mardi 21 juin 2016

سياسة رزق البيليك داخل شركات النقل العمومي : فشل عملية صيانة حافلة وتغيير محرّكها بكلفة خياليّة!




رغم أن الدولة التونسية قد أفلست فعلا فإن أهل القرار في بلدي لا زالوا يتصرّفون وكأن بخزائن بلادنا مال قارون فتجدهم عوض شدّ الأحزمة ومزيد التحكّم في المصاريف يخطّطون لتبديد المال العام على طريقة رزق البيليك من ذلك مثلا اتّجهت وزارة النقل لشراء قرابة 1200 حافلة جديدة بما قيمته 400 مليون دينار من العملة الصّعبة لتوزيعها على شركات النقل العمومي والحال انه كان عليها الاتجاه إلى أسواق الحافلات المستعملة بأوروبا لتوفير حاجياتنا العاجلة من وسائل النقل العمومي خصوصا وأن كلفة الحافلة المستعملة الواحدة (في وضعيّة جيّدة    bon état de marche) لا تتعدّى في أقصى الحالات 15 ألف دينار  واصلة إلى ميناء تونسي وهو ما يعني أن المبلغ المخصّص لشراء 1200 حافلة جديدة يمكن التّقليص فيه إلى 18 مليون دينار فقط .
حيث نعلم أن المتسبّب الرئيسي في إنهاك أسطول النقل العمومي هو بالأساس الصيانة العاجزة وسياسة الإهمال المعتمدة داخل كل المستودعات دون استثناء فالجميع تقريبا يتعاملون مع الحافلات على أنها رزق بيليك "دعه على حالته دعه يشتغل ولا تهتم" فنهايته معروفة أمّا مقبرة الحافلات بالمستودع أو مناشر الفيراي بمنطقة اليهودية وحتى نؤكد أن الصيانة ورغم ارتفاع كلفتها ظلت نقطة ضعف مستديمة تسبّبت في إهدار المال العام وإفلاس شركات النقل العمومي وحتى لا نطيل عليكم نعرض واقعة صيانة إحدى الحافلات maintenance d'un bus وتجهيزها بمحرّك جديد انتهت بإتلاف المحرك بعد سنة من تركيبه.. 


وحيث تم خلال شهر ماي 2015  ضمن برنامج إعادة تأهيل أسطول حافلات شركة نقل تونس  Transtu تجهيز  الحافلة عدد K3572 (تابعة لإقليم تونس I مستودع البكري) بمحرّك جديد لا تقلّ قيمته عن 80 ألف دينار تمّ توريده بالعملة الصّعبة والمصيبة أنه بعد أقلّ من سنة من الاستغلال تعطّب المحرّك الديزل moteur diesel الجديد وأصبح خارج الخدمة ونحن نعلم أنه لإنجاح أيّة عمليّة صيانة من الضروري توفّر ثلاثة عوامل أساسيّة وهي على التّوالي أولا توفير قطع غيار ومستلزمات الصّيانة من نوعيّة أصلية pièces de rechange d'origine (غير مقلّدة adaptables  وغير مجدّدة  non rénovées) وثانيا تكليف فنيين من أصحاب الكفاءة المهنية والخبرة الفنيّة لإنجاز برنامج الصّيانة الجزئية أو الكلية وثالثا تأمين خدمات الصّيانة الدوريّة للحافلة ككلّ بما فيها المحرّك الدّيزل وعلبة السّرعة ومختلف التّجهيزات  والأسئلة المطروحة : من يتحمّل المسؤوليّة مصالح الصّيانة أم مصالح الاستغلال ؟ وأين المتابعة الفنيّة للأسطول بمستودع البكري؟ أين رئيس مصلحة الصّيانة من كلّ هذا؟ وما الدّافع وراء السّاعات الليلية الإضافيّة بحجّة الصّيانة والتي حطّمت كل الأرقام القياسيّة؟





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire