mercredi 13 juillet 2016

الثورة نيوز والذود عن القضايا العادلة : فيصل الرماني النموذج الآخر و ليس الأخير


حسّ صحفي  مع تمعَن ... قبل أن نتبنى  أية قضية للدفاع عن حقوق الإنسان


صحيح  أن  الثورة نيوز  صحيفة مختصة في  الفساد  و البحث  عن  بؤره  من  خلال  عمل استقصائي  بدرجة أولى مشفوعا    ببعض الأخبار و التحاليل  التي  نراها  مهمة  فضلا  عن  فتح  المجال  لمقالات الرأي  للتعبير الحر دون  قيود .. و لكن   يشهد به   العديد  من قراء الصحيفة أنها  انتهجت  مسارا صحفيا  موازيا لخطها  حيث  حملت  على عاتقها الذود  عن المظلومين و المقهورين   و تحملت في ذلك  تبعات  كبرى  حتى جعل البعض  في الطرف الآخر  يصفها  في  خانة صحيفة الثورة المضادة أو الإعلام  المصطف  وراء القتلة و المجرمين  ...
كانت و لا تزال  لنا  في الصحيفة العين الثاقبة و القراءة السليمة للأحداث  و التقارير و الوقائع  و كنا و لا نزال  ننحاز دوما  لما هو منطقي  و عقلاني  بعيدا  عن  ضروب العاطفة الجياشة  و شعارات النفاق المرفوعة ... حيث تحملنا   بكل  شجاعة و جرأة و  في  لحظة  تاريخية فارقة ملف  الدفاع  عن  المساجين الأمنيين  و أطلقنا عليهم  تسمية  القرابين العزل  رغم  حساسية الموضوع و صعوبة تناوله  فالأمر  ليس   بالهين  و الظرف  حينها  لم يكن  بالسهل  خاصة و أن منسوب  الفعل  الثوري  جد مرتفع   و نحن أمام شخوص  متهمين   بقتل  شهداء الثورة...  و لكن  حسنا  الصحفي  و إمعاننا  في قراءة الواقع  و الوقائع  و الأحداث  جعلنا  نجدّف  ضد التيار  و نصطف  فعلا  وراء الأمنيين المسجونين  دفاعا عنهم  بإيمان  صادق 
 سيرة   طويلة من الاصطفاف  وراء  من  سجن بهتانا  منهم   ..من  الذين  عانوا الويلات وراء القضبان ... بعد أن  ذهبوا ضحية مسرحية سيئة الإخراج  قوامها مؤامرة حيكت لهم و استهدفت بالأخص المجلس الأعلى للأمن المشرف زمن النظام السابق ... فرفيق بلحاج قاسم و عادل التويري و جلال بودريقة  و لطفي الزواري  و لمين العابد و يوسف عبد العزيز و الناصر بن عامر و زهير الرديسي  و غيرهم كثر من المساجين الأمنين الذين تخلت عنهم  النقابات الأمنية و سلطة الإشراف و حتى الشارع...فالكل عدّهم  من  المجرمين  الذين قتلوا أو شاركوا في القتل دون أن يعلم الجميع  أن المساجين كانوا و لا زالوا بمثابة الشماعة التي علقت عليها كل الآثام و الجرائم و نسبوا إليهم  كل الجرائم هكذا و أدانوهم بتهم القتل عمدا ترضية لمصالح العامة الراغبة في الاقتصاص من قاتلي فلذات أكبادنا ...هؤلاء المساجين السابقون  في وقت   تخلى عنهم  الجميع  رفعت الثورة نيوز  شعار الذود عن قضاياهم دون أن تنتظر جزاء و لا شكورا  رغم كون  الأغلبية لا ينظرون إليهم إلا من زاوية واحدة  وهي أنهم  كانوا خدمة النظام الساقط و عصاه الأمنية  حتى ظل ملفهم من الملفات "الطابو " و كأن بوسائل الإعلام  و هياكل المجتمع المدني تخشى عائلات الشهداء و جرحاها ... بل و كان الجميع يعتقد جازما أن هؤلاء هم رأس الهم  و أصل الجريمة و مصدرها ؟؟
و سيرة طويلة أيضا  في  الذود  عن  حق  عدد من الوزراء  في الحرية فوزير البيئة السابق  نذير حمادة  ووزير الدفاع  رضا  قريرة يشهدان  بدور الصحيفة في ذلك  و كذلك سيرة أخرى في  الدفاع  عن  حق الحياة  لرجال المال و الأعمال و آخرهم محمد دمق  فضلا  عن  الذود  عن  مساجين  من الدرك الأسفل  من  المجتمع   عز الدين  خماسي  مثلا  .....
  كانت  جل القضايا التي خاضت  فيها الثورة نيوز و دافعت  عنها  عادلة  و كلها  انتهت  تقريبا بالإفراج عن المساجين  و أخرهم  على الأقل  المقدم  في السجون  و الإصلاح  فيصل الرماني  الذي  برأه القضاء  و  أطلق  سراحه  بعد أزمة اشتدت  و طالت  أكثر من اللزوم ... حيث  اصطفت  الثورة نيوز للدفاع  عنه  و تبنت  قضيته  وحبّرت  عن  قصته  مقالات  و مقالات ...
 صحيح  أن  حكايات  المساجين  ظلما  تأسرنا  لحد يجعلنا نكاد نجزم أننا بحاجة إلى أن نكون معهم  أكثر مما كان  … فعشقهم لمعبودتهم  الحرية  يدفعنا …و حلمهم  بلقائها يجعلنا نؤكد أنهم المجتمع الوحيد الصادق الذي يقدر قيمة أن تكون حرا .. صحيح  أننا   ندرك انه في  السجن  مجتمع  آخر  …  و أنه عالم ليس عالم  الحرية المفتوحة  … في السجن أناس  شامخون  يرفضون الذل …  أناس  آخرون  بمنطق  آخر في  السجن  شعب  متمرد  على الدوام  … وفي  السجن  قوم لا يقبلون  الهوان .. و في السجن شباب ثوار إن تم المساس بحقوقهم..و في السجن قوم ناقمون على كل شيء في المجتمع..و في السجن عالم ليس كأي عالم … و في السجن من يعطي للحرية قدرها وقيمتها ويتطلع للحظة زفاف بمعشوقة المساجين. صحيح هذا كله و لكن يظل الحس الصحفي و قوة التمعَن و القراءة السليمة هي من العوامل   التي تتحلى بها الصحيفة و التي تجعلنا نغوص في بحر الذود عن حقوق الناس... بعيدا  عن  أخريات  من  المحامل الإعلامية التي  إمَا أن تجنح  تحت  رداءة  التزام الحياد  وإمَا أن  ترفض تناول مثل  هذه الملفات   خشية من المواقف المضادة  و شق  ثالث  يفر  منها   على اعتبار انه تغيب عنه الشجاعة في  مواضع ... بعيدا عن  تلك النائحات  اللاتي  يشغلن باكيات المأتم  كانت الثورة نيوز حاضرة و نجحت  في مقصدها   و ذلك   شرف  لا  ندَعيه ... 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire