samedi 2 juillet 2016

أليس الصّبح بقريب؟




ظن النّاس في وطني أنّه قد جاء على كلمة "المؤقت" عصر لن تكون فيه شيئا مذكورا بعد أن رجّحوا كفة الندائيين في الانتخابات التشريعية والرئاسية الأخيرة  ولكن خاب ظنّهم  وتبخرت أمالهم  لمّا تأكدوا بأن الشّيخين قد تقاسما الغنيمة ولم يحتكما إلى لعبة الصندوق التي قدّمت حركة نداء تونس وأخّرت حركة النهضة  . ومن نتائج هذا التوافق الموهوم المزعوم ما تعيشه تونس منذ حوالي شهر من ترقّب كبير  وحذر شديد بسبب البحث عن الربان الماهر الذي سيقود لا  سفينة الحكومة القادمة التي طوحت بها أمواج ساسة هواة بينهم وبين الحكم الرشيد ما بين السماء والأرض والنافلة والفرض .  فحكومة الصيودة  قد عجزت عجزا لا عجز بعده في  إدارة كل الملفات ولا سيما الملف الاقتصادي الذي جعل تونس اليوم مهددة بشبح الإفلاس  وحتى الملف الوحيد الذي تعافى وبدأ يسير في أقوم المسالك ونعني به الملف الأمني فلا فضل للحبيب الصيد فيه !


كنا نأمل لو أن رئيس الحكومة الحبيب الصيد سارع بالرحيل لأنّ زمنه ولّى وانتهى . وبقطع النظر عن التوصيف الذي ينطبق على حكومته ( حكومة مرتعشة الأيادي – حكومة بلا أياد – حكومة مرتبكة ..)  فإن الثابت داخل كل المتغيرات هو أن رحيل الصيد قرار لا  رجعة فيه وأن تنفيذه يجب أن يكون اليوم قبل غد لأن السيل بلغ الزبي وتونس وجدت نفسها اليوم في مأزق خطير ..فمنذ أن أعلن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي عن تغيير وزاري في الأفق حتى أصبحت الحكومة في عجز سريري فإذا استثنيا قلة من الوزارء الذين هم على يقين بأن الحكومة القادمة ستثبتهم لما قدموا في الأيام الخالية من أعمال محمودة وجهود مقبولة بصورة أو بأخرى  فإن وزراءنا الأشاوس قد انقسموا نصفين صنف وقف به حمار الشيخ في القصبة ورفع شعار " اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ" وصنف لما علم بأن ساعته قد أزفت انخرط في هسيتريا قرارات ارتجالية حتى  يظفر بأكثر ما يمكن من الغنائم ..


ولسنا ندري في الحقيقة إلى متى سيتواصل الأخذ والرّد حول تشكيل الحكومة ولسنا ندري هل سينتظر التونسيون أياما وأشهرا أخرى حتى يأتينا المهدي المنتظر على فرسه البيضاء ليفرج كربتنا ويرد علينا الأعداء .فالفتق في تونس قد غلب على الرتق وتونس اليوم تعيش سنة كبيسة عجفاء والقادم أسوأ وصناع القرار السياسي في غفلة يتناكفون في علانية ويتعانقون سرا . ولا ريب أنه على رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي  بعد أن تهاوى الدينار التونسي ووصل درجة توحي بالثّبور وعظائم الأمور أن يتحمّل مسؤوليته التّاريخية ويتّخذ القرار الحازم والعاجل  الذي يقي البلاد شرّ الوقوع  في مزالق لا يحمد عقباها ، إذ في إضاعة الوقت إضاعة للبلاد والعباد .وعليه أيضا أن يتحرر من ربقة الابتزاز الذي ما فتئت تمارسه عليه حركة النهضة  . وحتى لا تكون نظرتنا تشاؤمية سوداودية نقول إن تونس وإن عاشت في آخر حكومة الصيد أمنا افتقدته منذ الثورة وخاصة في شهر رمضان المكرم  – وهو كما قلنا لا فضل للصيد فيه – تحتاج أيضا إلى أمان اقتصادي واجتماعي ، فهل سيستكثر صناع القرار السياسي علينا نعمة الأمان ..اللهم اجعل هذا البلد آمنا .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire