vendredi 26 août 2016

هل يصلح الشاهد ما أفسده طبيب ؟




يبدو ألا خطأ فظيعا قد ارتكبه رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد كخطأ تعيين شوقي طبيب تاجر حقوق الإنسان وبياع الكلام رئيسا  للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد... ذلك أن أكثر الخبراء والعارفين بشؤون الدولة اعتبروا هذا التعيين كارثة ستنجرّ عنها آثار وخيمة إن واصل طبيب العربدة... ذلك أن الرجل الذي جعل نهاره للمنابر الإعلامية وليله للقصف والغناء طفق مبكرا يكيل التهم جزافا ويهدد ويتوعد حتى خُيّل إلينا أنه عنترة العبسي الذي أتى على فرسه البيضاء ليرد علينا طوابير الفاسدين والأعداء .. فالطبيب لم يهبه الله صبرا جميلا فطفق بعد ثمانية أشهر على تعيينه في إرباك الإدارة وتعطيل مصالح الناس وتنفير  المستثمرين وكيف لا يفرون والرجل صباح مساء  يتهم رجالات الدولة بالفساد في مختلف وسائل الإعلام مؤكدا غياب النية الصادقة في محاربة الفساد حتى تحول بتصريحاته الخاطئة الكاذبة الجوفاء العرجاء إلى أضحوكة الشاشات فكلامه تهريج واتهاماته تشويش خاصة والكل يتساءل متى يحد الطبيب وقتا للنظر في الملفات ذلك أنه يصل الليل بالنهار في أعمال أبعد ما تكون عن المهمة الموكولة إليه .  وباختصار خلاصة  مسيرة شوقي على رأس هيئة محاربة الفساد :  شوقي الطبيب تصريحات غير مسؤولة من مسؤول يبحث عن الأضواء من قناة إلى أخرى ومن محطة إلى أخرى ومن جريدة إلى أخرى ومن موقع إخباري إلى آخر  .


ولعل أغرب ما نلاحظه أن شوقي طبيب ومنذ ترأس هذه الهيئة حاول بما أوتي من خبث أن يظهر في صورة "المنقذ من الفساد " ونحن نتساءل  كيف لمن استبسل في الدفاع عن رجال الأعمال الفاسدين وأزلام نظام بن علي مقابل مئات الملايين إن ينصب محاربا للفساد ...شوقي طبيب لا فرق بينه وبين الذئب .. الذئب هو الحيوان الوحيد الذي يأكل الجن .... الذئب هو الحيوان الوحيد الذي تخشاه الجن والذئب لا يأكل الجيفة مهما كان جوعه... الذئب عندما يهجم على قطيع من الغنم أو غيرها من المواشي يختار أفضل الموجود ويظل يبحث بينها حتى يجد الأفضل... الذئب لديه من الذكاء ما يجعله يعرف إن كان راعي الماشية يحمل سلاحا أو لا يحمل...


ويبدو أن الصورة التي طالما حاول شوقي طبيب بناءها من خلال الألقاب والهيئات التي انضم إليها( عمادة المحامين  الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد – ) بتدبير من لوبيات معروفة مكشوفة انكسرت على صخرة الثورة نيوز من خلال العريضة الفضيحة التي بمقتضاها تم تحجير السفر على صاحب الجريدة . ذلك أن مضمون العريضة وشكلها قد أسقط ورقة التوت عن عميد الصدفة الذي جاءت به لوبيات في إطار اتفاقات غريبة مريبة . فهذه العريضة قد اعتورتها أخطاء لغوية كثيرة وهو أمر مستغرب فالمألوف أن المحامين فرسان كلام يملكون ناصية اللغة ويصرّفونها تصريف الجهابذة . وإذا تجاوزنا مسألة اللغة وجدنا ما هو أنكى وأفظع فقد أكدت العريضة بما لا يدع مجالا للشك أنّ الرجل جاهل بأبسط المعارف القانونية ..وباختصار إن على رئيس الحكومة  يوسف الشاهد إن أراد أن يصلح ما أفسده الطبيب أن يبادر إلى عزله ومحاكمته حتى لا يواصل إفسادا في وطن ما عاد يتحمل المتاجرة به .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire