samedi 7 novembre 2015

الأوّل تعلّق بياسين إبراهيم حتّى يعينه كاتب دولة والثاني غادر الجمهوري والتحق بالجبهة بحثا عن منصب : فظيع: طبيبان اثنان خرّبا جسد زميلتيهما و تلاعبا بصحتها و ثالث تستر على تجاوزاهما


وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد


في لحظة فارقة أرهقها المرض وتكالبت عليها أوجاعه، فتوجهت إلى الفضاء الصحي المعلوم لتخفف عنها الأيادي الطبية الرحيمة قدرا من ما تعانيه، إلا أن الإهمال وقلة الاهتمام و الأخطاء الطبية كانت لها بالمرصاد فأصابتها بما هو أسوأ ليصبح الوجع أوجاعا   والألم آلاما.. في  يوم 25/4/2015استفاقت الدكتورة م.ح على  وجع شبيه بلهيب نار داهمها في  بطنها  تداعى لها سائر جسدها  الغض الندي بالسهر  والحمى  ... فارتجت أسنانها و ارتجفت أطرافها الغضة  بعد ان كادوا يقودونها  إلى موقدة أعدت  لها داخل "الغابة الطبية " التي ازدحمت بالوحوش بينما كان كبيرهم الذي علمهم السحر يهز رأسه ويتمتم ببعض الكلمات خلال طقوس التعذيب في حفلة  أرادوها  حفلة شواء أعدت على عجل و دبرت  بليل  بحضور شهود عيان العاملين مع الوحوش بينما كانت عينا الضحية ترصد بفزع ما يجري حولها من عري أخلاقي وإنساني...هو مشهد طبي  تهتز لهوله الجبال الراسيات، وترتعد من فظاعته فرائص الجبابرة، في لحظة فقد فيها  مرتكبوه آدميتهم، وهم يتلذذون بوجع الضحية و بكاء زميلتهم فرط الألم .




التفاصيل الكاملة للواقعة

لم يكن  يوم  25/4/2015 يوما  عاديا  في حياة  الدكتورة في الطب العام  م.ح  بعد الألم  التي  اشتدت  بها  على الجهة اليمنى لبطنها و امتدت  على كامل البطن  . أوجاع  جعلتها  تسارع الاتصال  بالدكتور  نزار براهم المختص في التصوير بالأشعة  بعيادة جماعية ابن الجزار للكشف  عن  أسبابها  و مسبباتها حيث  توصل   إلى نتيجة بائسة  مفادها أن سبب الأوجاع تعفن في  الزائدة  أو ما يعرف عند عموم الشعب بالمصرانة الزايدة أو بالمعجم الطبي "appendicite aigue avec réaction prétorial associe" مع  إقرار التدخل الجراحي العاجل ... و نصح  الطبيبة المريضة بالتوجه  إلى مصحة السلام  لاستئصال   الزائدة  على يد  الدكتور الجراح عبد المجيد المسلمي ...
 كان  لزاما  أن  تخضع الطبيبة المريضة إلى فحوصات  أخرى للتثبت  من  صحة المرض و للتدقيق في سبب الأوجاع  إلا  أن  الدكتور الجراح  أقحمها مباشرة  غرفة  العمليات و شق  بطنها غير انه  بهت   حينما لم  يجد لا انفلاقا  في الزائدة و لا تعفنا  و لهم  يحزنون... و ظل لمدة الساعتين و نصف و بطن  الطبيبة مفتوحة و لم  يجد  ما يفعل سوى الاتصال  بنزار براهم الذي  أعلمه  بخطئه في التشخيص و بخطئه  هو المضاعف  إذ  كان عليه قبل  أن  يبتر بطنها  أن  يتثبت من سبب الأوجاع  و يقوم بفحصها على آلة السكانار غير أن  ذلك  لم  يقع ... ساعتان و نصف  لعملية جراحية خاطئة بالأساس  و ساعتان و نصف  كانت كفيلة بشق  بطن المرأة دون موجب ... لما  استفاقت الطبيبة من التخذير علمت انه  لم يقع استئصال أي شيء و أن الزائدة  في حالتها الطبيعية  و ليست مريضة أو منفلقة  و انه  تم فتح  بطن  بطنها  هكذا خطأ  و أعلمها  الدكتور المسلمي  أن  خللا  وقع  في  التشخيص و أعلمها  أيضا بخضوعها  للتصوير بالسكانار  يوم 27/04/2015 و كانت  النتيجة  التشخيص خاطئة مرة أخرى  حيث  قيل لها ان  تشكو من  التشحم في القولون او ما يعرف ب  lipon du  colon   ووقع  تسريحها  من المصحة  مع  إعطائها  بعض الأدوية  لتستمر عملية الشفاء  في منزلها  و لكن  هيهات ..فحالتها الصحية تعكرت  أكثر  و الآلام زادت  لتبلغ  مستوى لا يطاق  و ظلت  ليومين تعيش معاناة كبرى كادت  ان  تؤدي  بحياتها  حيث سارعت  إلى الاتصال  بالدكتور عبد المجيد مسلم لإعلامه بالوضعية فالآلام  في مكان الجرح  الذي  شقه   تضاعفت  و اشتد الوجع بالمرأة  غير أن مسلّم لم يرد  و لم  يبال و لم يتفضل عليها  سوى  بدعوتها إلى عودة  إلى المصحة و التسجيل  من جديد في الاستعجالي و انتظاره .. جواب حاد  فيه  استهتار بصحة الطبيبة المريضة و معاملة لا تليق بمقامها  و مع  ذلك  تحولت  المعذبة إلى المصحة و قامت  بالتسجيل  و ظلت الآلام تنخرها  قرابة الساعة و نصف  في  انتظار الدكتور المصون  الذي لم يأتيها إلا  بعد  أن اشتدّ بها الصياح  و هب لوجعها الجميع  هناك  تبين  أن الجرح  أصابه  تعفن  كبير و أجريت  لها  تصوير بالأشعة échographie  و تبين من خلال التشخيص  أن  لها  ماء في البطن  أو ما يعرف  طبيا ب   péritonite localisée    وهو يستدعي تدخلا  طبيا على اعتبار  أن  المرض قاتل  و قد  تذهب حياة المرأة في أي لحظة .. غير أنها تقرر إخضاعها للعلاج بالأدوية لمدة يومين على أن يقع النظر في حالتها  لاحقا وهو استهتار مضاعف من لدن الطبيب المباشر... و الغريب  في الأمر أن التشخيص  مرة أخرى خاطئ حيث  تبين انه لا يوجد  ماء بالبطن من أصله .



تدخل واجب الزمالة و تحويل الوجهة

أمام تعكر حالة الطبيبة الصحية  تمت  نقلتها  من  قبل  زملائها  في  المجال  إلى مستشفى سهلول  حيث  اتصلوا  برئيس قسم الجراحة في  المستشفى المذكور علي بن علي  بتاريخ 2/5/2015 على الساعة 17  وأعطى موافقته باستقدامها إلى القسم  و فعلا  تم  ذلك و تلقفها  هذا الأخير  فوجدها في  حالة يرثى لها  ووضعها على فرش  حالته  رثة و طلب  من القيم  غطاء فلم يجد وبطريقة سريعة و دون  تخدير و لا انتظار بطر نفس  الجرح الذي  أغلقه الدكتور مسلم  بعد أن تبين له  أنه  تعفن سطحيا  abcès de la paroi   فانفلت  المادة " القيح" و غمت روائح كريهة المكان  من  فرط  ما افرزه الجرح  ثم  نظفه  ووضع  به  ضمادات و تركه  مفتوحا إلى أن  يجف و يتماسك  على أن يقع  تخييطه لاحقا  ... و بعد  يومين  تعكرت  أكثر حالتها الصحية و تبين  أن  التعفن ليس سطحيا و إنما في  العمق  وهو ما  يتطلب عملية جراحية  و بتاريخ 4/5/2015  و تحت تأثير تخدير عام  تم  إدخال  الطبيبة  المريضة م.ح غرفة العمليات  و تم  إجراء عملية جراحية لها  و ظلت في  القسم 48 ساعة قبل  أن  تغادره  إلى منزلها  على اعتبار كونها طبيبة و تستطيع التصرف  في  جروحها  و تستطيع الاستعانة بممرض  يأتيها يوميا إلى المنزل ... غير أن  الجرح  ظل  ينزف ماء  مما أجبرها  على القيام بكشف السكانار في  مصحة أخرى   و تحولت إلى يد طبية أمينة ترعاها  حيث كشف  عنها  الدكتوران دربال و بالحاج  حميدة و توصل إلى كون الآلام  نتيجة عن ورم شحمي كبير (لحمة كبيرة) وقع  استئصاله في  مصحة اليسر  لتعود  الطبيبة إلى حياتها العادية .


قضية في الضرر و الابتزاز الرخيص

النتيجة الحتمية  أن  الطبية كادت  أن تفقد  حياتها  نتيجة سياسة "كعور و عدي للاعور" وهي سياسة تعود  عليها بعض الأطباء الذين لا يرون في المريض  سوى دينار يدخل  لجيبهم  أمّا  صحته  فهو أمر لا يعنيهم ... و لكم  أن تسألوا  كيف  يتعامل هؤلاء   مع  المواطن البسيط  و الحال  انهم  عبثوا بزميلة لهم و لها  دراية بالمجال .


المهم أنها جمعت وثائقها  لتقديم شكوى ضد كل من  نزار براهم و عبد المجيد المسلمي  بتهم التلاعب بصحتها و الإهمال والأخطاء الطبية المتكررة  وتتبعهما  عدليا  في الضرر المادي و المعنوي على اعتبار أنها لم  تكن الضحية الوحيدة  فهناك معلومات  تفيد أن هناك من وافته المنية بسببهما   ... وأمام إصرارها على تتبعهما توصلت  إلى تدخلات من طرف  بعض الزملاء في المجال الطبي  حيث  اعلموها  أن  نزار  براهم مثلا عرض  عليها "زوز فرنك" لسحب  الشكوى على اعتبار أن الرجل  متعلق  بذيل  ياسين  إبراهيم رئيس حزب آفاق تونس الذي  هو عضو ناشط به  من اجل اقتراحه في منصب كاتب دولة و أما الثاني و نعني  به عبد  المجيد مسلم  فقد طلب  من  زملائه القول  لها  ان  له  مسيرة سياسية زاخرة و عليها ان  لا  تشوش  عليه  و لا تلطخها بمثل  هذه القضية  مسيرة سياسية امتدت  مع الحزب  التقدمي  الديمقراطي  الذي  تحول  إلى الحزب الجمهوري  و مع  فشله  في الانتخابات الفارطة تحول مسلم فجأة إلى جبهاوي و التحق بالحزب الأقرب  إليه  و المنتصر في الانتخابات و نعني  به الجبهة الشعبية ...
و أما الطبيب الثالث ونعني به رئيس قسم الجراحة بمستشفى سهلول المالك  لمزرعة في  إحدى ولايات الجمهورية و الذي كلف  أحد  تقنيي المستشفى بالسهر  على تركيب الكهرباء و الغاز بها  فقد اتصلت  به  زميلته المتضررة  (زمالة مزدوجة طبية و نقابية على اعتبارها  أنها  تشغل  خطة كاتبة عامة للنقابة الأساسية للأطباء و أطباء الأسنان و الصيادلة و أطباء الاختصاص  و علي  بن  علي  يشغل  إضافة إلى كونه رئيس قسم يشغل خطة كاتب عام  النقابة الأساسية للأستاذة الجامعيين)  مرارا .. و فحوى الاتصال هو تمكينها من تقرير يثبت الحالة الصحية التي تلقها عليها بعد خروجها من مصحة السلام غير أنه ماطلها وظل يسوفها و ولولا تدخل مدير عام المستشفى  لما  مدها  بذلك التقرير .. و آي  تقرير ذاك؟ فالرجل دحض الضرر الحاصل  لها و قال انه  لم  يقم  بعملية جراحية مخالفا بذلك الواقع   مشيرا إلى انه قام  بتنظيف تعفن  صغير لا غير  بل هو  راح يقدر النسبة المئوية للضرر و التي  ليست من  مشمولاته  في  مشهد  يوحي  رغبته الجامحة في التستر على زملائه  و ضرب  حق  المرأة في تتبعهما  وهو سلوك مشين من  رئيس  قسم  يحمل  في  جراب  تاريخه قصص و قصص  يرويها  المرضى  و سنرويها  نحن لاحقا ...
الحكمة من القصة

هذه  قصة ليس  العبرة منها  نقل شكوى طبيب بزميله الطبيب  و ليس فيها  رغبة من المتضررة في الاقتصاص  من  الذين تلاعبوا بصحتها و لا هي طامعة في فتات التعويض فهي يكفيها  أن تقبل  يدها  لتشبع   و  إنما  المقصد الأول و الأخير  هو قطع  دابر كل  طبيب لا يعبه بالمريض  و يعرف بعمله المغشوش   غايته الأولى و الأخيرة جمع  الدراهم و "القروش" ببتر "الكروش " ...




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire