسة وأشباههم، يبيعون أوطانهم في السفارات الأجنبية، فيقرّبون اللّقيط ولا نسب... ويكرمون وفادة اللص السارق، وينبذون كل تقيّ ورع... ويضربون الضعيف ولا أهل، ويلعقون قدم القويّ المتجّبر في المال والسياسة خوفا وطمعا.
   نقول لهؤلاء، نحن قوم نؤمن بالله ولا نخاف إلا الله.... ونؤمن بقيم المروءة والرجولة والفضيلة ... سلاحنا القلم والمحبرة، ونعلم يقينا أننا لا نواجه هيئة الطبيب وحلف الشر الذي يدعمه ، وإنما نواجه لوبيات السياسة ممن يريد العودة إلى مصادرة الحريات وتدجين الصحافة وشراء ذمم الأقلام... نحن هنا في صدارة الحرب ضد عودة الاستبداد، ونحن فداء لحرية الكلمة.  



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire