lundi 4 juillet 2016

مقامة على نخبك يا وطن : إلى الوراء.."اِرْ"





     منذ سقوط الجمهورية الأولى الأهون   و الأفضل  من الثانية... تواترت على مسامعنا أصوات عالية ..فيها من الصدق ضروب..و فيها من لغاية في نفس يعقوب ..تبعتها أحداث دامية ...و احتجاجات حامية ..و محاكم و عراك وتهم و سباب ..و تنابز بالألقاب ...و اعتصامات بلا حساب ...و غيرها من كلام عن العلمانية و السلفية بشقيها الجهادية و العلمية ..و النقاب و الحجاب و عاريات الرؤوس ذوات القدµ الجذّاب ...
و المتابع يلحظ دون عناء أن البلاد ذهبت كبش فداء ..فذاك يجذب بطرف ..و آخر انتهج مقولة خالف تعرف..و آخرون يتهمون جيوب الردة ..و شق أياديهم للعنف ممتدة ..و هلم الجر ...و النتيجة ..البلاد تحتضر ..
في ساحة الوغى الكلامي تذكّرت فجأة ذاك المسكين الأمّي و المواطن البسيط و العصامي و من همه توفير لقمة عيش لأطفال جياع غير آبه بالتمييز  من الأسياد؟ و من الضباع ؟ ..و في ذات الساحة حامية الوطيس .. و الجدال الرخيص عمّا فعل هذا الوزير  وذاك الرئيس ..والانفلات تحت قبة برلمان النواب أو  التأسيس.. وفي خضم الأصوات  الداعية للحوار المدوية من كل مكان.. خطرت على بالي آية الرحمان ...في قوله العلي القدير:"إن أنكر الأصوات لصوت الحمير"...و من خلاصة حديث المختصين المتين .. تفطنت أيضا أن البلاد تحمل على عاتقها أوزارا  فجالت بذهني أية الجبار بقوله "كالحمار يحمل أسفارا "..حينها تجلى في مخيلة بائس منكسر ..نداء مذاقه حنظل مر... كأن بالجماعة يخاطبون البلاد إلى الوراء "ار "
ففي ضفة أولى قد يتساءل المواطن المسكين ...لم كل هذا التشاؤم من حين إلى حين ...و قد يلجأ آخر من "الخواجة" إلى القول أننا خرجنا من عنق الزجاجة..فيما يضيف آخرون بآراء باهرة انظر حال أترابنا في سوريا  و ليبيا و القاهرة..ها أننا أثبتنا قدرتنا على تجاوز المحن و نعيد اليوم بناء الوطن ...فالصبر يا أخٌ.. فليس بأيدينا أن نقول للشيء كن فيكون ..
أما في الضفة الثانية فتنتشر الفقاقيع و من يشتري في هموم المواطن ويبيع ...همهم  التنكيس و  التنغيص وهو لعمري أسلوب دنيء رخيص ..فينشرون الإشاعات...و يثرون الفزاعات ...ويبثون الرعب في كل الجهات ...و يؤلفون حكايات...و يفتحون ملفات و ملفات ... وأنه من باب الوقار والاستئساد يا أحرار أن نقيم الحلول و ندفع بعجلة الاستثمار..و الكف عن الشغب و سعي لإفراج عن كرب الشعب...أما يتطلب ذلك الوفاق أيها الرفاق ؟...أما تختفي فوق هذا كل الألوان و الأحزاب و تنتفي كل عمليات التصفية و الحساب؟ ...الم نعلم بعد أننا  لم نبن شيئا  " فوق خراب"؟...فإلى متى سنظل نبحث عن الزلة و نتشبث بالعلة تلو العلة ...أيا هواة التنبير أخاطبكم بكلام مفيد قصير لا أظن حتما أن القشة تستطيع قصم ظهر البعير... 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire