vendredi 15 avril 2016

ملائكة المؤسسات التربوية وأبالسة التّحرش الجنسي ؟




" تونس:  موجة غضب بعد العفو عن أخ وزير العدل ( نور الدين البحيري ) المورّط في قضية تحرّش جنسي بطفل "المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس: اتهامات متبادلة بالعنف والتحرّش الجنسي بين طبيبة وممرّض" " شيخ يعلم القرآن متهم بمفاحشة طفلة ذات أربع سنوات " حومة السوق جربة: عريضة ضد معلم بسبب التحرش الجنسي"  سوسة: بعد التحرش بتلميذة من قبل حارس مدرسة: المعلّمون يحملون مندوبية التربية المسؤولية ويستنكرون «هجمة» الأولياء" " 6 أشهر سجنا لأستاذ تحرش بتلميذته عبر «فايسبوك " غلق مركز " فرحة الحياة لذوي الاحتياجات الخصوصية إثر كشف حالات تحرش واغتصاب " ..أصبحت مثل هذه العناوين ذائعة شائعة في الصّحافة التونسية بعد الثورة .


إذا انطلقنا من المكان قلنا تعددت الولايات والحدث واحد... نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء..ويا ويح من لم تلبّ النداء. وإذا رمنا البحث عن إحصائيات دقيقة عجزنا عن ذلك وأقصى ما يمكن الإقرار به أن ظاهرة التحرش الجنسي قد عرفت تفاقما بعد الثورة لأسباب عديدة سنشير إلى بعضها لاحقا.


أمّا عن الضحايا فهم من الجنسين وإن كان الإناث أكثر عددا. ولن يهمّنا في هذه الورقة أن نتحدث عن جميع أصناف الذين يتعرضون إلى هذه العملية الخسيسة وإنما سنقتصر على فئة واحدة هي فئة الملائكة من فلذات أكبادنا الذين نودعهم رياض الاطفال والمحاضن والمدارس والمعاهد والكليات للنهل من مدارج العرفان والترقي  .فإذا بالرضيعة الملاك والتلميذة البريئة تغتصب اغتصابا وإذا بالطالبة " العاقلة « تتزوج زواجا عرفيا ويرسل بها إلى بؤر التوتر تجاهد جهاد نكاح.


ليس من الغريب في الحقيقة أن تشيع ظاهرة التحرش الجنسي في مؤسساتنا التربوية التي ملئت بعدد كبير من جماعة العفو التشريعي العام  زمن الترويكا. ودون تجنّ عليهم  نقول إن بعضهم يعاني عقدا نفسية مركبة  بسبب أيام السجن ولياليه وبعضهم  قد ملئت قلوبهم حقدا ونقمة على النظام السابق فكان أن اقبلوا على التدريس وهم غاضبون في  الانتقام راغبون . لذلك لا نستغرب  إن  عاثوا في مؤسساتنا التربوية فسادا وعجزوا عجزا تاما عن القيام بمهامهم البيداغوجية  والتربوية  ونحن نسأل ما ذنب فلذات أكبادنا الذين وجدوا أنفسهم أمام وحوش آدمية لم يراعوا فيهم إلّا ولا ذمّة  ..وليس من المستغرب ايضا أن تتفاقم هذه الظاهرة ونحن نرى مظاهر عديدة تؤكد أن حكامنا الجدد لا يرون في المرأة سوى عورة يجب سترها من ناحية والتمتع بها على الفراش مهما كان سنها من ناحية أخرى. فأي معنى مثلا أن نفرض على ملائكة الأربعة أعوام ارتداء الحجاب ؟ وأي غاية من تحفيظ بنيات صغيرات شعار " موتوا بغيظكم " ؟ واي مقصد من دعوات إلى الفصل بين الذكور والإناث في المدارس ؟


إن هذه الأسئلة وغيرها تدعونا في أن نقف بالمرصاد إلى خطر الإخوان ومشتقاتهم الذين يكيدون لمدارسنا كيدا فيفسدون مناهجنا ويحشون عقول صغارنا بترهات جماعة بول البعير وكلنا يتذكر مشاهد البنيات الصغيرات اللاتي فرض عليهن استقبال دعاة الفتنة الذين جاؤوا من صحاري العرب لتصحير عقول نسائنا . فإليهم وإلى أبالسة العفو التشريعي العام نقول على لسان الشاعر الذي عاش مناوئا لمثل هذه الأفكار الهدامة "  نساء بلادي نساء ونصف ."



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire