vendredi 30 octobre 2015

أتونس لمن تشكين مآسيك...فحاميك حراميك ؟




عندما تشيع الأخبارالتي تُحدّثُ بتورّط جميع الأسلاك النّظامية (جيشا وحرسا وديوانة وسجونا) في عمليات التّهريب وتبييض الأموال والاتجار بالمخدرات والاشتراك في شبكات تجسس وتسهيل فرار المتورطين في الإرهاب والمساعدة على تسفير الشباب إلى بؤر التوتر  فاعلم أنّ الأمن القومي أصبح في خبر كان وأنّ الحامي تحوّل إلى حرامي ولم نعد نعرف العدو من الصديق ولا القريب من البعيد  ... وعندما  تغدو وسائل الإعلام منابر لتبييض الإرهاب وتمليع صور الفاسدين من أزلام النظام السابق ومافيا حكام ما بعد الثّورة من أجل لفافات المال الفاسد قل نسأل الله حسن العاقبة بعد أن حادت السلطة الرابعة عن أهدافها النبيلة لتتآمر مع مافيا المال على الوطن  وأبنائه .. وعندما يصبح صناع القرار السياسي هجينا مشوّها يجمع النطيحة والمتردية وما أكل السبع من أتباع بن علي الفاسدين وأصحاب الغنوشي المتورطين في عمليات إرهابية فاعلم أنّ الثورة قد ذهب ريحها وأنها قد أصبحت نسيا منسيا .وعندما يصبح رجال الدين الموكول إليهم مجادلة الناس بالتي هي أحسن دعاة فتنة وتجار دين نقول لا حول ولا قوة إلا بالله ....



وحتى لا يبدو الكلام عائما غائما وكأنه ملقى على عواهنه نذكر بعض الشواهد تمثيلا لا استقصاء، ألم تصرح وزارة الداخلية أكثر من مرّة بأنها قد عزلت مجموعة من الأمنيين لتورطهم في عمليات إرهابية ؟ ألم تخصص الثورة نيوز أعدادا وأعدادا  للتشهير بمافيا تهريب المرجان التي تورط فيها إطار أمني بارز تربطه علاقة مصاهرة براشد الغنوشي ؟ ولا يسمح المقام هنا بالإفاضة عن تورط صناع القرار السياسي بعد الثورة في استنزاف خزينة الدولة وإهدار المال العام ويكفي دليلا ما كتبنا بالتحليل العميق والشاهد الدقيق عن  ياسين إبراهيم  وجماعة حويزب آفاق تونس وأكذوبة تونس الرقمية 2018  من جهة وما نتج عن التحالف المشبوه بين  أعداء الأمس وأصدقاء اليوم حركة النهضة وحركة نداء تونس من فساد شهد به شاهد من أهلها ..وأمّا عن رجال الدين  فكبيرهم إمام جامع اللخمي رضا الجوادي وحكايته مع المليارات وعلاقته المريبة مع حويزب المؤتمر من أجل الجمهورية  كافية شافية ...






إن هذه الشواهد في اعتقادنا تكفي دليلا على أن تونس تعيش وضعا مأزوما لا تحسد عليه ، ويكفي أن نتوقف قليلا عند الوضع الأمني( براكاجات ، غزوات الميترو الخفيف ) والوضع الاقتصادي ( تضخم مالي – ارتفاع جنوني في الأسعار ) لنطلق صيحة فزع " واتونساه " ، ومما زاد الطين بلة أن الحزب الذي أؤتمن على قيادة البلاد قد شقته الخلافات والصراعات بتدبير من النهضة ، ولا شك أن  الضحية الوحيدة  في المشهد الذي يتصارع فيه الكبار هو المواطن البسيط الذي ينحر كل يوم وكل شهر وكل سنة  ويقدم قربانا لرجال السياسة ،. ونحن نسأل أولي الأمر منا بعد أن باع هذا وخان ذاك : هل فعلا أنّ الوطنية هي كلمة بيزنطة مركبة من لفظين " الواطي - نية " كما تهكمّ أحدهم يوما ..وشر البلية ما يضحك ؟ !!!!





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire