جرائم لا يمكن السّكوت عنها : فساد مالي وإداري واستغلال للسّلطة في شركة الخدمات الوطنيّة والإقاماتSNR!

لم تعرف شركة الخدمات الوطنية والإقامات منذ تأسيسها (قرابة عقدين) فترة أسوأ من الفترة التي عرفتها بعد الثورة بعد أن استباحها معز بوجميل على جميع المستويات وبديهة أن تتخلّى عن مهامها الأصليّة من تنظيم عمليّتي الحجّ والعمرة والسّهر على راحة الحجيج والمعتمرين وتمكين ضيوف الدّولة المبجّلين من أحسن ظروف السّكن لتتحوّل إلى مزرعة خاصّة بآل بوجميل وبمعارفه وأصدقائه وحلفائه يقدّم لهم الخدمات بدون حساب ويمكّنهم من المكافآت والمزايا المغرية بمناسبة أو دونها وفي الطرف الآخر يعمد إلى الإضرار بمصالح حجيجنا الميامين وتعقيد إقامتهم بالبقاع المقدّسة وتعريضهم للأخطار وإفساد فرحتهم و.... الأخطاء قد تحصل في كلّ الإدارات وفي كل الأزمان،وكلّنا معرّضون للخطأ، لكن أي خطأ مقصود فهو يعتبر تجاوزا وخرقا للقانون ويستوجب العقاب الزّجري.

الرّئيس المؤقت السّابق "فوفو" أو الدّاعم الرّسمي للرّجل غير المناسب

لم ينس الرّئيس المؤّقت لأحد عشر شهرا (من 15 جانفي 2011 إلى 13 ديسمبر 2011)فؤاد المبزّع وشهرته Foufou أن يكافئ معز بوجميل المدير السّابق بمجلس النّواب DAF والذي  لم يدّخر  زمنها من جهده يوما لخدمة مصالح سيّده الخاصّة وكانت المكافأة المجزية يوم 26 ماي 2011 بتعيينه رئيسا مديرا عامّا للشّركةالوطنية للإقامات والخدماتSNR)منتزه قمرت سابقا) وعلى الشركات المتفرعة (شركة الدراسات والتهيئة سقانص المنستيرSEASM– شركة تور أفريك TOURAFRIC– شركة كازينو قمرت  Casino Gammarth...) ... تعيين اعتمد المحاباة والمحسوبية ووضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب وتواصلت المهزلة بعدها إذ تدخل مرّة أخرى الرئيس المؤقت السّابق لدى قريبه وابن خالته الرّئيس الباجي لإبقائه في الخطّة نكالة في البلاد والعباد .

إذا عرف سبب العلاقة بين المبزّع وبوجميل بطل العجب

 علاقة معز برئيسه فوفو يعرفها القاصي والدّاني ولا فائدة في التطرق إليها بالتفصيل لكن سنعرّج على تضحيات معز بوجميل والذي خصص كل وقته لخدمة بيت السيّد ومن بين الخدمات... السّهر على خدمة كلب زوجة عرفه "فوفو" وهو من نوع الكانيشCaniche حيث اعتاد بوجميل الاشراف شخصيّا على متابعة تلاقيحه الدوريّة  vaccinationوالتعهّد بمصاريف تنظيفه وحلاقته وتزيينه بكلفة شهريّة لا تقلّ عن 200 دينار  دون احتساب مصاريف الوقود والسيارة الادارية والسائق ... جميعها كانت تقتطع من ميزانية المجلس المنهوب والأمر لم يتوقّف عند تحميل ميزانية الدولة ما لا تحتمل وما لا يجوز بل تعدّاه الى التّكفل بمصاريف رحلات مدام "فوفو"  خارج البلاد في سفريّات لا تنتهي وبديهة أن يتعهّد بوجميل المعروف بوصوليّته وتملّقه وانتهازيته بكلّ المصاريف من تذاكر سفر وإقامة في أرقى النّزل الفرنسيّة وغيرها بل وصل به الأمر الى حدّ التّعهد الممنوع بمصاريف بيت سيّده وولّي نعمته ...ولا ندري كيف غفل أعضاء المجلس التّأسيسي وبعدهم نوّاب مجلس الشّعب عن القيام بعمليّة تدقيق محاسباتيّة معمّقة Audit comptable لكشف المستور .

شتّان بين شركة منتزه قمرت الرابحة والشركة الوطنية للإقامات والخدمات الخاسرة

قبل الثورة بلغت مرابيح شركة منتزه قمرت Gammarth Loisirs سابقا والتي تغيّرت تسميتها إلى الشركة الوطنية للإقامات والخدمات Société des services nationaux et des Résidences  (عدد سجلّها التجاري B1106081997) وخاصّة خلال فترة إشراف المحامي محمود بلّلونة مرابيح قياسيّة غير مسبوقة نتيجة حسن التّصرف والتّسيير والتّدبير وليصل الأمر إلى حدّ توظيف فوائد المدّخرات لخلاص الجزء الأكبر من الأجور والأعباء والمصاريف من العائدات المالية من ذلك وعلى سبيل المثال لا الحصر تمّ زمنها حجز مبلغ مالي بقيمة  40 مليون دينار  في حساب مجمّد Compte bloqué بأحد البنوك الوطنية ... في ذلك الوقت أي زمن دولة الفساد الأولى نجحت شركة الوطنية للاقامات والخدمات في تقديم خدمات راقية وفي المستوى المقبول للحجيج والمعتمرين (سكن وإعاشة في نزل فخمة على مقربة من الحرم المكي... )إضافة إلى تسجيلها لمرابيح قياسية ولكن بعد الثورة وبوصول معز بوجميل تغيّرت المعادلة من النّقيض إلى نقيضه خلال المواسم المتتالية 2012 و2013 و2014 و2015 إذتدهورت الخدمات المسداة بشكل كارثي دراماتيكي (السّكن في بنايات قديمة "وكايل" بعيدة عن المنطقة المركزية بأكثر من 8 كلم . وأمّا عن الاعاشة فحدث ولا حرج فقد كان الأكل ينقل في شاحنات غير مبرّدة) وتدنّت الأرباح بل وسجّلت الشّركة المنهوبة خسائر  غير مسبوقة والحال أن عدد الحجيج تقريبا هو نفسه وأمّا عن الأسعار المعتمدة للحجيج المكفولين فقد ارتفعتإلى الضّعف ومن هنا نخلص إلى أن لوبيات المافيا أطبقت سيطرتها زمن الحوكمة الرّشيدة على مفاصل ومداخل ومخارج شركة بوجميل عفوا الشركة الوطنية للاقامات والخدمات .

عائلة آل بوجميل وسفريّات جلب طواقم المصوغ

حرص ر.م.ع. شركة "رزق البيليك" SNR  خلال كلّ تنقلاته إلى البقاع المقدسة على اصطحاب حرمه المصون أستاذة التعليم الثانوي وكذلك بنتيه (خلال العطل المدرسية) رحلات دوريّة متكرّرة بين تونس والسّعودية بسبب (إعداد – متابعة – معاينة - إبرام عقود - ...) أو دونه على حساب المال العام ولا تسالوا عن السّكن فهو في أرقى النزل (الهيلتون والموفامبيك)وأفخم الغرف ...خدمات خاصّة "مكرمة" اعتاد توفيرها المتعاقدون مع الشركة المنهوبة لحاكمها المتغوّل... وتشير  المعلومات التي بحوزتنا إلى أنّه خلال رحلة عودة عائلة آل بوجميل من البقاع المقدسة تكون حقائبهم عادة معبّأة بأثمن طواقم المصوغ ومن جهة أخرى فإن مدام بوجميل وبحكم شغفها بالسّفر مع زوجها لفترات مطولة (بين 10 و20 يوما) فقد توسّط لها زوجها لدى مدير المعهد لكي يتستّر على غياباتها المتكرّرة وغير المشروعة وهي التي لا تعمل بالكاد أكثر من شهرين في السّنة الدّراسية الواحدة.

بوجميل شغوف بتملّك العقارات وآخرالاقتناءات عقار ب750 ألف دينار

ولأنّ معز بوجميلشغوف بتملّك العقارات بمختلف المناطق الساحليّة فقد وجد الرّجل التّوقيت مناسبا زمن الفوضى العارمة التي تعرفها بلادنا بعد الثورة لشراء عديد العقارات والشّقق والضّيعاتلعلّ آخرهااقتناؤهلعقار مسجلّ بجهة الحمّامات يمسح 1000 متر مربّعا(أرض بيضاء معدة للبناء)بثمن 750 ألف دينار  ... هذا غيض من فيض وما خفي كان أعظم.

عريان المؤخّرة وفي يده خاتم

تبديد المال العام هي شعار المرحلة بالنّسبة إلى معز بوجميل والذي آجاز لنفسه ما لا يجوز وتعدى كل الخطوط الحمراء ليصل به الامر إلى حدّ تمكين وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافيةAMVPPC  من منحة دعم ب2 مليون دينار  لصيانة وتجديد نافورة مياه تقع قرب قصر سقانص (الشركة المنهوبة لا دخل لها في النافورة) والحال أنّه كان أولى وأحرى أن يخصّص المبلغ المذكور لصيانة بنايات وقصور الشّركة المنهوبة ...على مراد الله.

بوجميل يتستّر على عمليّة سرقة من داخل المؤسّسة المنهوبة

قبل انطلاق موسم الحج 2015 بأسابيع شهدت خزائن الشّركة الوطنية للإقامات والخدماتاختفاء مبلغ مالي بقيمة 30 ألف دينار  وعوض البحث في الموضوع للوصول إلى مرتكب الفعلة الشنيعة وإحالة الأمر للقضاء لتأخذ العدالة مجراها عمد الحاكم بأمره معز بوجميل إلى إعطاء أوامره بإغلاق الملف تفاديا للإزعاج وما دام المال موجودا حسب رأيه فلا خوف على الشّركة من الإفلاس.

موسم الحجّ 2015 خصّصه بوجميل لأخذ صور السيلفي

كان الاعتقاد أن يستغّل معز بوجميل تواجده على عين المكان خلال موسم حج 2015  للسّهر على راحة الحجيج وتلبية احتياجاتهم وتأمين سلامتهم لكن الرّجل المعروف بإهماله واستهتاره خصصّ كلّ وقته لزيارة المواقع التّاريخية والأسواق الشّهيرة بالبقاع المقدّسة رفقة كلّ من مستشاره الخاصّ عبد الحكيم البولادي ومستشار الرّئيس الباجي المكلّف بمتابعة المؤسّسات الخاضعة لرئاسة الجمهوريةفيصل الحفيان وزوجاتهم طبعا ... ولتوثيق ذلك أكثر بوجميل من استعمال صور السيلفي الذّاتية والجامعة وهو ما لاحظه غالبية المتابعين لمنشورات صفحات التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"...

خميس بن فطّوم ... سبب كلّ البلاوي

يصنّف العارفون خميس بن فطّوم صهر الرئيس المخلوع (زوج هندة الدّواس ابنة حوريّة بن علي) بأخطر لوبيّات الفساد والرشوة والمافيوزي رقم واحد في قطاع الحجّ والعمرة الموازي فالرّجل اختصّ قبل الثّورة وبعدها في كلّ أنواع الترافيك وفي المضاربة بتأشيرات الحجّ لبيعها للمواطنين التّونسيين بثمن مرتفع جدّا ومثلما تحالف في السّابق مع عماد الطرابلسي فقد عوّضه بعد الثّورة بمحمّد حشفي (ابن بهيجة شقيقة حمّادي الجبالي وزوج ابنته صفاء) اعتمادا على القاعدة الذّهبية " مشى فوكس جاء بوبي" فالمهمّ تأمين المسالك والطّرق والأهمّ ضمان تدفّق الأموال و هكذا تتواصل مأساة الحجيج والمعتمرين على حدّ سواء لفترات جديدة ولا ندري كيف أغفل القضاء العليل وأسقط من حساباته تتبّع خميس بن فطّوم في القضيّة الأولى التّي سجن من أجلها كل عماد الطرابلسي (صهر الرئيس المخلوع) و محمود بلّلونة(ر.م.ع.  شركة SNR  قبل الثورة (و أبو بكر الأخزوري (وزير الشؤون الدينية قبل الثورة) ولا في القضيّة التي كان من المفروض مباشرتها بعد الثورة ضدّ كلّ من محمد الحشفي (صهر الخليفة السّادس صاحب الاشارات الربّانية) ومعز بوجميل (ر.م.ع.  شركة SNR  بعد الثورة) ونورالدين الخادمي (وزير الشؤون الدينية بعد الثورة).. . بئس العدالة والسّلام على القانون ..عدالة الكيلبمكيالين، واحد للأزلام وآخر للثّورجيين...أتساءلهلسُنّالقانونليطبّق على الهوى والهويّة؟أملنمرّعليهمرورالكرام ! فبين القانون المكتوب والقانون المعزوف هوى الحكّام، وبين هوى الحكّام والعدل إرادة شعب، فإذا كان الشعب متفرّقا خبت إرادته وعزف الحاكم على هواه ... على أنغام القانون يسكر الشعب وتمتدّ يد الحاكم لتسرقأحلامه.

عصفور  35 عام ما يزققش بوه

قلّة خبرة وكثرة مشاغل الشّاب فيصل الحفيان المستشار المكلّف بمتابعة المؤسسات الخاضعة لرئاسة الجمهورية(المعهد العالي للدراسات الاستراتيجية - الموفق الإداري - الهيئة العليا للرقابة الإدارية - الهيئة العليا لحقوق الانسان - شركة الخدمات الوطنية والإقامات) جعلته لقمة سائغة للذّئاب المنفردة وهو ما يفسّر سرعة سيطرة معز بوجميل عليه والالتفاف حوله وقد اعترف هذا الاخير بعظمة لسانه في إحدى جلساته بمقهى بحي النصر China Coffee مؤكّدا أن "عصفور متع  35 عام مــــــــــا يزققش بوه" وهو يقصد عرفه الشّاب فيصل الحفيان ... وكانت الضّربة القاضية حينما رافقه إلى الحج خلال موسم 2015 وأكرم وفادته هو وعدد من أقاربه ومعارفه ومن تاريخه والحفيان يلاحق بوجميل ويتمسّك بتلابيبه (حسب زعمه طبعا)... على أمل أن يمكّنه من التّصرف في عدد من المقاسم السّكنية المتبقية بمقاسم سقانص بسعر تفاضلي وهذا هو السّبب الحقيقي للزّيارة الخاطفة التي قاما بها مؤخرا بها إلى المنستير  والتقيا خلالها مع والي الجهة عادل الخبثاني... الحفيان أصرّ  على الاطّلاع على كلّ التّفاصيل وبوجميل أصرّ على التّصرف على هواه ومواصلة مغالطة عرفه الشّاب وبالنسبة إلىكاتب عام رئاسة الجمهورية سليم العزابي فهو أيضا شاب في مقتبل العمر ويستحيل عليه مجاراة بوجميلفي مخطّطاته ومكائده على قاعدة أزيد منك بليله أكثر منك بحيله (حسب الرّواية التي نقلها لنا أحد جلساء بوجميل).

وفي الحقيقة نحن نستغرب من الثّقة المبالغة فيها في شخص معز بوجميل الرّجل الكارثي الذي تسبّب خلال فترة إشرافه المطوّلة (5 سنوات عجاف) على شركة الخدمات الوطنية والإقامات ومواصلة التّمسك بخدماته وهو الذي فشل في كلّ المواسم كما فشل في الإدارة وفي التّسيير وفي التّصرف في الموارد البشرية والمالية على حد سواء ...وعيب والله أن تتواصل المهازل وان تترك الحالة على ما هي عليه من سوء تصرف وإهدار للمال العام...فإذا كان هناك من يخالف القانون لا بدّ أن يوقف عند حده، ولا بدّ أن يحاسب، والجميع تحت طائلة القانون، ولا يوجد أحد فوق القانون وما على مؤسسة رئاسة الجمهورية إلاّ أن تتحرّك قبل فوات الأوان إذ لا سبيل بعد اليوم لمواصلة الاعتماد على شخص احترف الفساد والتحف بالإفساد... إنتهى الدّرس يا مغفّلين.