vendredi 21 octobre 2016

محاكم التّفتيش في ديمقراطية "الباجي" : القدّيس "فرحات الحرشاني"... والقسّ "شوقي طبيب"


حكايات من معتقل المرناقية


   في إسبانيا القشتالية أقامت الكنيسة الكاثوليكية محاكم تفتيش خلال القرنين 15 و16 ميلادي، لمطاردة ما بقي من ثقافة الإسبان المسلمين الذين تظاهروا بالنصرانية، طاردوهم في عاداتهم وفي طرق مأكلهم وملبسهم، ومنعوهم من التكلم بلغتهم، وأُنزلت بهم أشنع العقوبات، تحريقا، وتقطيعا للأوصال، وتعذيبا، وسجنا، ونفيا .
  والآن، في تونس ما بعد الربيع العربي الكاذب زمن حكم الباي الصغير "الباجي قايد السبسي"،  تنتصب محاكم التفتيش مجددا ويكلف القديس "فرحات الحرشاني" بمطاردة حرية الإعلام، ويكلف القسّ" شوقي طبيب" بتبييض الفساد وتخويف العامّة.
   ومن سجني أستمرّ في الصّمود وفي تحدّي عسَس الاستبداد وقضاة الزّور... أظل أنا كما أنا، جلمود صخر ثابت، يخافونه وهو مسجون... أولئك الجبناء أرادوا إسكات صوت الحرية والاستقصاء في الثورة نيوز، فإذا هي شعلة نور وهّاج في داحسة الاستبداد...
  ذات صباح سمعت جلبة قرب غرفتي في السجن... أصوات وحديث تناهى إليّ، واقتربت تلك الأصوات... ثم فتح باب السجن... كانوا مجموعة رجال ونساء تونسيين وأجانب... إنهم وفد من الصليب الأحمر الدولي جاء لتفقد السجن والسجناء، وطالبوا بالتحدث إلى أول سجين رأي بعد الربيع العربي الزائف.
  ماذا تفعل هنا؟  لماذا اعتقلوك ؟ كيف اختطفوك ؟
  بدت عليهم ملاح الاستغراب، خاطبته بلغة فرنسية صافية:" أنا مسجون لأجل مقالة نشرتها في الصحيفة... أنا سجين سياسي."
...."وظُلم ذَوِي القُرْبَى أشدُّ مَضَاضَةً ......على النَّفسِ مِن وَقْع الحُسَام المُهنَّدِ".



 قام أحدهم بتدوين ملاحظات حول القضية ، كنت أتكلم والرجل يكتب:" هنالك لوبيات في السلطة الحاكمة تريد إسكات صوت الحرية، كبار اللصوص لا يستطيعون السرقة والثورة نيوز تراقبهم... قرار اعتقالي باطل قانونا استخدم فيه القضاء العسكري."
  كنت أتكلم بصوت عال، مع ثقة في النفس:" الرئيس الباجي قايد السبسي مسؤول عن اعتقالي... لأن قرار إيقافي هو أمر صادر من القصر... وزير الدفاع ليس سوى أداة تنفيذ ... جاءته الأوامر فنفّذها... القضاء العسكري ليس قضاء مستقلا إنه خاضع لسلطة وزير الدفاع... ليس أكثر"
  خرج وفد الصليب الأحمر في بَهات، وأعلموني أنهم سيرفعون تقريرا إلى منظمة العفو الدولية... وسيراسلون منظمات أخرى ...


  هناك في ظلمة السجن... تراكمت في داخلة النفس مني أفكار وأفكار ... بدت تلك الأفكار مصفّاة نقيّة... خارج السجن تبدو الأفكار مزدحمة... لا يسعك فهمها لتسارع الأحداث فيها... الآن بدأت في فك طلسمها.
  كنت قد درست الهندسة الكهربائية والميكانيكية... ولكنني كنت منذ يفَاعَتي أميل إلى الأدب والتفكير الإنساني ... ولعت بالمطالعة... صحيح أنني علمي التكوين بيد أنني كتبت أول مقالة صحفية سنة 1980 ... كنت وقتها تلميذا في المعهد الفني بسوسة... نشرتها في جريدة البيان الأسبوعية.
    كان أبي ضابطا عسكريا... شارك في معركة بنزرت ... أسرته القوات الفرنسية ل6 أشهر بمطار سيدي أحمد... عذبوه ليال وليال.. ألقوه في أعماق البحر.. غرق أصحابه ونجا هو، أعادوه إلى المعتقل...
   أخبرني في ما أخبرني أن مئات الجثث دفنت هناك في حدائق المدينة... كانوا يقاتلون من أجل الوطن... كان هو أحدهم... قال لي يوما:" التاريخ مزوّر ... هنالك ضباط هربوا وبعد أيام كرموهم لبطولاتهم... هنالك خونة قاتلوا مع فرنسا من القوّادة والحَرْكِيّة... بعد سنوات صاروا جزءا من السلطة... بنيّ السياسة بلا أخلاق... هل تعلم أن من أبناء قوادة فرنسا من هو جزء في السلطة اليوم."
  يحتفلون كل عام بعيد الجلاء... يسير الرئيس والوزراء والأعيان إلى المقبرة في خشوع كاذب... يكرّمون الموتى... يقرأ مفتي السلطة الفاتحة ... هناك أبي ... شرف الأقدار .. حي يرزق... بطل من أبطال التحرير ... لا يكرّم...أتعلمون لماذا؟
  مئات مثل أبي قاتلوا ضد الاستعمار ... كانوا شهودا في التاريخ... والساسة لا يريدون سوى التاريخ المزيف... قلّدوه يوما وسام الجلاء... زيّن به بزّته العسكرية، ثم حرموه من الترقيات... تهمته أنه كان يستمع إلى خطابات جمال عبد الناصر؟


  في السجن تذكرت عبد الناصر ذاك الزعيم العربي... حين مات عبد الناصر كان عمري 6 سنوات... كنت ميالا إلى القومية العربية ... وحملت هموم القضية الفلسطينية وكنت معاديا للامبريالية الامريكية... هكذا كنت ولا زلت..
  لا يمكن أن أصطف مع العملاء والخونة والقوّادة والحركيّين...
  في صحيفتي عارضت بشدة الإسلاميين والترويكا... أتعلمون لماذا؟ لأنهم شاركوا في غباء وحمق في تدمير سوريا.. ونظموا مؤتمر أصدقاء الثورة السورية... زمنها كفرت بهم... ثم دُمرت سوريا ... والعراق واليمن وليبيا... إنهم حمقى...
  حزب الله ... حارب إسرائيل والمشروع الأمريكي ل30 عاما .. هزم إسرائيل... كان حزبا وطنيا وكان في قلب الصراع... استدرجوه إلى محرقة سوريا والعراق... ليس له خيار، قد تورط الآن في حرب طائفية قذرة.
  أنا لست شيعيّا إلا أنني أنحني في شرف لحزب الله... هو حركة مقاومة وطنية... ناضلتْ لسنوات... تأتي الترويكا فتصطفّ في الصفّ السياسي لآل السعود... أنا في صف حزب الله... وأولئك الأنذال لن يكونوا إلا في صف العملاء.
  والآن، أرى تونس يقودونها إلى الشق السعودي الموالي لأمريكا... وزير الخارجية الجهيناوي ؟؟؟ ماذا يفعل الرجل؟؟؟ هل ملأ مكانه في الوزارة .... قطعا لا ... هل لدينا سياسة خارجية ؟....  تونس لا وزن لها إقيلميا .. ماتت وزارة الخارجية يوم مات بورقيبة .. كان هو الرئيس وهو وزير الخارجية... قد ماتت السيادة الوطنية في خريف عربي بائس.
  في السجن، يأتيني العسس كل آن وحين... هم حذرون جدا، يخافون كبير السجانين... مدير السجن... هو نفسه خائف... هذا الخوف الساكن فيهم هو من مخلفات دولة الاستبداد... هم يخافون السلطة ... يخافون على مناصبهم وأرزاقهم ... أنا بالنسبة إليهم قضية سياسية... هم يتمنون خروجي من السجن... يحاصرونني ... يراقبونني... هو يفتشون عن أفكاري... جريمتي أنني أفكر.
  جاءني ضابط ... المدير يريد لقاءك...ذهبت إلى مكتبه خاطبني :" صحيفة الثورة نيوز... استمرت في النشر.. طلبوا مني مراقبتك ... أنت تدلي بمعلومات خطيرة... ما دخلي أنا في هذا ؟... هم يطلبون منك أن تتوقف عن الكتابة..."
  حدقت فيه:" الكتابة والتفكير واللغة... لن يستطيع أحد أن يمنعني من الكلام... أتعلم لِمَ سجنت ؟... أنت لا تعرف ... أنت هنا حارس للمساجين تمنعهم من الحرية ... وظيفتك أن تصادر الحرية.... أنا موقوف لأنني أملك ملفات حارقة ... هم يريدون صمتي... هيئة التحرير تعمل في همة ونشاط ... الثورة نيوز سوف تستمر... يمكن أن تخطئ الصحيفة ويمكن أن تصيب ... هذه الصحيفة كشفت أكبر عمليات الفساد... كشفت فساد شركة سيفاكس قبل سنة من إفلاسها... كانت أكبر عملية احتيال على المال العام ... وأكبر عمليات التدليس في البورصة... يا سجّان... أنا كشفت فساد شركة هبرة هولدينق قبل إفلاسها... وكشفت ... وكشفت..."
  أزيدك يا صاحبي :"... أنت سجان ليس اكثر تنفذ التعليمات في خضوع... هذه وظيفتك... أنت ترتزق... أسمع في الدولة لوبيات تتحرك تقتسم السلطة مع الأحزاب ... لها جزء من النفوذ... كمال اللطيف جزء من هذا النفوذ...  الرجل خاطبني في شأن شوقي الطبيب طلب مني أن أكف صحيفتي عنه... ثم أعلن عليّ حربا...  وماذا أيضا نور الدين بن تيشة عرّاب القصر... ورؤوف خلف الله المجرم الذي لا يعرفه الناس... ناجي البغوري نقيب الصحفيين... لا يصلح أن يكون رقيبا... هل سمعت يوما نقيبا للصحفيين لم يكتب مقالة... ومثلُه كثير... يَقتَاتون من موائد اللئام... نفاقًا ومُخاتلةً ومَيْنًا... "
  خاف مدير السجن أكثر... ازداد قلقا وعدت أنا إلى حجرة السجن... وكنت أعلم أن قضية سجني لا تتعلق أبدا بنشري لبيان قدماء العسكريين... هاتفني كمال اللطيف يوما منذ 4 أشهر قال لي :" شوقي الطبيب في حلفي، يجب أن تتوقف عن كشف أخباره... هو الآن في هيئة مكافحة الفساد... هذا جهاز أقوى من النيابة العمومية... أنا أحذرك رسميا..."


  أجبته:" هل هذا تهديد؟... إذا كان تهديدا فلن أرضخ... شوقي طبيب قد حوّل هيئة مكافحة الفساد إلى هيئة تكريس للفساد، سيحوّلها إلى محكمة تفتيش.... هذا قس من قساوسة الظلم... أنت لا تعرف محاكم التفتيش... لن يقاوم الفساد لأنه يريد أن يستثمر في الفساد... لن يحيل أي أحد من بارونات الفساد إنما هو سيف سيقطع كل أمل في بناء دولة وطنية، سيكون سيفا مسلّطا على صغار الموظفين."


  في السجن كانت القفة تأتي دوريا وكان العسس يراقبونها في حرص وبتعليمات مشددة... كأني عميل مخابرات قبض عليّ في خيانة الوطن... أنا ابن هذا الوطن الضائع... كنت أمنح تلك القفة إلى بعض السجناء المنسيّين بلا أهل... وكنت مصرّا على إضراب الجوع في عزم شديد.
  جاءني أحد السجناء قال لي:" جاء الكَمْيُون".  تعجبّت من العبارة، ما دلالة العبارة... جاءني الجواب :" الكميون ليس سوى دجاجة مشوية توضع فوق الماكرونة"... كانت هي الأكلة المفضلة لدى السجناء، هذا السجن عالم غريب معقّد... ولا يمكن لمؤسسة السجن إلا أن تكون مؤسسة عقابيّة، تُخضع الأفراد وتُعذّبهم... أن تسلب الإنسان حريته ذلك هو أقصى درجات التعذيب...
  انقطعتُ عن الخروح إلى "اللاّريا"، ذلك الفضاء العجيب... في شكل احتجاجي وامتدادا لإضراب الجوع... غير أن المحامين قد استمروا في زيارتي... كلهم متطوعون في إخلاص ورجولة... أخبروني أنهم قد تقدموا بمطلب إفراج لدى دائرة الاتهام ، غير أن المحكمة العسكرية ماطلت عمدا في إرسال الملف الى محكمة الاستئناف... من باب سعدون إلى 9 افريل المسافة لا تتجاوز 2 كلم... ولا تتطلب أكثر من 5 دقائق... الملف جمدوه في مكتب القاضي... ثم خرج القاضي الشريف جدا في عطلة مرض...
  هذه الممارسات الطفوليّة المراهقة غايتها التنكيل بشخصي، ما كنت أعلم أن هذا القضاء الاستثنائي متوحّش وقمعيّ إلى هذا الحدّ... خلتُه قد تغيّر مع أنفاس الحرية... تاريخه كان أسود دائما، فهو القضاء الاستثنائي الذي حاكم به نظام بن علي مئات الإسلاميين سنة 1991...وحاكم به بورقيبة مجموعة الازهر الشرايطي ومجموعة قفصة... في تلك المحاكمات لم توفر المحكمة أدنى الضمانات للمحاكمات العادلة.. وأصدرت أحكاما قاسية تراوحت بين السجن والإعدام... حمادي الجبالي رئيس الحكومة الأسبق حكمت عليه هذه المحكمة العادلة في القضاء العسكري حكما بسنة سجنا سنة 1990 من أجل مقال نشر في جريدة الفجر وقتها، ثم أضافت إليه 17 عاما اخرى... إنه تاريخ أسود للقضاء الاستثنائي، هذا القضاء توظفه الدكتاتورية الجديدة دكتاتورية الشيخين في تصفية خصومها وفي أعمالهما القذرة... إنها فضيحة دولة كما ذكر الصحفي زياد الهاني.


  زياد الهاني رجل والرجال قليل... كنت في خصومة معه ... اشتكاني إلى القضاء بعد نشر الجريدة لمقالة تحدثت فيها عنه... إلا انه بقي رجلا... لقد انتبه إلى أن الصراع يدور حول المرسوم115 ... تفطّن بذكاء إلى أن القوم يتجهّزون إلى معاودة بناء دولة الاستبداد لذلك قالها بصوت عال:" هذه جريمة دولة"... الدولة يسكنها المجرمون... يتلحفون بفاخر الألبسة... ويتظاهرون ببروتوكولات الإدارة... ويتخفون خلف نصوص قانونية جامدة يتحصنون بها، إنهم مجرمو الإدارة في تونس، وهم من يتاجر بالصفقات العمومية وبالأموال العامة. 
  في شهر ماي لسنة 2016 احتدم الصراع ضد لوبي شوقي طبيب وكمال لطيف وبن تيشة من حالفهم من ذوي الأموال والإعلام والسياسة ، فقد بلغ إلى مسامع القوم أن ملفا خطيرا قد وقع بين يديّ ، كان ملفا متعلقا بالإرهاب... الدولة صنعت يوما فيلما هوليوديا ... شاركت فيه قوات خاصة من وزارة الداخلية وشارك فيه الإعلام... وشاركت فيه السلطة... أنا أعارض الإرهاب...  أنا مسجون لأنني اعترضت ضد دخول الوعاظ الدينيين إلى الثكنات، واعترضت ضد إعادة فتح المساجد داخلها.


  لكن...أنا مؤمن في أعماقي... تربّيت في أحضان جدّي حافظ القرآن المرتّل المُجيد... كان يؤمًّ الناس في قريته في ريف الساحل... يؤمّهم في التراويح...حفّظني جزءا من القران وأقرأني قصص الأنبياء... أبي أيضا حفظ كلّ القرآن... ودرس في جامع الزيتونة قبل أن يدخل إلى العسكر.
  أنا مؤمن في أعماقي، لكنني أرفض قيام دولة على أساس ديني، أنا ضد التطرف وضدّ الإسلام السياسي ، هذا رأيي ... غير أنني لن أقبل أبدا بأن تقتل الدولة أبرياء وتصنع بهم فيلما... وتزرع في الناس رعبا... تحت مسمى الإرهاب... الإرهاب يتهدد الدولة أما أن تصنع الدولة عملية إرهابية وهمية وان تقتل، ثم تعلن نجاحا كذّابا فهذا حرام ... هذه جريمة دولة .
  أنا كنت ملمّا بهذه القضية الخطيرة... رئيس الدولة الباجي كان ملمّا بالملف ورئيس الحكومة ووزير الداخلية وحتى النيابة العمومية .. كلهم كانوا على علم ... الأبحاث كانت مزوّرة ... التهم ملفقة... لمَ هذا الكذب؟...
  يا سادتي... حين وصلني الملف... كان فضيحة مدوّية... ترددت في نشره لأنه ملف خطير يتعلق بالدولة... خشيت على الدولة... لقد كلفوا رجل مخابرات في فرقة استعلامات الحرس الوطني كنيته "النمر"... دون علم النيابة العمومية ... وطفق الرجل يستدرج المراهقين في الانترنات خلال سنة كاملة... الدولة تستدرج أشخاصا وتقوم بأدلجتهم وتغيير أفكارهم، وتدفعهم إلى اعتناق فكر داعش... ثم ماذا؟؟
  الدولة اكترت لهم 3 منازل وأمّنت لهم الأكل واللباس وبعض المصروف... ثم ماذا ؟
  جلبوا إلى اثنين منهم ذات صباح سلاح كلاشنكوف.... بلا إبرة إطلاق ... وبعد دقائق هجموا على الشخصين الاثنين فقتلوهما... كان بالإمكان القبض عليهما أحياء... الدولة أرادت أن تصنع فيلما حقيقيا فيه دماء وقتل.
  وانطلقت وسائل الاعلام تتحدث عن إفشال مخطط إرهابي وهمي وتفجيرات واغتيالات بالعاصمة، وقدموا قائمة في الشخصيات المستهدفة...
  في المنتهى اكتشفنا أن الدولة بمؤسساتها مارست الكذب... فقتلت من أجل الكذب.. . ولعل الأخطر من ذلك ان هذه الدولة قد تسترت على الجريمة... من هو المسؤول السياسي الذي أمر بإخفاء معالم الجريمة... كان الباجي على علم بذلك والنيابة العمومية، كانوا على علم ...
  كنت أتابع القضية...علمت أن مستشارة الرئيس "سعيدة قراش" قد تحولت بشخصها في سيارة رئاسية وحراسة مسلحة، إلى دار احد الصحفيين البارزين وطلبتْ منه أن لا يكتب عن الموضوع... بعد أن باشر عملية نشر الخبر... استدعاه "الباجي" إلى القصر... ثم مات الخبر.
  حين وصلني هذا الملف الخطير بدأتْ حملة الدجّال شوقي الطبيب ضدي أنا... مع حملة صحفية منظمة ومدروسة، وانتهت المسرحية بتعليمات صادرة من أعلى السلطة السياسية الباجي نفسه، فأمر بسجني ونفّذ وزير الدفاع أستاذ القانون تلك التعليمات... مدرس القانون يدرس فكرة التأسيس للعدالة أقصى جهده هو أن يكون عبدا منفذا خارقا للقانون.
  أنا ساندت الباجي في الانتخابات ... وشتمت المرزوقي، إلا أن المرزوقي لم يفكر أبدا في سجني لأنه رجل قد رضع فكرة الحرية دهرا.
  في السجن يحاور الإنسان ذاته ويقوم بمراجعات.... الباجي احتال عليّ أنا، مثلما احتال على كل التونسيين، سرق صورة الزعيم بورقيبة واتّخذها قناعا، كانت خطيئة كبرى... الرجل يؤسس لاستبداد جديد...
  يا فضيحة الفضائح... هل هذه دولة أم مافيات؟... إنهم يريدون أن يسرقوا وينهبوا ما بقي من أموال الدولة دون رقيب... والثورة نيوز رقيب محرج وقادر على الوصول الى المعلومة.
فتح باب الغرفة في السجن، السجين الجديد معروف... انه لاعب كرة قدم في منتخب 1978... كان لاعبا مميّزا... وكنت من ذلك الجيل... رحب به السجناء والتفوا حوله يسائلون عن قضيته؟؟؟

                                                      سجين الرأي رقم 169531 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire