mardi 5 avril 2016

في مستشفى الأطفال بباب سعدون: بيننا وبين الحق في الحياة بضعة ملايين




 ليلة التاسع والعشرين من  مارس لم تمر يسيرة على ابنة الأشهر الثلاثة  المسماة (ليال و ) ووالدتها المرافقة لها في مستشفى الأطفال بباب سعدون , ففي بلدي بينك وبين الحق في الحياة بضعة آلاف من الدنانير إن لم تملكها سلّمك الواقع الصحي المتردي في تونس إلى الموت غير نادم موجز الفضيحة , بل قل المأساة التي لا تعدو أن تكون نموذجا لمآسي عدد كبير من التونسيين أن الرضيعة التي تعاني من أزمة تنفس شديدة قد تعكّرت صحتها في المستشفى العمومي وقد أعلمت والدتها أن ابنتها تحتاج الدخول إلى غرفة الإنعاش غير أنّه لا وجود لسرير شاغر هناك وما عليها إلاّ أن تتصرّف إن كان لها ما يكفي من المال لتنقذ رضيعة قد يكون ذنبها أن والدها ليس ثريا ليتجه إلى مصحة خاصة , أو أن الإطار الطبي بالمستشفيات العامة قد علّق مشاعره الإنسانية ليرتديها في مصحّة تدرّ عليه من المال ما يشجّعه على إيقاظ ضمير لا يصحو إلاّ على خربشة الإمضاء على صكّ بنكيّ , أو أنّ المنظومة الصحية العمومية في بلدها لا تعير أدنى أهمية للحياة البشرية... ومنتهى الحكاية أنّ والدة ليال قد أقدمت فجر 30 مارس على استدعاء سيارة إسعاف من مصحة خاصة ونقلت ابنتها إليها لتقترض ما اقترضت من الملايين حتى تدخل ابنتها غرفة الإنعاش وليبلغها الطبيب المباشر هناك أنّ بين ابنتها وبين الموت سويعة أو دون ذلك , ولتعلم كما نعلم أنّ بين المريض في بلدنا وبين الموت أموال جمّة إن لم توفّر فلا حقّ له في الحياة...


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire