samedi 23 avril 2016

من قرقنة إلى الكاف : ما جزاء الاحتجاجات المشروعة إلا القمع الوحشي و المتراك




ما أشبه اليوم بالبارحة ، بل إن اليوم أشد بؤسا وأكثر ضنكا .إذ لا يجد المرء وهو يتابع  ما يتعرض إليه  أبناء الشمال والجنوب من قمع وحشي وهرسلة أمنية إلا أن يشير بالسبابة والإبهام إلى أن الحكومة التي فشلت فشلا ذريعا في كل المجالات لم تجد سوى القمع الوحشي ترد به على أهالي قرقنة والكاف الذين خرجوا يطالبون بحق اغتصب منهم وأهلهم  ينظرون ...ثار أهالي قرقنة الطيبون واحتجوا في تحضّر- وهم على مرّ التاريخ يعملون ولا يشتكون ويفعلون ولا يقولون -  ثاروا على مغتصب أجنبي أظناهم بعسفه وأرهقهم بجوره وأذلهم وأخذ الجمل بما حمل،  ولم يترك لهم حتى العظام ،  فهل هان رجال هذه البلدة المناضلة وأصبحوا في مرتبة أقل من مرتبة الكلاب " الكلب يعطوه عظم " وإذا بحكّام بلدهم وأبناء جلدتهم يذيقونهم  من العذاب ألوانا بلا شفقة أو رحمة "  وظلم ذي القربى أشدّ من وقع الحسام المهند " ..عصا البوليس الغليظة روعت الأهالي فاستنفرت ذاكرتهم جرى في الرديف سنة 2008 من أفعال قمع وحصار لأنهم طالبوا يوما بنصيبهم ولم يرضوا بأن يهلكوا عطشا والماء فوق ظهورهم محمول. بالأمس الرديف وقيل إن ذلك من عمل الدكتاتور.. اليوم وزمن حكومة دينية ديمقراطية قرقنة تحاصر بعصا البوليس الغليظة ، والكاف يضرب  أهلها بالحديد والنار،  وقبل ثلاث سنوات يرمي أهالي سليانة بالرّش فتفقأ عيونهم وتخرب أجسادهم  في سابقة خطيرة لم يقدم عليها نظام بن علي حتى في أحلك فترات استبداده وهو لعمري أمر في غاية الخطورة .


إن حكومة الحبيب  الصيد أو قل حكومة الشيخين التي تتوكأ على عكازين يهشان بهما على مافيا الدولة ولهما فيهما مآرب أخرى  جاءت أمرا نكرا  وأرادت أن تغطي عورتها فإذا بها تتعرى حتى لا ستر دونها . وهي  بما فعلت في جنوب البلاد وشمالها قد دقت آخر إسفين في نعشها وأكدت فشلها سياسيا و اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا . وحتى حادثة بن قردان التي تتخذها الحكومة دليلا تتباهى به وتتبجح بانتصاراتها أمنيا ،  لا يجب أن ينسينا مرارة العمليات الإرهابية  والفشل الذريع في حماية متحف باردو و توقي العملية الإرهابية التي جدت بنزل الأمبريال  بسوسة و ردّ كيد  الدواعش الذين قتلوا حماة الوطن خلال استهداف  حافلة الأمن الرئاسي بتونس العاصمة  وهو ما يؤكد تأكيدا قاطعا أن هذه الحكومة تسير نحو الهاوية وهي قاب قوسين أو أدنى أن تجعل من تونس يونانا ثانيا .  إن حكومة  الصيد قد عجلت بنهايتها وبرهنت على أنها لا تميز بين رد الفعل الذي يجب أن يكون عنيفا إذا كان العدو إرهابيا وبين رد الفعل القائم على الحوار إذا كان " العدو " محتجا يطالب بنصيب في التنمية.


إن  على حكومة الحبيب  الصيد أن تحزم  حقائبها وتغادر اليوم قبل  الغد  لأنهرئيس الحكومة فيما بنيت 15 شهرا التي  تحمل المسؤولية فيها  إنه أبعد ما يكون عن الرجل الذي يصنع القرار السياسي  فكان أن   ظلم نفسه  وظلم أهله لأنه كان جهولا - والحقيقة لو أن الصيد كان قادرا على القيادة لاصطفاه بن علي ولقربه وهو المعروف بحسن اختيار الوزراء -، فقد توسم فيه التونسيون  الخير ورفع بعضه شعار ه " كون صيد وكولني " ولكنه لم يكن أسدا بل ترك اليد الطولي لرجال الأمن " باش ياكلو أبناء الشعب   بالطرياح"...هذه هيبة الدولة بل قل هذه خيبة الدولة .



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire