samedi 14 mai 2016

نريدها حكومة صيودة حتّى لا تكون حكومة قرودة ؟




لا نحتاج إلى براهين عديدة حتّى نؤكد أنّ الفتق في تونس قد غلب على الرّتق منذ أن حكم ائتلاف رباعي أهلك الزّرع والضّرع وعاث في البلاد فسادا . ولا نحتاج كذلك إلى أدلة  حتّى نثبت أنّ الحبيب الصيد ما كان ولن يكون رائدا. لأنّ الرّائد لا يكذب أهله،  ولأنّ الرّائد " يكون مر ينفع ويضر "، ولأنّ الرائد هو الذي يعمل بمقولة معاوية  بن أبي سفيان لما سئل كيف استطاع أن يحكم في فترة  حرجة من التاريخ الإسلامي  " إنّي لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، كانوا إذا مدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها. . فالحبيب الصيد الذي جاءت به اتفاقات خاطئة كاذبة بين أحزاب قوية وأخرى ضعيفة لا وزن لها  حاكم ضعيف مستضعف لا  قرار بيده فكل وزير من وزرائه يغني على ليلاه شعاره في ذلك " الرأي رأيي والقرار قراري " ..وهو  لا سلطة له يصلي وراء الشيخ راشد الغنوشي ويأكل من مائدة الباجي قائد السبسي ويقول " الجلوس مع محمد بن رجب ( وزير سابق في عهد الرئيس زين العابدين بن علي )  أسلم "  عندئذ لا عجب أن تكون ملفات محاسبة الفاسدين نسيا منسيا . ولو كان الحال حال سلم لهان الأمر ولقبلنا بالصيد على مضض  ولكن بلادنا كما هو معلوم على شفا الانهيار تواجه حروبا ضروسا مع الإرهاب والتهريب والفساد فهل بقيادة الصيد للحكومة  الكسيحة ذات الأيادي المرتعشة  سنخوض  هذه الحروب  وسنحقق نصرا وفتحا ؟
ومما يدمي القلب ويبكي العين أحيانا أن الصيد يمعن في سياسة الهروب وتناسي الواقع المؤلم الذي ما فتئ يتأزم من يوم إلى آخر. ولسنا ندري في الحقيقة هل أنّ الحبيب الصيد يخادع التّونسيين أم يخادع نفسه عندما يعزف نشيد النّصر فيحدثنا عن البرامج التي سُطّرت وعن المشاريع التي نُفذت وعن الحلول التي أُوجدت وهو يعلم كما نعلم أن بين الخطاب والواقع  ما بين السماء والأرض والنافلة والفرض وحسبنا أن نقول ردا  على الأحلام الوردية التي ما فتئ الصيد يسوقها  " انت ما بينك وبين الواقع  دنيا ...دنيا ما تطولها ولا حتى فخيالك" اللهم إن كان رئيس حكومتنا لا يعترف بالأمثال الشعبية ولا يعنيه من قريب أو من بعيد قول أسلافنا " ... العزوزة هاززها الواد وهي تقول العام صابة ..."..بل إن هذه العجوز إن صحت الاستعارة من أمثالنا هي عجوز في الغابرين لم تجد ما به تفرّج عن أبنائها الذين أضناهم الجوع وطوّح بهم العطش  سوى أن تشدّ الرحال إلى بلدان منهكة فقيرة في إفريقيا تطلبا عونا وسؤددا  فيكون حالها كمن قيل فيه " عريان يسلب في ميت " ..إن الصيد الذي وجد نفسه بين صقور نهاشة تاهت به السبل وضل الطريق ولم يدر من أمره رشدا ..لذلك ظل يترنّح ذات اليمين وذات الشمال ويقول خطابات ليس يعنيها  ولسنا ندري إلى متى سترقص هذه الحكومة دون سيقان وتخطب دون آسنان أليس في وطني رجل رشيد .؟ طبعا الإجابة بلى فتونس ليست عاقرا بل أنجبت رجالا على مرّ التاريخ  فَلِمَ لا يستفيد  صناع القرار مثلا من رجال أثبتوا قدرتهم  على  القيادة  منذر الزنايدي وحاتم بن سالم وعمار الينباعي؟  أليس الصبح بقريب وهل سيأتي الفرج بعد الشدة ؟


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire