samedi 9 avril 2016

حكّام ما بعد الثورة : زعماء أم لصوص ؟




من جديد تسقط ورقة التوتعن حكومة الحبيب الصيد. ومرة أخرى تتعرّىسوأة حكومة جديدة وتنكشف زلاّتها و يظهر عجزها عن قيادة دولة ما زالت إلى يوم الناس تتقاذفها أمواج حكام هواة غير قادرين على صناعة القرار السياسي. فمن يوم لآخر يثبت بالدليل القاطع  أن البناء الرباعي  الذي شيده تجار الدين مع شركة حزيب آفاق تونس ومقاولات الرياحي  وبعض من مافيا نداء تونس كان أوهى من بيت العنكبوت . ومن كارثة إلى أخرى نتأكد من أن حكومة الشيخين ما فتئت تترنح بعد أن طوح بها الفشل وأضناها الفساد وجعلها تسير في طريق الأفول مؤكدة أن " الملك الجيد يشبه الملك القديما "  .


في البدء تشكلت  الترويكا  فكانت حكومة لا شرقية ولا غربية تكاد لفرط غرابتها توحي بأنها نبعت عن غير مثال أو سويت على غير منوال ." فهذا بناقوس يدق وذاك بمئذنة يصيح " ولئن اختلفت المرجعيات فقد تشابهت الغايات . فأمّا حفاة النهضة وعراتها فقد اصبحوا يتطاولون في البنيان ولنا في قصور كبيرهم  الشيخ راشد الغنوشي ، وفي سرايا حمادي الجبالي ما يغني عن مزيد ذكر الشّواهد . 


أما صاحبنا  الصحبي عتيق فقد طلّق كغيره من قادة النهضة الحواري الفقيرة والأحياء المهمشة واختار  المناطق الراقية بعد أن فتحت له خزائن الدولة كغيره من حواريي النهضة وأنصارها تحت غطاء ما يسمى بالتعويضات التي أعطى فيها من لا يملك لمن لا يستحق .


 وغني هنا عن أن نفصل القول في  الليالي الملاح التي عاشها بوشلاكة في الأجنحة الملكية بنزل الشيراتون و أن نسهب في ذكر خفايا الهبة الصينية التي سرقها واهلها ينظرون .


أما جماعة التكتل فقد تكتلوا ذات ليلة في منزل مقرب من مصطفى بن جعفر يساومون رجال الأعمال ويبتزونهم وقد شهد شاهد من أهلهم( حسام زقية "  عما أتت أياديهم في الأيام الخالية .وأما المرزوقي فكان يأكل سمكا طريا شهيا ويشرب الماء صفوا ويشربه أبناء تونس  في الجهات المحرومة كدرا وطينا .ثمّ جاءت حكومة المهدي جمعة اسوأ خلف لأسوأ سلف  إذ واصلت سياسة سابقتها ورفعت شعار " نحن حكام نقل حين الفزع ونكثر حين الطمع " . 


فالمهدى المنتظر قد صال في الفساد وجال ووهب عقود نهب البلاد وخيراتها ومقدراتها لمن لا يستحق . ولا يسمح المقام في الحقيقة بتقصي الجرائم التي ارتكبها المهدي في حق البلاد والعباد.


هي إذن خمس سنوات عجاف كان حصادها هشيما مرّا ، لأنّ من حُمّلوا الأمانة خانوها وفرّطوا في مالها وأبنائها رغم أن المال والبنون زينة الحياة الدنيا .


أمّا الاموال فقد بددّوها وهرّبوها. وأمّا البنون فقد أرسلوهم إلى بؤر  التوتر ومحارق الحروب فكانت المحصلة استباحة حدود الوطن الآمن وتنامي الإرهاب وعجز تام عن حلحلة مشاكل التنمية ، وحل مشاكل البلاد في الداخل ، واهتزاز صورة تونس في الخارج بعد أن تحوّلت بلادنا الآمنة  إلى محضنة للإرهاب ومفرّخة للدواعش .


ولسنا ندري في الحقيقة  إلى متى سنغّطي عورات الحكومات التي تعاقبت على تونس منذ 14 جانفي 2011 إلى يوم الناس هذا ؟ ولسنا ندري أعقمت أرحام التونسيات عن ولادة رجل رشيد يصلح ما أفسدته حكومات ما بعد الثورة ؟ إن زمن التجريب الثوري قد ولى ، وحكومات الهواة قد انقضى عهدها، واشباه السياسيين ما عادوا ينفعون البلاد ولا العباد. وليس أمام تونس اليوم سوى البحث عاجلا عن حكومة قوية يكون ولاؤها الوحيد للوطن ..أليس الصبح بقريب ؟


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire