mercredi 20 avril 2016

هل سنقضي على الإرهاب والنّهضة في الحكم ؟


 مساجد خارج السّيطرة وإرهابيون في حماية الحكومة


غالبيّة المساجد تسيطر عليها السّلفية الوهابيّة والجهاديّة من وراء السّتار وتدفع للإمام الخمس الذي يتقاضى ثمنا زهيدا وبذلك يصبح من المؤلّفة  قلوبهم ويتبنّى النّهج الوهابي المتشدّد  وفي غياب شبه كلّي لسلطة الإشراف النائمة في العسل (وزارة الدّاخلية – وزارة الشّؤون الدّينية ) وأمام تواطؤ بعض معتمدي الشؤون الدينية والوعّاظ النّهضويين  وغضّ الطرف عنهم يقع المحظور وتنقلب المساجد من نعمة الى نقمة ومن دور لعبادة الله الى مواقع لصناعة الإرهاب فإمّا أن تضطلع الدّولة بدورها في حماية الدّين والسّهر  على شأنه واختيار مدرّسيه وأيمّته حسب مايقتضيه الدّستور وإمّا على الدّنيا السّلام وابشروا بجيل من الدّواعش في ثوب مدني يتنقلون بكل حريّة في  قلب المدن لتنفيذ عمليّاتهم الإرهابية وسط الأسواق وداخل الفضاءات التجاريّة الكبرى .



وزارة الشؤون الدينيّة فقدت سيطرتها على المساجد وتخلّت عمدا عن الاضطلاع بدورها بل ساهمت في تردّي الأوضاع داخلها وما حرص حركة النهضة في كل الحكومات المتعاقبة بعد الثورة على أن تكون حقيبة وزارة الشؤون الدينيّة (نور الدين الخادمي– منير التليلي– محمد خليل) وحقيبة وزارة الداخليّة من نصيبها إلا دليل كاف على سوء نية الجماعة فهم يعتبرون المساجد فضاءات تابعة ومستباحة لممارسة الممنوع والمحظور اجتماعيّا ودينيّا وأخلاقيّا واقتصاديّا وأمنيّا وكلّنا نتذكّر الحملة العشواء التي قادتها النهضة لتنحية الوزير عثمان بطيخ وتعويضه بعد أن تجرأ وتجاسر على عزل الإمام السّلفي رضا الجوادي من إمامة جامع اللخمي بصفاقس وعلى إحالته على القضاء من أجل قضايا فساد مالي ... واقعة القبضة الحديدية Bras de fer  بين النداء والنهضة حسمت لفائدة الأخيرة التي فرضت على حكومة الصّيد المرتعشة سياسة الأمر الواقع إمّا القبول بعزل بطيخ أو إسقاط الحكومة وعلى قول المثل الشعبي " كي ولّى اللّعب بعشانا إسمعي الحسّ يا حنّانة" ومن هنا نخلص الى أن النهضة متمسّكة بموقفها المشبوه رغم التّهديدات الإرهابية القادمة من المساجد من خلال الدّفع بالحكومة لاعتماد سياسة "سيب الماء على البطيخ" و"سيّب الإرهابي " و "سيّب رضا" و "سيّب أبو عياض" و "دعه يمرّ وأتركه يقتل وينهب" و"سيّب الإرهابي و إجري وراه"...فهلمن المعقول أن تخوض بلادنا حربا حقيقية على الإرهاب دون ضمان سيطرتها على كل المساجد وهل سنقضي على الإرهاب والنهضة في الحكم ؟؟


فالتّخطيط للاغتيالات السّياسية التي شهدتها البلاد خلال سنة 2013 (شكري بلعيد ومحمد البراهمي) تمّ من داخل المساجد المحاذية لمساكن الشهداء وجلّ العمليّات الإرهابية التي ضربت قلب المدن دبّرت بمساجد متواجدة بالجهات المستهدفة (عملية باردو – عملية سوسة – عملية شارع محمد الخامس - الهجوم الإرهابي ببن قردان - ...) وآلاف المنقّبات والملتحين خطّطوا للالتحاق ببؤر التوتر (ليبيا – سوريا – العراق )للانضمام لتنظيم داعش الإرهابي من داخل المساجد بجهاتهم وحتى إخفاء الأسلحة والذّخيرة أصبح يتم في الأغلب داخل دور العبادة ...إذا وظيفة المساجد عند الجماعات الإرهابية تحوّلت من دور للعبادة إلى مواقع إستراتيجية آمنة لاستقطاب وتجنيد السّذج والبلهاء والمغفّلين باسم الدّين ومن اجل الحور العين وما أدراك ما الحور العين؟! والتغرير بهم لدفعهم نحو الهاوية والمصير المجهول ...كل الخلايا الإرهابيّة تتشكّل داخل المساجد وتنشط داخلها بكل حريّة وبعيدا عن الرّقابة والرّصد والمتابعة وتنطلق منها لتنفيذ عمليّات الغدر والخيانة باسم الجهاد المزعوم ورغم علم حكومات ما بعد الثورة بهذه الحقائق الثابتة إلا أنها اختارت طريق الكذب والمخاتلة والمكر والنّفاق حيث اعتادت وزارة الشّؤون الدينيّة الترويج زورا وعلى مختلف وسائل الإعلام ... نفس الخطاب ونفس الإسطوانة المشروخة  لاقناع التونسيين بأنه من جملة ال5400 مسجد تحت الإشراف والسّيطرة يوجد مسجد وحيد خارج السّيطرة ... وزير الشّؤون الدينيّة السّابق منير التليلي (نهضوي) في تصريح له يؤكد على أنه تمّ استرجاع 100 جامع خارج عن السّيطرةوأن جامعا وحيدا في منطقة سبيطلة من ولاية القصرين... وزير الشّؤون الدينيّة الحالي محمد خليل (نهضوي) أكد أن جميع المساجد تحت إشراف الوزارة باستثناء مسجد وحيد بسيدي علي بن عون من ولاية سيدي بوزيد ...أي كلاهما أكد على أن كل المساجد تحت الرّقابة إلا مسجدا وحيدااختلف الوزيران النهضويان حول موقعه فالتليلي أشار الى مسجد بسبيطلة وخليل أشار الى مسجد بسيدي علي بن عون وهو ما يعني أنّ كلاهما يكذب خصوصا اذا رجعنا الى تصريحات الوزير السّابق للشؤون الدينيّة عثمان بطيخ (شغل الخطة بين الوزيرين التليلي وخليل) والذي أكد أنهلايمكنحصرعدد المساجد الخارجة عن سيطرة الوزارة والدولة موضحا أن الرّقم متغيّر ومتحرّك فمثلا إعترف بطيخ  في إحدى تصريحاته بأنه تمّت تسوية وضعيّة 42 مسجدا من جملة 80 خارج السيطرة ...وفي الفترة الأخيرة عاد محمد خليل وناقض تصريحاته السّابقة من مسجدبسيدي بوزيد خارج السّيطرة. ..ارتفع اليوم العدد الى 10 مساجد في سيدي بوزيد لوحدها والأسئلة المطروحة إذا كان هذا حال مساجد سيدي بوزيد فما هو حال الولايات الأخرى ولماذا تتعمد وزارة الشّؤون الدينيّة تقديم معلومات مغلوطة ؟؟ ولماذا تواصل التعتيم عن الحقائق المغيّبة ؟؟ ولماذا تلجأالوزارة للتّلاعب بالألفاظ والمصطلحات فهناك فرق كبير بين مساجد تحت الإشراف ومساجد تحت السّيطرة ومساجد تحت المراقبة؟؟  ولماذا اختلف وزيرا النهضة أي التليلي وخليل في تحديد موقع المسجد الوحيد الخارج عن السّيطرة فالأول ادّعى بأنه بسبيطلة والثّاني ادعى بأنه بسيدي علي بن عون؟؟ فتصريح من نصدّق ؟؟ وكيف تعجز الدّولة بأمنها وجيشها وقضائها ومؤسّساتها المدنية وجمعيّاتها الحقوقيّة عن استعادة السّيطرة على كل المساجد أي ال5400 مسجد ؟؟وهل يقبل عقل سليم أن من نجح في فرض السيطرة على 5399 مسجد يقف عاجزا لا حول له ولا قوّة أمام مسجد وحيد ؟؟ الحقيقة المغيّبة والصّادمة أنه لا توجد نية صادقة لدى القيادة السّياسية الحالية لبسط السّيطرة على كل المساجد دون استثناءات وبعيدا عن التّضليل والمراوغة ... فالنهضة لن تقبل بوضع المساجد تحت السّيطرة وهي التي تستغلها لتفريخ وتحريك خلاياها الإرهابية النّائمة كلما احتاجت لذلك.



نور الدين الخادمي


محمد خليل 


منير التليلي


عثمان بطيخ

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire