mercredi 1 juin 2016

بلدية القصيبة و السياسة العصيبة ... ذاك فرض و الآخر سنة




 أفاد  إلياس الطرابلسي، مواطن من مدينة قصيبة سوسة، الثورة نيوز أنّ رتلا من أعوان الأمن والشرطة البلدية كانوا قد توجّهوا الى محلّه بشارع الحبيب بورقيبة بالمدينة مساء يوم الثلاثاء الماضي قصد تنفيذ قرار بلديّ يقضي بإغلاق محلّه المُعدّ لصنع وبيع المرطّبات. وتدخّل عدد كبير من المتساكنين لمنع تنفيذ هذا القرار الذي اعتبروه جائرا حسب تعبيرهم وتعاطفوا مع المُواطن مما أدّى إلى انسحاب أعوان الشرطة البلدية واستدعاء صاحب المحل للمثول لديهم. وكان الياس الطرابلسي، أصيل منطقة قصيبة سوسة، قد نقل مشروعه المتمثّل في فضاء لصنع وبيع المرطّبات من محلّ قديم إلى هذا المحّل الذي شغله بمُقتضى عقد كراء محلّ تجاريّ مُبرم مع صاحبه منذ أكتوبر 2015، وقام باستكمال كافة الإجراءات وتحصلّ على شهادة الوقاية من مصالح الإدارة الجهوية للحماية المدنيّة بسوسة، كما تحصّل على قرض لازال يُسدّده للآن، وانطلق في النشاط وشغّل عشرة عمّــال في البيع وصنع الخبز والمرطبات ليرتفع هذا العدد ويتضاعف في موسم الصّيف حيث يزداد توافد الحُرفاء عليه. في شهر جانفي 2016، وجّه معتمد القصيبة الثريات بسوسة وهو بدوره رئيس نيابتها الخصوصيّة، قرارا لصاحب هذا المحل يُعلمه بضرورة إغلاق محلّه لأنّه مُخالف لمثال التهيئة الترابيّة بالمدينة، حيث يستغلّ "الطرابلسي" محلّه في نشاط تجاريّ، بينما يقضي مثال التهيئة العمرانية أن تكون تلك المنطقة هي سكنيّة. "الطرابلسي" لم يكن المُخالف الوحيد في الشارع حيث أثبت محضر مُعاينة أجراه عدل منفّذ وتحصّلنا على نُسخة منه، أنّ شارع الحبيب بورقيبة ذو الصبغة السكنيّة حسب مثال التهيئة العمرانيّة يحتوي على عشرات المحلات التجاريّة وهو تجاريّ بنسبة تفوق الــ80 بالمائة، ويحتوي على محلات للأثاث ومخبزتين وصيدليتين ومحل جزار ومصنع أليمنيوم والعديد من المحلات باختصاصات مُختلفة. طالب المهنيون منذ سنوات بضرورة مراجعة مثال التهيئة العمرانيّة فشارع الحبيب بورقيبة في القصيبة هو الشارع الوحيد الذي تنتصب فيه كلّ هذه المحلات التجاريّة وهو يُعتبر تجاريّــا وفيه حركة مرور نشطة تُساهم في إنعاش الدّورة الاقتصادية، كما أكّد عدد من الأهالي لصوت الشعب، أنّ كلّ شوارع الحبيب بورقيبة في تونس تقريبا هي شوارع تجاريّة فلم الاستثناء في مدينتهم. بلدية القصيبة الثريات أصدرت قرارات غلق للعديد من المواطنين منذ العشرية الفارطة ولكن لم يتم تنفيذ هذه القرارات، وطالب الأهالي بمراجعة مثال التهيئة الذي تعطّل لسنوات عديدة، مُراجعة المثال سيُمكّن من إنعاش الأنشطة التجارية في الجهة. "الطرابلسي" توجّه لوالي الجهة "فتحي بديرة" ولكنه لم يتمكّن من لقائه ككل الزائرين لمقر الولاية، ووجّه مراسلات للمعتمد والوالي ولم يتلقّ أيّ ردّ، في وضعية كرّ وفرّ مع أعوان الشرطة البلدية المتمسّكين بتنفيذ القرار وإغلاق محلّه وقذف عمّــاله إلى البطالة. تمّ الاتّصال بمعتمد القصيبة ورئيس نيابتها الخصوصيّة في إحدى الحصص الإذاعيّة في الساحل، وطالبه الضيوف (من المتضررين) بالتسريع في مراجعة مثال التهيئة العمرانية لإنقاذ أعمالهم والخروج من الوضعية اللا قانونيّة وإنعاش الاقتصاد محليّــاـ خاصة وأنّه وجّه استمارات للمتساكنين بغرض المراجعة، لكنه تمسّك في الحصة وأصرّ على تطبيقه لقرارات الإغلاق في المحلات ومن ثمّ تتم مراجعة المثال. في "القصيبة الثريات" أمضى أكثر من 600 شخص عريضة وجهوها للسلط المعنية احتجاجا على قرارات رئيس النيابة الخصوصية وطالبوا فيها بفتح الإشكال القانوني وديّــا، ولكنّ لا مُجيب ، ممّــا أجّج الوضع وولّد حالة من الاحتقان.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire